إبراهيم مكرَّماً: كلفة المواجهة أقلّ بكثير من انتظار تمدّد سرطان الإرهاب
النبطية- مصطفى الحمود
كرّمت النبطية المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي زار المدينة اليوم بدعوة من مجلسها البلدي، فبدأ زيارته في منزل إمامها الشيخ عبدالحسين صادق، بحضور النواب ياسين جابر وهاني قبيسي وعبداللطيف الزين ممثلاً بسعد الزين، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، وشخصيات وفاعليات.
بعد ذلك انتقل إبراهيم الى باحة السرايا الحكومية في النبطية، حيث أعِدّ له احتفال تكريمي، وأجريت مراسم خاصة لاستقباله بحضور شخصيات وفاعليات.
بعد ذلك وقع إبراهيم ورئيس بلدية النبطية بروتوكول بناء مبنى الأمن العام الجديد في النبطية.
وتوجّه إبراهيم إلى دائرة الأمن العام في سرايا النبطية وعقد اجتماعاً مغلقاً مع الضباط والعناصر. ثم انتقل مع كحيل وقبلان إلى الموقع الذي سيشيّد عليه مبنى الأمن العام في حي الجامعات في النبطية وسيتولى مجلس الجنوب تشييده بعد أن قدمت بلدية النبطية قطعة الأرض، وقام إبراهيم والحضور بوضع الحجر الأساس للمشروع وأزاح ستارة تؤرخ له.
بعد ذلك التقى إبراهيم محافظ النبطية القاضي محمود المولى في مكتبه، بحضور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائبين ياسين جابر وهاني قبيسي وشخصيات وقيادات عسكرية وأمنية ورؤساء بلديات ومخاتير. واختتمت زيارة النبطية باحتفال خطابي حاشد.
وكانت كلمة لقبيسي تحدّث فيها عن مزايا إبراهيم ودوره في «تفكيك الشبكات العملية لـ»إسرائيل أو للارهاب التكفيري». أضاف: «أنتم تلاحقون العملاء الذين تزرعهم «إسرائيل» في وطننا ومدننا وقرانا، وتلاحقون الإرهاب الذي يريد النيل من كل مقاوم شريف ومن كل لبناني مخلص، تاركين أثراً سلبياً في التعدي على لبنان. ما وجدناه أن الامن العام يتنقل من منطقة إلى أخرى يلاحق هؤلاء الإرهابيين، يسطر أروع البطولات ويسجل الانتصارات على مساحة هذا الوطن». وختم: «في هذا الزمن الصعب ما أحوجنا لنكون متكاتفين، موحدين الى جانب مقاومتنا وجيشنا الوطني اللبناني ومؤسساتنا الأمنية الى جانب الأمن العام، لنواجه المخاطر التي بشرونا بها تحت عنوان «ربيع عربي» وتحوّلت شلالات دماء تسيل في شوارع امتنا، ولكن لبنان استطاع بجهد الأمن العام والمخلصين وبسياسة حكيمة، حماية الوطن رغم كل ما حصل من تفجيرات واعتداءات على اللبنانيين».
ثم ألقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة كلمة قال فيها: «جدارتك يا سعادة اللواء في مؤسسة هي توأم للمؤسسات الأمنية في هذا البلد. مؤسسة صانت حياة وأمن الناس. الاستقرار الاجتماعي والاستقرار السياسي منوطان بالاستقرار الأمني والاستقرار الاقتصادي. نحن نشهد دورك في تطوير مؤسسة وجهاز الأمن العام الذي أصبح يمثل نموذجاً للانصهار الوطني ولأداء المهمات الوطنية الصعبة، وأنت رجل المهمات الصعبة في فترة صعبة من تاريخ بلدنا العزيز. لقد قام الأمن العام بقيادتك بدور طليعي أمني مهم في فترة اشتدّت فيه الهجمة على بلدنا من عملاء صهاينة ومن إرهابيين تكفيريين استهدفونا في وجودنا. الدولة والمجتمع معنيان معاً بصيانة الوطن وحفظ سيادته ورعاية أمنه عندما يكون التهديد للوطن تهديداً وجودياً، سيادياً واستراتيجياً، ينبغي أن يبادر للوقوف الى جانب مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية للحفاظ على السيادة ضد الأخطار».
وختم: «نحن اليوم نلتقي هنا وعلى قمم يربو ارتفاعها عن ألفي متر عن سطح البحر، يقاتل أبطال دفاعاً عن هذا الوطن جنباً الى جنب مع جيشنا اللبناني الباسل الذي تربطهما رؤية تكاملية متناغمة في الدفاع وفي موجبات الدفاع عن هذا الوطن، رغم بعض الثرثرات والمزايدات من هنا وهناك وهنالك».
وقال إبراهيم: «مبادرة رئيس المجلس البلدي وأعضائه هذه، على معانيها ودلالاتها الوطنية، هي تأكيد لانحياز طبيعي وعفوي إلى منطق الدولة ومؤسساتها القوية التي تتجلى صلابتها ومتانتها بالصمود عند الخط الأزرق أمام عدو شرس ولئيم، وكذلك في حربها على الإرهاب عند الحدود الشرقية والشمالية، هذه المواجهة هي معركة بقاء ووجود، لأنه يستحيل للبنان العيش والاستمرار في ظل الإرهاب الذي استطال شره وعدوانه على وطننا وقيمنا الروحية والثقافية والأخلاقية، ولأنها مواجهة وطنية شاملة بكل ما للكلمة من معنى، ولأنها معركة لبنانية جامعة ووجودية، فإن المديرية العامة للأمن العام انخرطت منذ اللحظة الأولى في هذه المواجهة، فكانت عمليات الأمن الاستباقي سمة المديرية واستراتيجيتها، فأثمرت أمناً صلباً واستقراراً، وشكلت سداً منيعاً أمام اللهيب الذي يجتاح الإقليم، كما جنبت العملية الاستباقية الأخيرة لبنان من كوارث وويلات كانت ستشمل الكثير من المناطق ومن بينها مدينتنا الحبيبة النبطية. وفي هذه المناسبة أؤكد أمامكم ان الأمن العام مستمر في درء الخطر عن لبنان وشعبه والمقيمين على أرضه مهما غلت التضحيات. فكلفة المواجهة أقل بكثير من الانكفاء وانتظار تمدّد سرطان الإرهاب لينتشر في الجسم اللبناني ويعبث به».
وتابع: «يمكن وصف هذه المبادرة ومثيلاتها بالخطوة المبتكرة بكل ما للكلمة من معنى، يصح اعتمادها والتأثر بها، لأن الوطن فعل انتماء بما يساعد الدولة على تلبية الحاجات بعيداً من الإجراءات البيروقراطية والروتين القاتل للوقت، بعدما بدا جلياً أن الادارات المحلية، لكونها على تماس مباشر مع هموم المواطنين، أصبحت قادرة على تحديد النواقص وسدها بدينامية وفاعلية ومرونة. إن هذه «الخطوة – المبادرة»، وتطويرها نحو توطيد أطر الشراكة وقواعدها وتوسيعها بين السلطات العامة والمجتمع المحلي، سيكون لها الدور الأمثل نحو بناء القدرات، وتشكيل السياسات الإنمائية والتنموية على قاعدة حق المواطنين وواجبهم في المشاركة في تعزيز إدارة الشأن العام وتطويرها كمبدأ أساسي من مبادئ الديموقراطية التي ضمنها نظامنا البرلماني. وبما يمكنهم أيضاً من تحقيق الإنماء بكفاية أعلى ووقت أقل».
بعد ذلك قدم كحيل درع مفتاح مدينة النبطية لإبراهيم الذي بدوره قدم له درع الامن العام، ثم أقامت بلدية النبطية غداء على شرف اللواء والحضور.