زمكحل: سنواصل الكفاح للحفاظ على اقتصادنا الذي سينمو في أنحاء العالم بفضل دعمكم

على شرف وفد شبابي من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، نظّم تجمُّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل زيارة صباح أمس إلى مقرّ مجلس النواب اللبناني في ساحة النجمة. وضمّ الوفد 200 شاب وشابة مغتربين من أصل لبناني، قدموا من 17 دولة مختلفة تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة ، أكثرهم يزور لبنان لأول مرة.

ومن مقرّ مجلس النواب، ألقى د. زمكحل كلمة توجه فيها إلى الوفد مشدّداً على «أنّ أهم موارد لبنان، الأغلى والأقوى والأكثر إنتاجية، هي الجالية اللبنانية من المغتربين الموزعين عبر العالم أجمع … هذا المجتمع الذي حفر بصماته وزرع العلم اللبناني في كلّ ركن من أركان الكرة الأرضية».

وقال: «إنّ النزاعات الداخلية غير المجدية والانقسامات الحزبية أو الإقطاعية غير المفهومة تذكّر عائلاتكم يومياً وجميع المغتربين اللبنانيين بالأسباب التي دفعتهم إلى مهاجرة البلاد، وبناء مستقبلهم وتعليم أولادهم خارج حدود الوطن.. أنا لا أعدكم بأننا سنبني سريعاً قواعد لبنان الذي نحلم به كلنا: لبنان الدولة الديمقراطية القوية والمستقلة، وأولويتها المطلقة هي المصلحة الوطنية. ولكن أنا أضمن لكم وأعدكم بأنّ القطاع الخاص اللبناني في العالم سيواصل الكفاح روحاً وجسداً للحفاظ على اقتصادنا الذي سينمو في جميع أنحاء العالم بفضل دعمكم، كما وسيبقى مستقلاً عن أي توترات داخلية وسيثابر من أجل البقاء والاستمرار ضمن هذه البيئة غير المستقرة، مهما كانت المخاطر والصعوبات».

أضاف: «لن أستخدم الخطاب الخيالي البعيد عن الحقيقة والواقعية لأقول لكم إنه يجب وقف الهجرة اللبنانية وإعادة المغتربين هنا، وهذا أمر مستحيل في الوقت الحاضر، لأنّ اقتصادنا للأسف صغير جداً ولا ينمو بما فيه الكفاية لتأمين وخلق فرص عمل لجميع شبابنا. إنما أستطيع أن أقول بكلّ قناعة إنه يجب الاعتماد والاستفادة من الهجرة المنتجة والفعالة التي كانت نتيجتها سفر شبابنا واكتسابهم الخبرة فيعودون للاستثمار في لبنان.. هجرة بنّاءة يتم من خلالها جلب قسم كبير من الأموال والأرباح إلى الوطن … هجرة إيجابية حيث يحافظ المغتربون اللبنانيون على هويتهم، وجنسيتهم الأصلية، ويصبحون سفراء الاقتصاد اللبناني في جميع أنحاء العالم».

وتابع د. زمكحل: «من الضروري أن يشارك المغتربون اللبنانيون في الحياة السياسية اللبنانية، ومنحهم حقّ التصويت لانتخاب ممثليهم لهو أمر بالغ الأهمية، وشرعي، وحقّ أساسي نحرص عليه جميعاً وسنتابع هذا النضال المحقّ سوياً».

من جهة أخرى، طالب زمكحل شركة طيران الشرق الأوسط «التي نجحت على العديد من الجبهات، بتأمين رحلات مباشرة إلى أميركا اللاتينية، التي تضمّ أكبر جالية لبنانية في العالم، لتشجيع المغتربين هناك على زيارة لبنان بشكل منتظم وبتكلفة أقلّ، وتسهيل رحلتهم». وقال: «بالفعل، إذا قام 10 في المئة من المغتربين اللبنانيين لدينا في العالم بزيارة لبنان مرة واحدة في السنة فقط ، سيستفيد اقتصادنا برمته من ذلك وإلى حدّ كبير».

وأكد السعي إلى «بناء علاقات متميزة وتحالفات مع رجال الأعمال اللبنانيين في العالم وتجمُّعات اللبنانيين المغتربين، لأننا معاً نستطيع بناء التآزر الإنتاجي وشراكات بناءة لكي ننمو سوياً في جميع أنحاء العالم»، مؤكداً أيضاً إيمانه القوي «بأهمية إنشاء صندوق مالي مشترك يجمع المستثمرين اللبنانيين في جميع أنحاء العالم للاستثمار المشترك في مشاريع إنتاجية في لبنان أو في أي بلد وسوق آخر يتطور». وقال: «علينا اختراق أسواق جديدة معاً، كلّ واحد منا ضمن تخصُّصه في العديد من القطاعات لنكون أكثر كفاءة وإنتاجية. أنتم تمثّلون الجيل الجديد من المغتربين اللبنانيين ونحن نعتمد بشكل كبير عليكم لإظهار جمال صورة هذا البلد العظيم. نحن نعتمد عليكم لتخبروا أصدقاءكم ومحيطكم عن تفاصيل رحلتكم الرائعة لوطنكم، ولكي تظهروا وجهاً مختلفاً عن بلادنا. نأمل أن تكبُر هذه المبادرة وأن تشجّع مبادرات مماثلة أخرى منتظمة.. ما هو مؤكد أننا سوف ننجح سوياً، في الاتحاد في ما بيننا وسنبذل الجهود من أجل هدف واحد، ألا وهو الحفاظ على بلدنا الحبيب ومساعدته على تجاوز وتذليل كلّ الصعوبات».

ثم تحدّث رئيس مجلس الشباب العالمي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كلود جعيتاني وقال:

«نشكركم لترحيبكم بنا جميعاً. يسرّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ومن خلال مجلس الشباب، استضافة «LEBolution 2017»، وهي رحلة ثقافية، سياحية، اجتماعية وإنسانية مدتها 10 أيام، تهدف إلى جمع الشباب المتحدّرين من أصل لبناني من جميع أنحاء العالم في لبنان». وأضاف: «يستضيفLEBolution 2017 شباب وشابات لبنانيين من 17 دولة مختلفة، سيتذكرون إلى الأبد كيف تمّ الترحيب بهم في هذا البلد الذي هو وطنهم الأم».

وتوجه جعيتاني بالشكر إلى الرئيس الدكتور فؤاد زمكحل وكافة أعضاء تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم «لدعمهم المستمر لشبابنا، آملين أن يصبح شباب اليوم رجال وسيدات أعمال الغد الذين سيقودون وطننا إلى مستقبل أفضل للجميع».

بعد ذلك انتقل الجميع إلى مطعم «عنَب» في مار مخايل حيث أقيمت مأدبة غداء حضرها النائب علي بزي، مستشار رئيس الجمهورية د. إيلي عساف، المدير العام للمغتربين د. هيثم جمعة، مديرة الوكالة الوطنيّة للإعلام لور سليمان، أعضاء الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: الرئيس بيتر الأشقر، الياس كساب الرئيس العالمي ، وسام قزي الأمين العام العالمي ، كلود جعيتاني رئيس مجلس الشباب العالمي ، سيرجيو دي لوس ريوس فيغالي أمين عام مجلس الشباب العالمي ، أنطوان منسى المجلس الاقتصادي ، وطوني قدّيسي الأمين العام السابق ، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة تجمُّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، وعدد كبير من الإعلاميين والصحافيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى