بزي لـ«الميادين»: أميركا تمرّر الأسلحة النوعية للعصابات المسلحة سرّاً
اعتبر الباحث السياسي الدكتور وسيم بزي أن كل العمل العسكري الذي يجري، يُضبط في أجندة دقيقة يتوازى فيها الفعل العسكري مع السياقات السياسية. وأهمية القيادة في سورية أنها تنظر إلى كل المعارك ربطاً بالمعطى السياسي وبوقائعه الداخلية وبقوة الدفع الخارجية له، والإنجازات تتراكم بالتوازي مع تقدّم مسارات سياسية ستأخذنا إلى لحظة القوة في تموز مع إعادة انتخابات الرئيس بشار الأسد، وهذا تظهير لحجم الإنجاز الذي يتراكم عسكرياً ويُدمّر سياسياً، وليس هناك من شك أننا مستمرون بالاشتباك الدولي على قراءة الواقع، وليس سراً أن الأميركيين أعلنوا منذ أيام بناءً على اقتطاعات سبق وحددها الكونغرس وبحثت في الزيارة الأخيرة لأوباما إلى السعودية وبين متخصّصين في الدول المتآمرة على سورية وبين الولايات المتحدة، أنّ هناك دفعات من الأسلحة يجري تمريرها إلى العصابات المسلحة، لكن الأميركي ما زال مصرّاً، ومن خلف الستارة، بدأ يمرر الأسلحة النوعية التي يعتقد أن المعارضة بحاجة إليها للحفاظ على توازن يبحث عنه الأميركي».
وأوضح أن ثلاث سنوات من الرهانات والتمويل والضخ والفتاوى والتحريض والمؤتمرات الخارجية قد وصلت إلى مفترق ظهرت إحدى أكثر تجلياته في زيارة أوباما إلى السعودية، والتي تعكس تأثيراً حاسماً في المرحلة المقبلة على المسار السوري. والأمر الثاني أن مجموعة أصدقاء سورية التي بدأت بـ 100 دولة وأصبحت 11 دولة أصبحت تعبر عن أمنيات لمتنازعين والأمر الثالث أن الشركاء الثلاثة الإقليميين وكلاء الولايات المتحدة على الأرض وهم الأتراك والقطريون والسعوديون، هم في مرحلة تنازع وتناقض تجعل قلب كل منهم مختلف في مقاربته للأزمة السورية على رغم اتفاقهم على العداء لسورية، فكل هذه المعطيات إذا حاولنا أن نجمّلها تؤكد أن سياق الحسم الاستراتيجي للأزمة السورية هو باتجاه واضح المعالم، في حين أنّ الحسم الميداني التفصيلي لما يسمى الأرياف والمناطق البعيدة قد يأخذ وقتاً طويلاً نسبياً، لكن الأهم أن السياق العام لتطور أحداث سورية والمزيج بين الإنجاز العسكري والإنجاز السياسي سيصل إلى ذروة استراتيجية حاسمة».