معركة جرود عرسال ومسؤولية قوى 14 آذار

معن حمية

قبل خمس سنوات، كشف وزير الدفاع الوطني اللبناني آنذاك فايز غصن، معلومات غاية في الأهمية، عن دخول عناصر إرهابية إلى منطقة عرسال. الأمر الذي كان يستدعي في حينه، القيام بخطوات وإجراءات حاسمة ضدّ هذه العناصر الإرهابية. لكن ماذا حصل؟

قوى 14 آذار أقامت الدنيا ولم تقعدها، وهي لم تكتفِ بتكذيب الحقيقة التي كشف عنها الوزير غصن، بل كفّرته، وراحت تنظم الزيارات إلى عرسال وتمارس كلّ أشكال التحريض والاستفزاز. وهذا ما وفّر للعناصر الإرهابية فرصة التمكين بإقامة المواقع المحصّنة في جرود عرسال.

ما فعلته قوى 14 آذار قبل خمس سنوات، أنها وقفت حجر عثرة بوجه أيّ إجراء يمنع الإرهاب من إقامة مواقع له في لبنان. وهذا أدّى لاحقاً إلى استشهاد ضباط ورتباء وعسكريين من الجيش والقوى الأمنية اللبنانية على يد المجموعات الإرهابية في منطقة عرسال وجرودها، وأدّى الى اختطاف عدد من العسكريين، ما يعني أنّ دم الضباط والعسكريين برقبة قوى 14 آذار.

خلال خمس سنوات من الاستيطان الإرهابي في جرود عرسال، دفع لبنان أثماناً باهظة، شهداء من الجيش والقوى الأمنية، عسكريين مختطَفون، مدنيين مقتولين، وضحايا بريئة بالعشرات جراء التفجيرات الإرهابية التي ضربت البقاع وبيروت.

خلال خمس سنوات، استطاع الإرهاب أن يستوطن الجرود في عرسال، وأن يروّع الناس ويقتلهم. ومع ذلك لم نرَ موقفاً من قوى 14 آذار، يعتذر عما تسبّبوا به من ضرر بالغ بحق لبنان واللبنانيين… ضرر يستوجب إجراء محاكمات بحق المتسبّبين به.

الذين اتهموا الوزير غصن قبل خمس سنوات بأنه لا يعرف جغرافياً أين تقع عرسال.

والذين طالبوا بلجنة تحقيق لمعرفة دوافع الوزير من وراء نشر معلوماته عن تسلّل الإرهاب إلى عرسال.

والرؤساء والوزراء والنواب الذين تناقضت تصريحاتهم مع معلومات الوزير، ووجّهوا له سيلاً من الأسئلة عن مصدر المعلومات.

كلّ هؤلاء، يتحمّلون المسؤولية، عن كلّ نقطة دم زكية سالت من ضابط وعسكري ومقاوم على أرض الجرود.

معركة الجرود الحاصلة اليوم، كان يمكن أن تنتهي منذ خمس سنوات، وبأقلّ الكلف، لكن ثمة أفرقاء في لبنان أصرّوا على تنفيذ أجندات خارجية وأن يشكلوا غطاء للإرهاب من خلال نفي وجوده؟

معركة الجرود الحاصلة اليوم، بدأت ولن تنتهي إلا بتحرير الجرود من المجموعات الإرهابية.

في هذه المعركة، المقاومة تتقدّم وتُحرز الانتصارات والإرهاب يتهاوى بكلّ إجرامه وآثامه.

في هذه المعركة الهامة والمفصلية، تتشكل اللوحة مجدّداً. إنها معادلة «الجيش والشعب والمقاومة». وهذا يظهر جلياً من خلال التنسيق الحاصل بين الجيش والمقاومة في معركة الجرود.

في هذه المعركة استعادة لعلاقات التنسيق مع الجيش السوري، تنسيق ميداني يحقق مصلحة للبنان والشام، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى