فيروز آبادي: الأميركيون اعترفوا بأنّهم صنعوا «داعش»

البناء ـ طهران

يحفظ الإيرانيون جيداً التهديد الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنقل المعركة إلى داخل طهران، فعلى أثر هذا التهديد حصل هجوم إرهابي على مبنى البرلمان الإيراني، تزامناً مع هجوم آخر استهدف مرقد الإمام الخميني.

الربط بين تهديد بن سلمان والهجومين الإرهابيّين ليس مجرد اتهام، فالإيرانيون مقتنعون بأنّ هناك دولاً معروفة ترعى الإرهاب وتدعمه، وبالتالي فإنّ الربط بين التهديد السعودي والهجومين الإرهابيين ليس مجازفة، بل يكاد يكون الاحتمال الأوحد.

إذاً هو احتمال أول لا ثاني له، وهذا ما يؤكده نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي النائب كمال دهقاني فيروز آبادي، الذي كان متواجداً في مكتبه في الطابق السادس أثناء الهجوم على مبنى البرلمان. حيث قال خلال حوار معه، إنّ العامل الرئيس في هذا العمل الإرهابي هو السعودية، بدليل أنه جاء بعد تصريح محمد بن سلمان بنقل الحرب الى إيران.

المسؤول الإيراني الذي التقيناه في مكتب جانبي لقاعة البرلمان، كشف أنّ ما حصل كان مباغتاً ومفاجئاً، فإجراءات الحراسة لم تكن مشدّدة، ذلك لأنّ أبواب البرلمان مفتوحة أمام المواطنين الإيرانيين للمراجعات، وقد استغلّ الإرهابيون هذا الأمر وتسلّلوا الى داخل البرلمان.

كما كشف الدكتور فيروز آبادي أنّ هدف الإرهابيين كان الوصول إلى القاعة العامة، حيث كانت هناك جلسة نيابية، وقتل أكبر عدد من النواب، لكنهم قبل الوصول إلى القاعة العامة ببوابة واحدة، تمكن أحد الحراس من إقفالها قبل أن يُقتل برصاص الإرهابيين.

ويشير إلى أنّ العمل الإرهابي الذي استهدف البرلمان يوم 7 حزيران 2017، أدّى إلى فراغ أمني استمرّ لنحو ثلاث ساعات قبل ان تصل القوة الخاصة وتقتل المجموعة الإرهابية، وقد بدا واضحاً أنّ هناك دولاً ساعدت الإرهابيين من أجل تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية.

وأشار فيروز آبادي إلى أنّ الإرهابيين نفذوا هجماتهم مباشرة بعد وصولهم إلى طهران عن طريق الحدود العراقية. وهم انقسموا الى مجموعات عدة، مجموعتان نفذتا هجوم البرلمان ومرقد الإمام الخميني، أما الآخرون فتمّ اكتشافهم وقد أطبقت عليهم وزارة الأمن الإيرانية، حيث اعتقل العشرات منهم، وتبيّن أنهم يتبعون تنظيم داعش الإرهابي.

ويتابع المسؤول الإيراني: التقارير التي بحوزتنا في لجنة الأمن القومي تتضمّن الكثير من المعلومات، ووزارة الأمن الإيرانية لديها أيضاً الكثير الكثير.

الدكتور فيروز آبادي يؤكد أنّ تنظيم «داعش» صناعة أميركية، ويعزز موقفه هذا، بأنّ الأميركيين أنفسهم قالوا هذا الكلام في مرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، فالجمهوريون واجهوا الديموقراطيين بحملة واسعة تتهمهم بصناعة داعش ومساندتها، وأنّ واشنطن أوكلت مهمة تشغيل «داعش» إلى السعودية. ولدينا قناعة بأنّ المنطقة تشهد حروباً بالوكالة، وأنّ السعودية تنفذ برامج أميركا في المنطقة.

ويشدّد فيروز آبادي على أنّ بلاده لن تسمح للإرهاب بتحقيق أهداف مشغليه، ولذلك قرّرت لجنة شؤون الأمن العام في إيران قصف مواقع داعش في دير الزور، وأنّ عمليات القصف هذه أوقعت أكثر من 180 «داعشياً»، رداً على استشهاد ثمانية عشر شخصاً في مبنى البرلمان وجرح نحو ثمانين شخصاً آخر.

وفي الحديث عن الو يات المتحدة الأميركية يقول فيروز آبادي بأنّ إعلان إيران عن البدء بمحاربة الإرهاب الأميركي، لأنّ أميركا ضالعة في دعم الإرهاب، كما أنها تزال تلجأ الى فرض عقوبات ضدّ إيران، بالرغم من أننا التزمنا تطبيق الاتفاق النووي، وهذا الاتفاق أكد حق إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وهذا هو ما نريده من الاتفاق. نحن لا نريد امتلاك السلاح النووي، وما اتفقنا عليه أن لا تحمل صواريخنا رؤوساً نووية، ونحن نطبّق ا تفاق.

المسؤول الإيراني تحدّث عن قدرات إيران في شتّى المجالات، واشار إلى أنه رغم الحصار الذي حال دون حصول إيران على مقاتلات حربية، فقد عملنا على تصنيع المقاتلات ونجحنا، وبالعزم والتصميم والإرادة بنينا قدرات دفاعية لصدّ أيّ هجوم يستهدف بلدنا. ولا نزال على موقفنا وثوابتنا، فعدوّنا الرئيس هو «إسرائيل»، ونعتبر أنّ هدف أميركا من صناعة «داعش» هو تدمير سورية والعراق، والسيطرة على دول المنطقة كلّها من خلال مشروع التقسيم والتفتيت. لذلك نعود ونؤكد أننا قادرون على الردّ بالمثل على الحصار وعلى أيّ عدوان.

وختم الدكتور فيروز آبادي بأنّ القدرات الإيرانية هي في منابع ومصادر البترول والغاز، وبالثروة المعدنية وبالقدرات البشرية وبالسوق المصرفية الواسعة، في حين أنّ بعض الدول تمتلك هذه العناصر مجتمعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى