لو جثونا على أقدامِكم نُقبّلها

العلامة الشيخ عفيف النابلسي

أيّها المجاهدون

أيّها الأبطال …

يا عيونَنَا ودهشتَنَا وملكوتَ أمانِنا وذهبَ كرامتِنا. أنتم أزمنَتُنَا الجديدةُ الجميلةُ، وساحاتُ شرفِنا،

والحلمُ الذي كَبُرَ حتى لامستْ راياتُ نصرِهِ العراقَ وسورية واليمن، فيما تنتظر القدسُ أن تفتحَ عينيها ذاتَ فجرٍ لترى قافلةَ المهديين يملؤون طرقاتِها ودساكِرَها برياحين الحرية.

ها نحن أمام انتصاراتِكم نريدُ المزيد، المزيدَ من الحقيقةِ والكرامةِ بعد كلِ هذه السنين الطويلةِ من الاختناقِ والظلام .

أيها الأبطالُ الشجعان كُلُّ الشرفِ لو جثونا على أقدامِكم نُقبّلها، وكلُ الفخرِ لو أسقطْنا جباهَنَا على أياديكم نتبركُ بها .

فقد كنّا نُشرف على الهلاك، قبل أن تأتي سفنُ نجاتِكم لتحمِلَنَا على ظهورها، وكنَّا نُوشك أنْ ندخلَ في النكبةِ الطويلةِ قبل أن تُعيد سنابكُ خيولِكم الروحَ إلى أجسادِنا، وكادَ سيلُ الذبحِ أن يُتلِف ابتساماتِ نسائِنا وفرحَ أطفالِنا قبلَ أنْ تدركَنا رجولَتُكم لتمنحَنَا الأملَ تحت سماءِ تضحياتِكم .ها أنتم أيها المهديّون تستعيدونَ لنا الأرض والحقَ، والماءَ والسمَاء، والدينَ الذي أرادَ السرّاقُ أن يمحوا ذِكرَهُ ونقاءَهُ وحقيقته، وأعدتم الاستقرار والسلام والأمن بعدما عاث الإرهابيون فساداً وظلماً وطغياناً طيلة السنوات الماضية على الحدود الشرقية اللبنانية.

زبانية الصهاينة والاستعمار والأعراب ها هم يتساقطون على تلالٍ أرادها المقاومون أن تبقى طاهرة من منكرات وقذارات وجرائم وهمجية هؤلاء الذين لم يرتدعوا، رغم كل الإنذارات، ولم يعتبروا بغيرهم من الفصائل المسلحة التي سُحقت أو بيعت في سوق النخاسة الدولية، ولم يقبلوا الحلول والتسويات، بل أصرّوا واستكبروا استكباراً، وكأن لا عيش يطيب لهم إلا أن يشاهدوا مناظر الخراب والتدمير. هؤلاء الذين شكلوا كابوساً للبنانيين ها هم بين قتيل وفارٍ ومأسور يلعنُ بعضهم بعضاً ويتلاومون ويرمون الاتهامات على بعضهم البعض بعد ما وصلت فتاوى التكفير أقصى مداها تنهش لحومهم، حتى جاء المقاومون يرسمون خريطة لحماية لبنان من رجس هؤلاء، فكان لهم النصر الذي كان وعد الله المحقق.

فلكُم أيها المقاومون كُلّ أكفِّنا ودموعِنا وصلاتِنا ودعائِنا.

فقد ملأتم ميادينَنَا بالنور يا أنوار الحياة، ويا أجمَلَ الرجال، وأشرَفَ الرجال وأطهر الرجال.

بارك الله جهادَكم .بارك الله عرقَكم. بارك الله دماءكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى