وانبثق النور!
بدأ الشروق في سورية الحقيقيه يتلألأ شيئاً فشيئاً ويرجع بنا ماضياً طالما انتظرناه منذ بداية الأزمه الأليمة.
ها هي تطل في أول مبادرة فريدة من نوعها وبمنتهى الجدية في تاريخ اتحاد الصحافيين في سورية وأعتبرها شخصياً لغة حوار إعلامي ناجحة في هذه الأزمة الشاملة حيث سجلت هذه المبادرة حضوراً لافتاً لأكثرية نسائية. كما سجلت رسالة تحدّ شامل أفاض فكراً ومعرفة.
كانت البداية في حمص ثم في اللاذقية. وكما رسم لها ستكون في طرطوس وحماه وحلب ودمشق وبقية المدن السورية بلا استثناء.
كنتم أساتذتي على قدر وافٍ من المسؤولية. الدكتور موسى عبد النور الذي افتتح دورة التأهيل والتدريب الإعلامي بكلمات ترحيبية وطنية ولا أحلى. والدكتور غسان فطوم الذي كان ملاذاً فكرياً لكل المشتركين، والدكتور أحمد علي شعراوي المبدع المميز في تقديم المعلومه من خلال محاضراته الاعلامية.
شاكرين لكم جميعاً وشاكرين ايضاً اتحاد الصحافيين في اللاذقية جهوده المبذولة في تسهيل عملية المتابعه والحضور المريح للمتلقي. وكما أسعدنا الاهتمام اللافت من معظم الاذاعات والفضائيات السورية. وقد كانت لي مع المعنيين في الفضائية السورية من خلال برنامج «مراسلون» مقابلة سريعة فكانت كلماتي وبتواضع لم أعرّف عن نفسي إلا كطالبة علم، فلم أجد نفسي أثناءها بين السماء والأرض إلا كأمّ، وما أكثرهن ـ لأبطال حماة الديار!
بلى لم أجد نفسي في بحر عميق أغوص بين طيات العلم والهم والتعب والقلق!
أيتها الأمهات السوريات، أمهات أفراد الجيش السوري العظيم الذين لا يزالون يتماهون مع مختلف محاور وجبهات القتال مقاومة وعناداً واصراراً على النصر ذلك الذي سنشهده قريباً بعون الله.
أنتن أيتها الأمهات لا تقللن أهمية وشجاعة عن أمهات الشهداء ـ شهداء الوطن ـ السلام والمغفرة لأرواحهم الحرة الطاهرة. ولا تقللن شجاعة وصبراً عن أمهات المصابين والمخطوفين والمعوقين وربما الأخيرة أكبر مصاباً في معركة الحسم والوجود. فكم من لحظة قلق وخوف ورعب عشتموها وتعيشونها عندما تبلغ المعركة ذروتها في أماكنهم. ذلك ما يعادل لحظة خبر يزف شهيداً! يذكرنا ذلك بقول أحدهم «يوجين غيفلك»، فلو أن حجراً كلمك هل كنت ستخبر أحداً بذلك، أم تدع أمر ذلك للحجر.
أعود بكم أصدقائي الأكارم لما تصنعه المرأة السورية في هذه الأزمة المركبة والعابرة حتماً. ان المرأة السورية بالرغم من آلامها الجمة، ومن ذلك التهجير والتشهير والفقدان والاغتيال!
ما زالت قوية وصامدة ومعتدة بنفسها تواجه عثرات اختلقتها معامل الثورات الملونة التي مهدت لذلك الربيع المزيف!
لم تكوني غير وردة جورية دمشقية سحرية في رحاب جنان بساتينها وحدائقها وغاباتها الخضراء. أنت وكما قالوا قامة السنديان الدائم الاخضرار والاستمرار في التحدي.
ما زلت تبرعمين وتزهرين وتورقين وتنفحين عطرا قل وجوده في العالم كله. فكم تجودين وتبدعين من اللاشيء أشياء وأشياء يقوم بها الوطن وذلك بحضورك المشهود على كافة الصعد.
يذكرني الآن مما ورد في قصص الرسل والأنبياء محاورة للخليل ابراهيم مع ملك الموت عندما عندما قال له وقد جاء لقبض الروح: هل رأيت خليلاً يميت خليله؟ فأوحى الله إليه أن قل: هل رأيت خليلاً يكره لقاء خليله؟ فقال: يا ملك الموت الآن فأقبض.
حتى في الألم صنعت يا أخت إبداعاً وتميزاً لا مثيل له، باجتهادك واصرارك على الاستمرار، استمري ولا تجزعي، فالله معك، ورسالة النور تسلط الشروق على منجزاتك واندفاعاتك لمعرفة العلم الذي يحاولون طمسه، ولكن عبثا يحاولون!
ستحرقين وتدوسين على رماد الظلم والظلام الشيطاني، الذي أقتنصته أيادي المبغضين وشريري النفوس. وأخيراً، أؤكد لك رفيقتي وأؤكد مع كل من يقول: أنت الشجرة الأنثى في موتك لهيب وحطب، وفي ندب عقدك روح من خشب. فلا خوف عليك ما دمت درة ألقة مؤتلقة متلألئة في سماء شام السلام. لك مودتي والسلام.
د. سحر أحمد علي الحارة