مهرجانات صور الدولية 2017 تنطلق مكرِّسةً مدينة أليسار عاصمةً للثقافة والفنّ والأدب
على أشرعة الموسيقى والإيقاع واللون والضوء، وبين الذاكرة والحلم، انطلقت فعاليات مهرجانات صور الدولية لعام 2017، في ليلتها الأولى، مع العمل الموسيقي العالمي للفنان الدكتور جمال أبو الحسن، والذي حمل عنوان «صور بين الذاكرة والحلم».
حفل ا فتتاح حضره وزير السياحة أواديس كيدنيان ممثّلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رئيسة لجنة مهرجانات صور الدولية رندة عاصي برّي ممثّلةً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والوزراء: علي حسن خليل، غازي زعيتر، وعناية عزّ الدين. نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق سمير مقبل، والنواب: إميل رحمة، ميشال موسى، قاسم هاشم، نعمة طعمة، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، مدير عام الريجي ناصيف سقلاوي، كما حضر سفيرا مصر وبلجيكا، محافظ الجنوب منصور ضو، وفد من ضباط قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، قيادات أمنية وعسكرية وفاعليات اغترابية، قضائية، الفنان مارسيل خليفة وحشد كبير من المهتمين من مختلف المناطق اللبنانية.
«صور بين الذاكرة والحلم»، عمل موسيقيّ مشهديّ حاكى فيه جمال أبو الحسن تاريخ صور، قرأ في ذاكرتها وأطلق العنان عبر موسيقاه لحلم مع مدينة كانت ذات يوم أمّ الممالك الفينيقية وعاصمة اأرجوان وميناء الأبجدية والحَرف.
على مدى أكثر من ساعتين، قدم الفنان جمال أبو الحسن وبالتعاون مع الأوركسترا السمفونية اللبنانية وكورال «الفيحاء»، عملاً فنّياً موسيقياً تصويرياً تضافرت فيه عناصر الرسم التشكيليّ مع النحت والضوء والكومبيوتر والشعر والكوريوغرافيا، عملاً إخراجياً درامياً، جمع فيه فنون التعبير السمعية والبصرية مع انسيابات اللون بإبداع فنّي مواكب لروح العصر والتكنولوجيا.
ومع صوت الشاعر شوقي بزيع بقصيدة «صور بين الذاكرة والحلم»، أبحرت الليلة الأولى من مهرجانات صور الدولية فينساب الموسيقيّ جمال أبو الحسن والفرقة السيمفونية وكورال «الفيحاء» في باقة من الأغنيات لعمالقة الغناء والموسيقى العربية، من «وينك يا خيّال» لسمير يزبك، «ليلتنا من ليالي العمر» للراحل زكي ناصيف، «عندك بحرية يا ريّس» لوديع الصافي، «مراكبنا عالمينا» للسيدة فيروز، و«مرحبتين» للراحلة صباح، ومن مصر «توبة» لعبد الحليم حافظ، و«ليالي الأنس في فيينا» لأسمهان، وتحية سيمفونية لكبار الراحلين في الموسيقى والغناء.
من الذاكرة والحلم عزف أبو الحسن والفرقة السيمفونية وأنشد كورال الفيحاء لنصري شمس الدين وفيلمون وهبي، فريد الأطرش، الأخوين الرحباني، ملحم بركات وبليغ حمدي، فتفاعل الحضور مع الإيقاع والصدى والصوت والصورة فلامس ذاكرة الكبار وحلم مدينة تموت.
الفنان العالمي جمال أبو الحسن الذي استوحى فكرة عمله الموسيقيّ من تاريخ مدينة صور وذاكرتها ومن جمالية المكان وبُعده وعمقه التاريخيين، وارتباطهما بحركة الحضارات وتعاقبها، استطاع بموسيقاه العالمية والعربية بقديمها العريق والخالد وحاضرها الجميل، استطاع أن ينقل الحضور الحاشد على متن أشرعة الموسيقى من الذاكرة الغنية لصور الحلم الذي يلامس الحقيقة.