الفتنة اللبنانية السورية… تعويضاً عن هزيمة الإرهاب
يوسف الصايغ
تأتي الحملة المبرمجة ضدّ الجيش اللبناني في الوقت الذي يستعدّ فيه لاستكمال مهمّته في مكافحة الإرهاب من خلال عملية عسكرية في عرسال وجرودها، وعليه بات واضحاً أنّ الهدف من هذه الحملة هو التشويش على المهمّة الوطنية التي يقوم بها على الجبهة الشرقية بالتنسيق مع الجيش السوري والمقاومة، من أجل تطهير جانبي المنطقة الحدودية من بقايا التنظيمات الإرهابية، التي لم يبق أمامها إلا خياران: الانسحاب إلى الداخل السوري أو الدخول في مواجهة محسومة من الآن لصالح الجيش والمقاومة.
وفي سياق استهداف الجيش كانت لافتة الدعوة التي وجهتها وروّجت لها جهات سورية معارضة للتظاهر ضدّ الجيش في ساحة الشهداء، قبل أن يعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق منع أيّ تحرك في هذا الإطار. وفي السياق عينه تأتي حملة التحريض الالكترونية التي تشنّ ضدّ لبنان وجيشه، والتي تعمل على ترويجها جهات سورية معارضة موجودة في الخارج، وبالتنسيق مع جهات لبنانية معروفة الانتماء والتوجّه السياسي، فالمقاطع المصوّرة التي يتمّ ترويجها لا يجب التعاطي معها بوصفها تعبّر عن رأي السوريين سواء الموجودين في سورية أو المقيمين مؤقتاً في لبنان، بسبب الظروف الأمنية. ومن هنا فإنّ العمل على تهميش هذه الهجمة الإعلامية هو الهدف الذي يجب العمل عليه، لأنّ الانزلاق الى الردّ على ما يتمّ ترويجه من أجل إحداث فتنة لبنانية سورية، هو الهدف الذي تسعى اليه الجهات المناوئة للبنانيين والسوريين على حدّ سواء، من أجل التعمية على إنجازات الجيشين اللبناني والسوري في مكافحة الإرهاب، واللذين قطعا الشوط الأكبر وباتت معركة القضاء على الإرهاب في ربع الساعة الأخير. ولعلّ هذا ما يفسّر هذا الاستنفار الإعلامي الذي يتمّ تحريكه من قبل الجهات نفسها التي موّلت ودعمت الإرهاب. فربّما باتت هذه الجهات تستشعر حجم هزيمتها الميدانية وتعمل على التعويض عنها من خلال التحريض الإعلامي، والعمل على إحداث فتنة لبنانية سورية، والتي قد تكون الخطة البديلة للجهات الداعمة للإرهاب الذي بلغ مرحلة الانهيار.
لا شك في أنّ قرار المؤسسة العسكرية وقيادتها بالقضاء على الإرهاب بات محسوماً. وهذا ما يفسّر هذه الهجمة التي تتعرّض لها مؤسسة، فهي قدّمت ولا تزال الدماء والتضحيات من أجل الحفاظ على أمن لبنان واللبنانيين. وهي كما كانت صمام أمان لبنان بوجه العدو الصهيوني وكانت الدرع الواقية بوجه الإرهاب، وأيّ حملة تستهدف الجيش سواء عبر الإعلام على اختلاف أشكاله، أو من خلال الدعوات للتحرّك ميدانياً، يجب التعاطي معها باعتبارها جريمة بمستوى الخيانة الوطنية. وهذا ما يُعاقب عليه القانون بأشدّ العقوبات، فالجيش الذي حمى الأرض يستحق منا كلّ الوفاء والثناء على دوره الوطني الجامع. فهو يدافع عن اللبنانيين جميعاً وعن اللاجئين سوريين وفلسطينيين، ولا هدف لديه سوى الحفاظ على لبنان وطناً قوياً معافىً، وكلّ مَن يحاول الاصطياد بالماء العكر فهو مجرم برتبة عميل، أما مَن يحرّض على الجيش من غير اللبنانيين، فهذا دليل على ارتباطهم بالأجندات الخارجية المشبوهة، لأنّ مَن يستهدف جيش لبنان هو نفسه مَن عمل على استهداف وتشويه صورة الجيش السوري، الذي يخوض أشرس معركة بوجه القوى الإرهابية. فالجيشان في لبنان وسورية أقوى من أن تنالهما سهام التحريض ومحاولات التشويه، لأنهما عمّدا مسيرتهما الوطنية بالدم الذي يحمي لبنان وسورية، من المخططات الإرهابية والمطامع الصهيونية…
ناموس عمدة الإعلام
في الحزب السوري القومي الاجتماعي