الأسد لأنصاري: علاقاتنا الاستراتيجية أحد أسباب صمود سورية.. وموسكو ترحّب بخطوة إيقاف تسليح المعارضة
استقبل الرئيس بشار الأسد أمس، حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية والوفد المرافق.
وجرى خلال اللقاء استعراض آخر مستجدّات الأحداث الإقليميّة والدولية، حيث عرض جابري أنصاري موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء التطوّرات المتسارعة التي شهدتها المنطقة مؤخّراً، معرباً عن أمله في أن تصبّ هذه التطوّرات في صالح إرساء الاستقرار في المنطقة وإنهاء الحرب في سورية.
من جانبه، أكّد الرئيس الأسد أنّ أحد أهم العوامل التي ساهمت في حصول هذه التطوّرات هو الانتصارات المتواصلة والمتسارعة التي تحقّقت مؤخّراً في الحرب ضدّ الإرهاب في سورية، مضيفاً أنّ كلّ إنجاز يحقّقه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في هذه الحرب سيكون له المزيد من الانعكاسات الإيجابية، على الرغم من إصرار بعض الدول على الاستمرار باستخدام الإرهاب لتحقيق غايات سياسية ضيّقة أدّت إلى زعزعة استقرار المنطقة وفقدان أمن شعوبها.
وأشار الأسد إلى أنّ العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين دمشق وطهران، والتعاون والتنسيق الدائم بين الجانبين في مختلف المجالات والدعم الإيراني المستمر للشعب السوري، كانت أحد الأسباب الرئيسة في صمود سورية في وجه الإرهاب، فيما أكّد أنصاري أنّ موقف بلاده ثابت ومبدئي بهذا الخصوص، وهي ماضية في تقديم كلّ ما من شأنه تمكين صمود السوريّين حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وعودة السلام والاستقرار إلى ربوع سورية.
من جهةٍ أخرى، أكّدت وزارة الخارجية الروسية أنّ موسكو ترحّب بأيّة خطوة تسهم بشكل إيجابي في التهدئة في سورية، بما في ذلك قرار إيقاف برنامج تسليح المعارضة السوريّة.
من جهته، أعلن نائب مدير إدارة الإعلام والمطبوعات بالخارجية الروسيّة أرتيوم كوجين، أنّ مواقف بعض فصائل المعارضة السوريّة «اقتربت بشكل ملحوظ اتجاه حلّ الأزمة، وباتت أكثر واقعيّة في تقييمها للتسوية».
وقال ممثّل الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي: «وفقاً لبعض التقديرات، نرى وجود تقارب ملحوظ في مسالك مجموعات الرياض والقاهرة وموسكو في المعارضة السورية اتجاه حلّ النزاع، ونرى أنّها باتت أكثر واقعية في تقييمها لحلّ الأزمة السوريّة».
وذكر الدبلوماسي الروسي، أنّ الجولة السابعة من مفاوضات جنيف بين السوريّين، التي جرت برعاية الأمم المتحدة، «أثبتت تحقيق تقدّم في موضوع التسوية السوريّة»، مضيفاً أنّه «خلال الاتصالات بين الأطراف السورية تمّ تحقيق تقدّم في اتجاهين في مناقشة القضايا الدستورية والقانونية، فضلاًً عن توحيد صفوف المعارضة».
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد صرّح مطلع الشهر الحالي، أنّ واشنطن وموسكو «حقّقتا تقدّماً في إقامة مناطق خفض التصعيد في سورية».
وكان رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة في كازخستان، ألكسندر لافرنتييف، قد أشار إلى أنّ «مناطق خفض التوتّر موجودة في الواقع، ومستوى العنف فيها تقلّص بشكل كبير»، مؤكّداً «السعي لإنهائه تماماً».
ميدانياً، استعاد الجيش السوري أكثر من 40 بئراً للنفط خلال تقدّمه في محافظة الرقة منذ بداية الشهر الحالي، بحسب ما أفاد مسؤول سوريّ.
وقال المهندس علي إبراهيم، الذي يشرف على عملية إعادة استخراج النفط في الرقة، في حديث للصحافيين: «استعادت الحكومة السوريّة السيطرة على ما يزيد عن 40 محطّة لضخّ النفط في المحافظة، فجّر مسلّحو «داعش» جزءاً منها وعطّلوا المتبقّية لدى انسحابهم من المنطقة».
وأضاف إبراهيم، أنّ القوّات السورية تمكّنت منذ بداية الشهر، من طرد المسلّحين من معظم الحقول النفطية في المحافظة، منها دبسان والدليعة والرميلان ودبيسان والثورة والوهاب.
وقال المهندس، إنّه بعد نزع الألغام، سيتمّ تفكيك المضخذات المتضرّرة وإرسالها إلى حماة للتصليح، معرباً عن ثقته بأنّ إعادة تشغيل معظم الآبار ستنجز بحلول نهاية الشهر الحالي.
وذكر المسؤول، أنّ «داعش» كان يستغلّ ثروات الرقة «على كيفه»، وأنّ السلطات السوريّة أزالت أكثر من 50 مضخّة للنفط يدويّة الصنع في حقل الثورة وحده.
وكانت مصادر عسكرية سورية قد أفادت في وقت سابق، بأنّ القوّات السورية استعادت 15 بئراً نفطياً، إضافةً إلى حقل للغاز قرب دبسان وعدداً من محطّات ضخّ النفط جنوب محافظة الرقة.
إلى ذلك، أفادت مصادر بأنّ عناصر «حركة أحرار الشام» المشاركين ضمن درع الفرات، أصبحوا على الحدود مع تركيا من جهة أطمة حتى باب الهوى.
وأشارت إلى اشتباكات عنيفة جداً بالأسلحة الثقيلة بين «هيئة تحرير الشام» و»أحرار الشام» عند معبر باب الهوى، وأنّ هيئة تحرير الشام تحشد تعزيزات عسكريّة كبيرة جنوب بلدة معرشورين بريف إدلب.
وفيما توسّعت الاشتباكات بين «النصرة» و»أحرار الشام» في ريف إدلب، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انشقاقها عن «النصرة»، وأوضحت أنّ قرارها يأتي بسبب عدم تحكيم الشرعيّة من قِبل «النصرة» ورفضها وقف الاقتتال مع «أحرار الشام» بعد قبول الأخيرة.
وكانت مصادر قد أفادت بأنّ الاشتباكات امتدّت لتشمل كفرحايا ومرعيان بجبل الزاوية، فيما اعتقلت «النصرة» عشرات مسلّحي الحركة في سلقين بعد وصول تعزيزات من الحزب التركستاني الإسلامي.
وكانت «هيئة تحرير الشام» رفضت المبادرة التي طرحتها مجموعة من الشرعيّين لوقف الاقتتال بين الحركة والهيئة في إدلب.
وتضمّنت المبادرة التي وقّع عليها كلّ من أبو محمد الصادق وعبد الرزاق المهدي وأبي حمزة المصري، 4 بنود حول وقف الأعمال القتاليّة اعتباراً من الساعة 12 ليلاً من يوم الأربعاء، وأن يقوم كلّ طرف من أطراف النزاع بتفويض 3 أشخاص مخوّلين باتخاذ القرار نيابة عن فصيله، وأن يتوافق الطرفين على 3 أسماء من المستقلّين ليكونوا مرجحاً حال الخلاف.
واعتبرت»هيئة تحرير الشام» في بيانها المبادرة كسابقتها التي لم تصل بالساحة إلى المستوى المطلوب، مشيرةً إلى أنّ هذه المبادرات لم تعد لتصمد أمام شدّة التحدّي الذي تعيشه الساحة.