لافروف: أوباما مَدين لنا بفوزه!
وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تصريحات مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، الأخيرة في ما يخصّ «التدخل الروسي» في الانتخابات الأميركية عامي 2008 و2012 بأنها «تخطٍّ لحاجز العقل».
وكان مدير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه»، مايك بومبيو، اعتبر أنّ «روسيا تدخلت في الانتخابات الأميركية الأخيرة بالإضافة إلى الانتخابات عامي 2008 و2012».
وعلق لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية سيراليون، على تصريحات بومبيو قائلاً: «وفقاً لمنطق مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، يدين الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، برئاسته للكرملين، إذا كانت تصريحات السي آي إيه تعني أننا تدخلنا في الانتخابات في 2008 و2012، فهل هذا يعني أن أوباما مدين لنا بفوزه في الانتخابين ؟ أترك الأمر دون تعليق».
وكان بومبيو قال في وقت سابق «إنّ روسيا تدخّلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، وقبل ذلك بأربع سنوات وأيضاً ثماني سنوات»، معرباً عن رأي مفاده بأنّ «روسيا مهتمة ببقاء قواتها في سورية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها موسكو تحبّ أن تضع العصي في العجلات الأميركية».
على صعيد آخر، أعلن عضو رئيسي في الفريق القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، «استقالته من منصبه»، ما يشكل صدمة لترامب الذي يواجه اتهامات بالتأثير على المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية التواطؤ مع روسيا.
وأفاد مارك كورالو، المسؤول عن التنسيق الإعلامي للفريق القانوني لترامب حول الأزمة، أنه «استقال من منصبه»، من دون أن يعطي أي أسباب لقراره، في وقت تأتي خطوته بعد دخول ترامب إلى منطقة قانونية محفوفة بالمخاطر إثر تحذيره المحققين من التفتيش في السجلات المالية لأسرته.
وفي حديث مطوّل مع صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت سابق من هذا الأسبوع، بدا ترامب كأنه يضع خطوطاً حمراء للمدّعي الخاص المكلّف بالتحقيق روبرت مولر. وأنكر ترامب مراراً «القيام بأيّ فعل خاطئ»، لكنه وجد مصاعب في إيضاح «لماذا التقى ابنه ومساعدوه مسؤولين روساً حاولوا إلحاق الأذى بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون!».
ويحقق مولر في ما إذا كان ترامب ومساعدوه تواطأوا مع روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية في العام 2016. ومع امتداد التحقيقات لتشمل التحويلات المالية، ذكرت وسائل إعلام أميركية «أنّ حلفاء ترامب يبحثون في طرق لسحب الثقة من تحقيق مولر». وكان ترامب نفسه شكّك في «حياد مولر».
وأوضح المدعي العام السابق إيريك هولدر «لا يوجد أساس للشك في مولر أو الفريق الذي يعمل معه في مكتب المدعي الخاص المكلف بالتحقيق». وتابع «ترامب لا يمكنه تحديد أو تقييد تحقيق مولر. إذا حاول وفعل ذلك، سيخلق أزمات ذات أبعاد دستورية وجنائية».
ورفض البيت الأبيض «استبعاد إمكانية عزل ترامب لمولر»، وهو القرار الذي يمكن أن يشكل عاصفة سياسية وربما أزمة دستورية.
وحذّر الرئيس الديمقراطي للجنة في مجلس النواب التي تحقق بشكل منفصل في قضية التدخل الروسي، ترامب من «الدخول في منطقة خطرة».
وقال النائب الديمقراطي آدم شيف «لا يوجد شك في أنّ لدى مولر السلطة للتحقيق في أيّ شيء في علاقات حملة ترامب بروسيا بما فيها الروابط المالية». وحذر من أنّ «إصدار عفو بحق أي شخص متورط في الأزمة سيعدّ تجاوزاً للحدود».
وعُيّن روبرت مولر، وهو مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي أف بي آي في عهدي الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الإبن والرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، منتصف أيار للتحقيق في هذه القضية بُعيد الإقالة المفاجئة للمدير السابق لأف بي آي جيمس كومي بناء على قرار ترامب.