ألمانيا: سلوك تركيا «غير مقبول».. وأردوغان يحذّر من التدخل في شؤون بلاده!
حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمانيا أمس، من «التدخل في شؤون بلاده»، بينما تشهد العلاقات بين البلدين في حلف شمال الأطلسي توتراً متزايداً هذا الأسبوع.
وصرح أردوغان في مؤتمر صحافي في أسطنبول أنه «لا يحق لأحد التدخل في شؤون تركيا»، وذلك رداً على سؤال حول الانتقادات الأخيرة التي وجّهتها ألمانيا حول وضع حقوق الإنسان في هذا البلد.
وشدّد أردوغان أمس، على أنه «لن يجري تحقيقاً أو مراجعة للشركات الألمانية في تركيا. إنها معلومات كاذبة وخاطئة وملفقة. ليس هناك أيّ شيء من هذا القبيل».
من جهة أخرى، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بحسب مقتطفات من مقابلة مع شبكة «زي دي أف» التلفزيونية الحكومية بثت أمس، «لا يمكننا السكوت عما يحصل في تركيا».
بدوره، قال بيتر ألتماير مسؤول شؤون المستشارية الألمانية أمس «إنّ سلوك تركيا غير مقبول، ومن واجب ألمانيا حماية مواطنيها وشركاتها، ولكن مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقات قوية مع أنقرة».
وتدهورت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي منذ ألقت تركيا القبض على ستة حقوقيين بينهم ألماني قبل أسبوعين ضمن حملة أمنية أوسع نطاقاً منذ محاولة الانقلاب الفاشل العام الماضي ضدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتشمل الإجراءات التي تعتزم برلين اتخاذها، خصوصاً «إعادة النظر في الضمانات والقروض أو المساعدات التي تقدّم الحكومة الألمانية أو الاتحاد الأوروبي للصادرات أو الأستثمارات في تركيا».
ويبدو أنّ هذا الاحتمال أثار قلق المسؤولين الأتراك الذين يحاولون في الأيام الأخيرة طمأنة المستثمرين الألمان من خلال نفي معلومات صحافية بوجود لائحة من 68 مجموعة ألمانية أو مسؤولين في مؤسسات تتهمهم أنقرة بدعم «الإرهاب».
وكانت برلين أعلنت الخميس بعد توقيف ناشطين حقوقيين في أسطنبول بينهم ألماني، «إعادة توجيه سياستها إزاء تركيا واتخاذ إجراءات لفرض عقوبات اقتصادية على شريكتها التاريخية».
وقال ألتماير لصحيفة فيلت أم زونتاج «نريد علاقات طيبة مع هذه الدولة الكبيرة والمهمة، لكن هذا لن يكون ممكناً إلا إذا كانت تركيا دولة يحكمها القانون وظلّت كذلك».
ورداً على سؤال عن منع تركيا برلمانيين ألمان من زيارة جنود في قاعدة بتركيا واعتقال ألمان وتصريحات أردوغان الأخيرة عن ألمانيا قال ألتماير «سلوك تركيا غير مقبول».
وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين بعد اعتقال صحافي تركي ألماني وسحب القوات الألمانية من قاعدة جوية في تركيا.
وقال ألتماير: «إنّ برلين تطالب بالإفراج عن الناشط الألماني الحقوقي بيتر شتيدنير والصحافي دنيز يوجال إذ لا يوجد مبرر واضح لاعتقالهما»، مضيفاً «أنّ الحكومة تنتهز كل فرصة ممكنة لاتصال القنصلية بهما وللحديث مع الحكومة التركية ومع أردوغان».
وزادت ألمانيا من الضغط على تركيا خلال الأيام القليلة الماضية وهدّدت بإجراءات قد تعطل الاستثمار الألماني هناك قائلة «إنها تراجع طلبات تركيا الخاصة بصفقات السلاح».
وسعى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أول أمس إلى «طمأنة ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي في ألمانيا» في خطاب نشرته صحيفة بيلد بأنهم «ينتمون لألمانيا وليسوا مستهدفين في ظل تغيير سياسة الحكومة تجاه تركيا».
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لقناة زد.دي.أف التلفزيونية «إنّ وجود أتراك في ألمانيا يعني أنّ العلاقات مع تركيا لها أهمية خاصة، وهم على الأرجح أكثر من يُعاني عندما يرون أنقرة تدمر الجسور المقامة مع ألمانيا على مدار سنوات عديدة».
وكشفت نتيجة استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إمنيد لصالح صحيفة فيلت أم زونتاج أنّ «أغلبية الألمان غير راضين عن سياسة الحكومة الألمانية تجاه تركيا». وقال نحو 76 في المئة «إنّ الحكومة الألمانية لا تدافع عن نفسها بالدرجة الكافية ضدّ الرئيس التركي»، في حين اختلف 12 في المئة مع هذا الرأي.
وحذرت ألمانيا مواطنيها من «السفر إلى تركيا وقالت إنهم يجازفون بأنفسهم إذا فعلوا ذلك». وأوضح استطلاع إمنيد أنّ «49 في المئة من الألمان لا يعتقدون أنّ بإمكانهم قضاء عطلة بعد الآن في تركيا»، في حين قال «44 في المئة أنّ بإمكانهم القيام بذلك».
وقال مدير شعبة التجارة الخارجية بغرفة التجارة الألمانية لصحيفة فيلت أم زونتاج «إنّ التوتر المتزايد في العلاقات الثنائية يسبب غموضاً للشركات الألمانية وقد يؤدي على الأرجح إلى تراجع التجارة بنحو ملياري يورو 2.33».