الراعي: لتصويب مسار عودة النازحين الأكيدة إلى بلدهم

بعد غياب دام ثلاثة أعوام بسبب الفراغ الرئاسي، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون في القداس الاحتفالي الذي أقيم لمناسبة عيد القديس شربل، وترأسه البطريرك الماروني بشارة الراعي في دير مار مارون عنايا. وكان رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى دير عنايا عزفت له موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني، عرض بعد ذلك ثلة من لواء الحرس الجمهوري التي أدّت له التحية.

وفي نهاية العرض استقبل رئيس الدير الأباتي طنوس نعمة رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى التي انضمت اليه وتوجّه الجميع الى الكنيسة وسط تصفيق المواطنين الذين احتشدوا في الساحات الخارجية للدير وداخل الكنيسة وعند مدخلها.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة استهلها بالترحيب برئيس الجمهورية واللبنانية الأولى، راجياً أن يكون عهد الرئاسة طويلاً وناجحاً وسلامياً، سائلاً قديس لبنان أن يستمدّ من الله للرئيس عون كمال الحكمة والقوة لحسن تدبير شؤون البلاد. فالكل يتطلّع إليكم بكثير من الأمل، لكونكم الرئيس الموكولة إلى عنايته الشاملة حماية الوطن والشعب والمؤسسات، في ظروف صعبة، داخلية وخارجية، تقتضي جهوداً وتضحيات، أنتم لها مع أصحاب الإرادات الطيبة، والمسؤولين المتحلّين بالتجرّد والكفاءة وروح التفاني من أجل الخير العام».

وتابع: «نحن ندرك نياتكم الطيبة وأمنياتكم الكبيرة. إن ما يشدّد الشعب في الصمود والأمل بالانفراج، إنما هو يقينه من أنكم تتحسّسون معاناته الاقتصادية والمعيشية والأمنية والاجتماعية وهموم المستقبل. وهي تتزايد وتكبر بوجود مليوني لاجئ ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه، ويرمونه في حالة الفقر والحرمان، ويقحمون أجيالنا الطالعة على الهجرة. فمع تضامننا الإنساني مع هؤلاء اللاجئين والنازحين، يرجو اللبنانيون من فخامتكم تصويب مسار عودتهم الأكيدة إلى بلدهم، بعيداً عن الخلافات السياسية التي تعرقل الحلول المرجوّة».

أضاف: «يدرك الشعب اللبناني كم تتحسّسون رفضه اللااستقرار السياسي والممارسة السياسية الرامية إلى المصالح الشخصية والفئوية على حساب الخير العام وإدانته الفساد المستشري، والتسابق المذهبي إلى الوظائف العامة بقوة النفوذ، وفرض الأمر الواقع، خلافاً لروح الدستور والميثاق الوطني والتقليد، ولقاعدة آلية التعيين وشروطه. وكأنّ مقدّرات الدولة بمؤسساتها ومالها العام، باتت للتقاسم والمحاصصة، من دون أي اعتبار لتعاظم الدين العام الذي يتآكل الدولة من الداخل، ويحدّ من قدراتها على النهوض الاقتصادي والإنمائي، وعلى توفير الخدمات الاجتماعية الأوّلية والأساسية للمواطنين».

وفي نهاية القداس، قدّم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم هدية تذكارية للرئيس عون عبارة عن أيقونة القديس شربل ولوحة خشبية تمثل القديس.

ثم تبادل الرئيس عون والسيدة الأولى تهاني العيد مع البطريرك والأساقفة والمشاركين، وغادر الرئيس عون الدير مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

وكانت رفعت على جانبي الطريق من جبيل الى عنايا اللافتات المرحّبة برئيس الجمهورية والمؤيدة لمواقفه الوطنية. وتميّز الاحتفال بالتنظيم اللافت الذي تولاه لواء الحرس الجمهوري، ما انعكس ارتياحاً لدى المواطنين في محيط الدير وعلى الطرق المؤدية إليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى