رئيس جمهورية دونيتسك يعلن إقامة دولة مالوروسيا والكرملين يعتبرها مبادرة شخصية
أعلن الكرملين «أنّ تصريحات رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، المعلنة من طرف واحد، ألكسندر زاخارتشينكو، تمثل مبادرة شخصية منه».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تصريحات صحافية أدلى بها أمس، إنّ «إعلان زاخارتشينكو الذي تم إصداره صباح أمس بشأن موضوع مالوروسيا يمثل مبادرة شخصية منه»، مضيفاً: «إنّ موسكو علمت بهذا الأمر صباح أمس من تقارير وسائل الإعلام».
وشدّد المتحدث باسم الرئيس الروسي، في الوقت ذاته، على «التزام روسيا باتفاقات مينسك الخاصة بتسوية النزاع شرق أوكرانيا».
من جانبه، قال ممثل روسيا لدى مجموعة الاتصال الدولية لتسوية الوضع في أوكرانيا، بوريس غريزلوف، في تصريحات صحافية أدلى بها: «إنّ هذه المبادرة لا تتوافق مع عملية مينسك، أعتبر هذا الأمر مجرد دعوة للمناقشة، لأنّ هذا الإعلان لا عواقب قانونية له».
وأضاف غريزلوف: «هذه المبادرة مرتبطة، على الأرجح، بالحرب الإعلامية وليست جزءاً من السياسة الواقعية».
وأشار المسؤول الروسي، مع ذلك، إلى أنّ «الإعلان عن إقامة دولة مالوروسيا ربما يكون رداً على التصريحات الإستفزازية، التي يدلي بها المسؤولون السياسيون رفيعو المستوى في كييف وتعتبر غالباً غير مقبولة على الإطلاق».
في السياق نفسه، أعلن قادة جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد شرق أوكرانيا، إضافة إلى ممثلي 19 مقاطعة أوكرانية، عن «ولادة دولة جديدة تحت اسم مالوروسيا لتحل محل أوكرانيا».
ونصت الوثيقة الدستورية التي أعلنها في مدينة دونيتسك ألكسندر تيموفييف، نائب رئيس الحكومة، أمس: «نحن، ممثلي أقاليم أوكرانيا السابقة، نعلن تأسيس دولة جديدة، تكون وريثة قانونية لأوكرانيا. واتفقنا على أن تحمل الدولة الجديدة اسم مالوروسيا، لأن تسمية أوكرانيا فقدت مصداقيتها». وحدّدت الوثيقة أن تكون «دونيتسك» عاصمة للدولة الجديدة.
يذكر أن مالوروسيا «روسيا الصغرى» هو اسم تاريخي أطلق في عهد الإمبراطورية الروسية على أجزاء من أراضيها تقع حالياً ضمن حدود أوكرانيا المعاصرة.
وأوضح رئيس جمهورية دونيتسك، ألكسندر زاخارتشينكو، في تصريحات للصحافيين، «أنّ قيام مالوروسيا يمثل مخرجاً سلمياً من الأزمة الأوكرانية الحالية»، معتبراً أنّ «سلطات كييف فاقدة للشرعية وعاجزة عن وقف الحرب».
وقال: «وصل الوضع إلى طريق مسدود. نحن نقدم خطة لإعادة اندماج البلاد، نقترح على جميع مواطني أوكرانيا مخرجاً من الحرب عبر إعادة تأسيس الدولة، وهو مخرج سلمي، لكنه يتطلب شروطاً عدة، أولها دعمه من قبل سكان أوكرانيا أنفسهم، أجرينا مشاورات بهذا الشأن مع النخب السياسية ورجال الأعمال في الأقاليم، كما نأمل تأييد المجتمع الدولي. هذا اقتراحنا الأول والأخير».
وأضاف زاخارتشينكو أنه «يجب إعلان حالة الطوارئ في الدولة الفتية خلال مرحلة انتقالية تستغرق 3 سنوات تفادياً لتفشي الفوضى».
واقترحت دونيتسك «إجراء انتخابات ممثلين عن الأقاليم كافة لعضوية جمعية تأسيسية مهمتها صياغة دستور للدولة الجديدة قبل طرحه لاستفتاء شعبي عام».
وقالت دونيتسك: «إنّ الدستور الجديد سوف يقوم على مبادئ الدولة المستقلة ذات السيادة، ووحدة الأراضي مع الاعتراف بشرعية استفتاء تقرير مصير شبه جزيرة القرم، إضافة إلى الوضع الحيادي خارج أي تحالفات، والتنوع الاقتصادي وإعادة الاعتبار للتراث السوفياتي والحفاظ على نظام التنقل من دون تأشيرات مع الاتحاد الأوروبي إذا وافق الأخير على ذلك».
وكانت دونيتسك ولوغانسك قد أعلنتا استقلالهما عن أوكرانيا في ربيع 2014 بعد أن رفضتا نتائج الانقلاب في كييف في شباط من ذلك العام، الذي تسبب في اندلاع نزاع أهلي في شرق البلاد تدخلت فيه كييف بقوة عسكرية تحت ذريعة محاربة الإرهابيين والانفصاليين.