قرقاش يتّهم قطر وتركيا بعسكرة الأزمة السورية! والدوحة تتهم الإمارات بخرق القانون الدولي
ردّ وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على ما وصفه بـ «المزاعم» التي تحدّث عنها مسؤولون في الاستخبارات الأميركية ونقلتها صحيفة «واشنطن بوست»، والتي أشارت إلى أنّ «الإمارات هي التي قرصنت صفحات وكالة الأنباء القطرية قنا ومواقع قطرية أخرى في أيار الماضي».
وقال قرقاش في حديث لمعهد «تشاتام هاوس» الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا أمس، إنّ «الأزمة في الخليج تتعلق بدعم قطر للتنظيمات الإرهابية منذ العام 1995»، معتبراً أنّ «الدوحة متورطة بتمويل الإرهاب على أعلى مستوى»، لافتاً إلى أنّ «لديها احتياطياً نقدياً كبيراً يُستخدم في تمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة»، وفق ما قال.
وأشار قرقاش إلى أنّ «مزاعم اختراق الإمارات للمواقع القطرية غير صحيحة»، مؤكداً «بدأنا حرباً طويلة ضدّ الأفكار المتطرفة».
كما قال وزير الدولة الإماراتي «نريد حلاً إقليمياً للأزمة مع قطر ومشكلتنا تتعلق بتغيير سياساتها، ونحتاج لنظام رقابة لمدى الالتزام القطري وثقتنا بها منعدمة»، معتبراً أنّ «الدوحة لا تفي بوعودها ولم تتجاوب مع محاولات الوساطة». لكنه في المقابل رأى أنّ «هناك مؤشرات على أنّ الضغوط على الدوحة تأتي بنتائج».
وقال قرقاش إنّ «الدوحة نسفت الوساطة برفض المطالب كلها». ورأى أنّ «حل الأزمة يتوقف على الحكماء في الجانب القطري، مشيراً إلى أنّ «المسؤولين الغربيين يدركون الازدواجية التي تتعامل بها الدوحة». وشدّد في الوقت نفسه «لن نصعد أكثر من التدابير والإجراءات السيادية التي تحقّ لنا».
وقبيل دخوله إلى قاعة المعهد لإلقاء كلمته قام عدد من المحتجين بمواجهة قرقاش وتوجيه اتهامات له بـ «الخيانة والعمالة» وصرخ أحدهم بالقول «لماذا تقتلون المدنيين في اليمن؟».
كما اتهم وزير الدولة الإماراتي قطر «بلعب دور سلبي في الدول العربية خلال السنوات الماضية»، قائلاً إنّ «الدوحة أنفقت ملايين الدولارات لزعزعة استقرار مصر والسعودية والبحرين، ودعمت إرهابيين في ليبيا وبعضهم متورّط في تفجيرات في أوروبا».
كما أشار إلى أنّ «بعض ممن أدرج على قائمة الإرهاب الـ 59 متورطون في عمليات تمويل».
وحول الأزمة السورية أكد قرقاش أنّ «الدوحة تعرقل التوصل لحل سلمي في سورية، وأنّ الأزمة في سورية تحوّلت عملاً مسلحاً بسبب تركيا وقطر».
في المقابل، أعربت الحكومة القطرية عن أسفها بعدما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس، عن «ضلوع دولة الإمارات العربية المتحدة ومسؤولين كبار فيها في جريمة القرصنة التي تعرّض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية في 24 أيار الماضي».
وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني إنّ «المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وقوع جريمة القرصنة على الموقع الألكتروني لوكالة الأنباء القطرية».
وأضاف مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري «أنّ هذه المعلومات التي تفيد بارتكاب هذه الجريمة النكراء والتي تُصنّف دوليّاً من جرائم الإرهاب الالكتروني من قبل دولة خليجية، يُعدّ خرقاً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وللاتفاقيات الثنائية أو الجماعية التي تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة».
وأشار آل ثاني إلى أنّ «التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في قطر بهذا الشأن لا تزال مستمرّة»، مضيفاً أنّه «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لمقاضاة مرتكبي هذه الجريمة أو المحرّضين عليها».
في سياق متصل، أنهى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان جولته التي شملت أربع دول خليجية، أول أمس واختتمها في الإمارات بهدف السعي إلى احتواء الأزمة القطرية.
وأكد لودريان على أنّ «حل الأزمة مع قطر مرهون بالبيت الخليجي، وأن لا حلّ إلا خليجياً». كما نوّه بدور السعودية في «مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف!»، ورأى أنّ السعودية «بيّنت قدراتها القيادية في مكافحة الإرهاب!».
وذكرت وكالة أنباء الإمارات «وام»، أنّ «لودريان بحث مع الشيخ محمد بن زايد، سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وفرنسا». كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
في السياق نفسه، أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية والأمنية، فيديريكا موغيريني، «أنها تخطط للقيام بزيارة إلى الكويت أول القادم لدعم جهود تسوية الأزمة الخليجية».
وقالت موغيريني، في مؤتمر صحافي عقدته أمس: «أنوي القيام بزيارة إلى المنطقة، وبالتحديد إلى الكويت القائمة بدور الوساطة، التي نؤيدها ونتواصل معها دائماً، وأعتزم زيارتها يوم الأحد».
واعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في تصريحات أدلت بها سابقاً، أنّ «الأزمة الحالية في منطقة الخليج هي الأعمق من كل ما جرى في أي وقت مضى، وتسويتها لن تكون أمراً سهلاً».