معلوف: عمل من أجل انتصار شعبنا وبعث النهضة في مجتمعنا

شيّعت مديرية الفرزل التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي المنطقة الأمين المناضل الدكتور جان أعزان في مأتم حزبي وشعبي مهيب أقيم في كنيسة سيدة النياح في الفرزل.

شارك في التشييع، إلى جانب عائلة الراحل، وفد مركزي ضمّ نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وليد زيتوني، عضو المجلس الأعلى منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين، وكيل عميد القضاء إياد معلوف الذي ألقى كلمة بِاسم مركز الحزب، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات الحزبية، وجمع من القوميين والمواطنين، وحشد من أهالي الفرزل ومنطقة زحلة والبقاع.

كلمة المديرية

بعد القداس ألقى مذيع مديرية الفرزل هادي مخ كلمة بِاسم المديرية قال فيها: أيها الأمين الحبيب جان، يا مَن رحلت عنّا بالأمس، يا من نودّعك وابتسامتك تملأ الأرجاء. كيف تجرّأ تموز أن يُمعن في قصف ورد حدائقنا، وكيف تجرّأ فأس القدر أن يمازح قامات السنديان في القمم؟ وكيف لقلب رقّ حدّ الضّوع وحدّ أطراف الزنابق أن يعانده نبض توقّف في أوج العطاء؟

رحلتَ ونهضتنا تفيض نوراً ومناقب وأنت من ركائزها الأوائل، رحلتَ… وكم رحلت خلف النعش منّا أمنيات أن نرى يداً بيضاء ترفعها، تلوّح إيذاناً بعودتك إلينا، أتُرى ترانا من علياء مرقدك قد سُلبنا عذب الحديث ورشيد نصحك وحضورك الوارف ظلاً في جموع الرفقاء؟

أيها الأمين الراحل، يا مَن كتبتَ يوماً أنّ الكلمة القبيحة كالرصاصة الطائشة، دائماً ما تصيب مقتلاً ومهما حاولنا لا نستطيع أن نستردّها.

هذه هي الأخلاق التي تخلّقتَ بها، والتي بكيناها بفقدك، وهذه هي أخلاق النهضة وأخلاق حزبك التي دائماً تؤكّد على ما قاله زعيمنا بأنّ الأخلاق هي الأساس لأيّ نظام مهما كان بديعاً. ونردّد مع زعيمنا ما تعلّمناه في مدرسة النهضة بأنّ أجسادنا قد تسقط ولا مردّ لسقوطها وإنما نفوسنا التي تختزن كلّ العزّ وكلّ الخير وكلّ المناقب فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود، ونردّد ما كان الأمين جان يردّده دائماً: أنّ الموت والحبّ هما أقوى من يضع «النقطة» ويحملانك إلى أوّل السطر مجدّداً.. لتحي سورية وليحي سعاده.

كلمة المنفذية

وألقى عضو المجلس القومي جورج مينا كلمة بِاسم منفذية زحلة استهلها بالقول: لقد أتينا إلى هنا زرافات ووحداناً لنودّع فقيدنا ولنؤدّي له التحية الأخيرة، تحية النهضة القومية الاجتماعية، والتي ناضل في حزبها لتحقيق مبادئها السامية ولانتصار قضيّتها الوجودية الشاملة، إذ إنّها تساوي كلّ حياتنا وكلّ وجودنا لأنّنا «نحن فكرة وحركة تتناولان حياة أمّة بأسرها».

لقد وعيت يا أميننا الراحل في أواخر الستينات، وفي ريعان شبابك، أبعاد النهضة القومية الاجتماعية وحقيقة الأمّة وأهمية المبادئ التي وضعها سعاده، ووعيت المخاطر الداخلية من طائفية وكيانيّة وإقطاعيّة ومذهبيّة، ووعيت المخاطر الخارجية من يهودية صهيونية استيطانية وغربيّة استعمارية احتلاليّة، فأبيت إلّا أن تواجه فعقدت العزم مع ثُلّة على أن تكونوا قوميين اجتماعيين، فكنتم المؤسسين بهذه المديرية المناضلة المعطاءة، فعملتم معاً وضحّيتم بالوقت والعرق والمال وحتى بالدم لانتصار القضية، فأحببتم الحياة لأنّكم أحببتم الحرية.. وأحببتم الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة، إلى أن رفعت يدك زاوية قائمة رمز البناء الصحيح والتي تمثّل الحرية والواجب والنظام والقوّة وقيم الحق والخير والجمال.

وتابعت نضالك في الحزب في بلدتك ومتّحدك ومديريتك الفرزل الأبيّة التي أحببتها وأحبّتك كثيراً… وأكملت مسيرتك الحزبية في بلاد الاغتراب، وفي إسبانيا حيث كنت تكمل تعليمك وحصلتَ ما حصلت من شهادات، وعدتَ إلى بلادك تعمل لها وفيها مهنيّاً وحزبياً واجتماعياً ووطنياً.

ولقد عرفناك، وعرفك أصدقاؤك وجيرانك وأصحابك ورفقاؤك صديقاً صدوقاً وجاراً وفيّاً وصاحباً أنيساً ورفيقاً رفيقاً، عاملاً نشيطاً ساعياً دائماً إلى ممارسة انتمائك ومؤمناً أميناً للعقيدة التي وضعها سعاده، وقد اتّخذتها إيماناً لك ولعائلتك وشعاراً لبيتك فربّيت أولادك مع شريكة حياتك تربية صالحة، لأنّك آمنتَ بأنّ النبت الصالح ينمو بالعناية، أمّا الشوك فينمو بالإهمال»، واعتبرت مع معلّمك سعاده أنّ الطائفية تولّد الكره والحقد بين أبناء المجتمع الواحد، وتسمّم الشعب، فرفضتها مجسّداً قول زعيمنا الخالد: «إنّ لبنان يفنى بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي»، وآمنتَ أنّ الوحدة القومية الاجتماعيّة هي الردّ على كلّ تفتيت أو تقسيم جغرافيّ أو كيانيّ أو مذهبيّ أو طائفيّ، وهي الردّ على كلّ أنواع الإرهاب سواء أكان صهيونياً يهودياً أم داعشيّاً تكفيرياً، وهي الردّ على كلّ عدوان واحتلال لأنّ الحريّة الحقيقية تسطع بمقاومة تلك الأشكال فكراً وثقافة وسلاحاً.

كلمة نقابة الأطباء البيطريين

وألقى الدكتور جوزف أحوش كلمة بِاسم نقابة الأطباء البيطريين قال فيها: لقد اختصر المرحوم جان كلّ الكلمات حين كتب يوماً على صفحته على «فيسبوك» يقول: «مشوار العمر نمشيه حاملين حقائبنا على أنواعها، نتركها في المحطات، أحياناً بفرح وأحياناً بأسى وأحياناً بدموع. أنا تركت كلّ حقائبي وأصبحت يداي حرّتان تصفّقان لمن أشاء وتصافحان من أريد وتلوّحان ببياضهما للجميع.

وكأنّي اليوم أراه طائراً يحلّق في السماء ويبتسم ملوّحاً.. ويقف الموت غاضباً، مانعاً، لنظرة لبسمة، للقاء.

يا موت.. لماذا تسرق منّا أجمل الألحانّ؟ لماذا تلوّن كلّ الأشياء بالأرجوان! لماذا تدوس بقدميك أجمل الزهور والأقحوان؟ يا موت… لماذا تعشق الإذلال وتبتذل الأمان؟ ويستوقفني الموت صارخاً بصوت رنّان: إنّ موعد الفراق قد حان أًطأطئ رأسي.. وأرفع البنان وأقول: وداعاً دكتور جان.

كلمة مركز الحزب

وألقى وكيل عميد القضاء إياد معلوف كلمة بِاسم مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي قال فيها: ينادينا الموت في الحياة واحداً تلو الآخر، كأنّنا نقف في صفوف ننتظر هذا النداء، لكنّ الجواب لأبناء الحياة هو في الإيمان بالعقيدة. وأنت يا حضرة الأمين جان واحد من أبناء هذه العقيدة السورية القومية الاجتماعية.

كنتَ وفياً لها، من خلال التزامك بقسمك الحزبي، وعملك الدؤوب في الحزب سواء في الوطن أو في المغترب.

رحلتَ في شهر تموز عندما قال سعاده: «أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ». رحلت والابتسامة على وجهك، ساخراً من الموت، لأنّك اخترت تموز، مقتدياً بالزعيم، وما أعظم أن يترك الإنسان الحياة بنفس ممتلئة بالشموخ والعزّة والنضال، تاركاً أثراً جميلاً في مجتمعه، مخلّداً لذكراه في نفوس رفقائه ومواطنيه.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفي هذا الشهر، نملأ كلّ الأمّة بالاحتفالات بذكرى استشهاد سعاده، والذي لم يقدّم فقط الدم، بل قدّم قضية بحجم أمّة، نعمل لها كما عمل الأمين الراحل من أجل انتصار شعبنا، وبعث النهضة في مجتمعنا.

لروحك السلام فإنّها ترقد الآن مع أرواح الشهداء، شهداء الحزب سناء ومالك وخالد وأدونيس ومحمد وجميع شهداء هذه الأمّة.

بِاسم الحزب السوري القومي الاجتماعي نتقدّم بأحرّ التعازي لأهل الفقيد الأمين جان أعزان. لروحه الرحمة والمجد والخلود لشهدائنا.

البقاء للأمّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى