لافروف: اتفاقيّة تخفيض التصعيد في سورية أثبتت أنّه بالإمكان تحقيق الأمن العالمي
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ توصّل موسكو مع واشنطن لاتفاقية تخفيض التصعيد في سورية، أثبت أنّه بإمكان الدول العمل معاً لتحقيق الأمن العالمي.
وأشار لافروف، في مقابلة مع شبكة «رووداو» الإعلاميّة الكرديّة، إلى أنّ إقامة مناطق تخفيف التصعيد في سورية يساهم في الفصل بين المعارضة والإرهابيين، موضحاً: «منذ وقت بعيد لم ينجح شركاؤنا الأميركيون في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة، أمّا الآن فإنّنا نحقّق نتائج في هذا المجال من خلال صيغة المناطق الآمنة». وأضاف أنّه بالإمكان «إزاحة» الفصائل المتطرّفة إلى حافّة العملية السياسية في حال أبدوا عدم استعدادهم للتوافق.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة عن نشر نقطتي تفتيش و10 مراكز مراقبة على حدود منطقة تخفيف التوتّر جنوب غربي سورية، وصولاً إلى مسافة 13 كم من الجولان المحتلّ.
وأوضح الفريق أول سيرغي رودسكوي، رئيس مديريّة العمليات العامّة في هيئة الأركان الروسية، أنّ نشر النقاط التابعة للشرطة العسكريّة الروسيّة جرى يومَي 21 و22 تموز، في المناطق المتّفق عليها من خطوط التماس بين أطراف النزاع في منطقة تخفيف التوتر جنوب غربي سورية.
وشدّد قائلاً: «أقرب نقطة من الجولان تقع على مسافة 13 كم من المنطقة العازلة بين القوّات الصهيونيّة والسوريّة في هضبة الجولان».
وذكر بأنّ نشر قوّات الشرطة العسكرية الروسية جنوب غربي سورية، جاء تنفيذاً للمذكّرة الموقّعة بين روسيا والولايات المتحدة والأردن بهذا الشأن في 7 تموز الحالي.
وأكّد أنّ الجانب الروسي أبلغ الولايات المتحدة والأردن و«إسرائيل» مسبقاً بعملية نشر عناصر الشرطة العسكرية في المنطقة.
وفي منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية، نشرت الشرطة العسكرية الروسية أمس نقطتَي تفتيش و4 نقاط مراقبة.
وذكّر رودسكوي بأنّ مصر استضافت مؤخّراً مفاوضات بين ممثّلين عن وزارة الدفاع الروسيّة والمعارضة السوريّة المعتدلة، سمحت بالتوصّل إلى اتفاق حول نظام إدارة منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية.
وأكّد أنّ الإجراءات التي تتّخذها روسيا، نجحت في إيقاف العمليات القتاليّة في منطقتين مهمّتين بسورية، إذ تسمح هذه الإجراءات بالحفاظ على نظام وقف إطلاق النار، والمساهمة في تسهيل حركة الشحنات الإنسانية من دون أيّة عوائق، وإعادة النازحين واللاجئين.
كما أكّد رودسكوي استمرار العمل على إقامة منطقة تخفيف التوتر في ريف إدلب، موضحاً أنّه بعد انتهاء المشاورات بهذا الشأن، ستُسأنف عمليّة أستانة حول تثبيت الهدنة.
وكشف أنّ الدول الضامنة للهدنة روسيا وتركيا وإيران ، وقّعت على اتفاقيّة حول تشكيل فريق عمل مشترك لتخفيف التوتر في سورية، إذ من المقرّر أن تعقد اللجنة أول اجتماع لها في أوائل الشهر المقبل.
كما أشار المسؤول العسكري الروسي إلى تراجع عدد الخروقات لنظام وقف إطلاق النار في أراضي سورية برمّتها، مع تقدّم تنفيذ الاتفاقات السياسية حول التسوية في سورية، ما سمح للمركز الروسيّ المعنيّ بمصالحة الأطراف المتنازعة في سورية بالتركيز على استعادة الحياة السلميّة في الأراضي السوريّة، إذ شهدت الفترة منذ أوائل حزيران الماضي وحتى اليوم، التوقيع على 508 اتفاقات مع مدن وبلدات سوريّة حول الانضمام للهدنة، ليبلغ العدد الإجمالي للمدن والبلدات المشمولة بالهدنة 2043، إضافةً إلى وصول عدد الفصائل المسلّحة المشاركة في وقف إطلاق النار 228 فصيلاً.
وأكّد أنّ تثبيت نظام وقف إطلاق النار وإقامة مناطق تخفيف التوتر، سمح للجيش السوري بتوجيه قوات إضافيّة لمحاربة الإرهاب، وتحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال بدعم من القوّات الجويّة الفضائية الروسية.
وذكر بأنّ القوّات الحكومة السورية كانت تسيطر على قرابة 19 ألف كم مربّع من الأراضي السورية، وقت انطلاق العملية العسكرية الروسية لمحاربة الإرهاب. أمّا اليوم، فازدادت المساحة الخاضعة لسيطرة الجيش 4 مرّات وصولاً إلى 74.2 ألف كم مربع.
وأوضح أنّ الجيش السوري نجح خلال الشهرين الماضيين في تطهير قرابة 20 ألف كم مربّع من الإرهابيين. ولدعم عمليات الجيش السوري، قامت الطائرات الحربيّة الروسية خلال هذه الفترة بأكثر من ألفَي طلعة قتاليّة، ووجّهت 5850 ضربة إلى أماكن تجمّع الإرهابيين ومعسكرات التدريب التابعة لهم. وذكّر بأنّ القوّات الروسيّة استخدمت أسلحة عالية الدقّة بعيدة المدى لضرب المنشآت الإرهابيّة الأهم، مُعيداً إلى الأذهان تدمير 6 أهداف تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي بصواريخ «كاليبر» أطلقتها سفن حربية روسية، إضافةً إلى تدمير 4 منشآت أخرى بصواريخ «خا-101» مجنّحة أطلقتها طائرات «تو-95» بعيدة المدى.
وبشكلٍ خاص، أشار المسؤول العسكري الروسي إلى نجاحات الجيش السوري في جنوب سورية، إذ بلغت مساحة الأراضي التي بسط الجيش سيطرته عليها في هذه المنطقة 7 آلاف كم مربع، وصولاً إلى مسافة 26 كلم من مدينة البوكمال على الحدود مع العراق والتي لا تزال تحت سيطرة «داعش».
وأوضح أنّ الجيش يسيطر حالياً على مقطع من الحدود السوريّة العراقيّة بطول 150 كم، حيث أُقيم 4 معابر و22 نقطة للجيش، إضافةً إلى بسط السيطرة على الحدود مع الأردن في ريفَيْ السويداء ودمشق بطول 211 كم، إضافةً إلى إقامة 12 نقطة أمنيّة عليها.
ميدانيّاً، شنّ طيران التحالف الأميركي غارات على المنازل السكنيّة في مدينة الميادين بدير الزور، تسبّبت بوقوع عشرات الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيّين.
وأفادت مصادر أهليّة بمدينة الميادين لوكالة «سانا» السوريّة، بأنّ طائرات تابعة «للتحالف الدولي» بقيادة الولايات المتّحدة قصفت صباح اليوم الاثنين منطقة تقاطع الفنش في مدينة الميادين، في وقت يشهد ذروة في حركة الأهالي المتوجّهين إلى أعمالهم وأراضيهم الزراعية ومحالّهم التجارية، ما تسبّب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيّين ووقوع أضرار جسيمة في البُنى التحتيّة والممتلكات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها التحالف المدنيّين السوريّين، حيث سبق له أن قصف عدّة مرات الأحياء الغربيّة لمدينة الرقة بقنابل الفوسفور الأبيض، ممّا أدّى إلى استشهاد 8 أشخاص على الأقل.
واعترف التحالف في حزيران الماضي باستخدام الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً في سورية، مبرّراً ذلك عبر بيان له بالقول: «استخدم لكشف الستائر الدخانيّة، وعمليات التمويه وتحديد المواقع والعلامات».
كما كانت قيادة التحالف الدولي قد أصدرت تقريراً أيضاً في حزيران الماضي، قالت فيه إنّ ما لا يقلّ عن 600 مدني استشهدوا في ضربات للتحالف في العراق وسورية، منذ بداية الحملة في 2014 و2017.