أردوغان يخاطب الغرب: لم تعُد هناك تركيا التي تريدونها
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدلوه مرة أخرى في النزاع القائم حالياً بين ألمانيا وتركيا، على خلفية اعتقال ناشط حقوقي ألماني في اسطنبول، موجّهاً اتهامات شديدة للحكومة الألمانية، قائلاً «إنها تتجسس على بلاده».
وبحسب «دويتشه فيليه»، فقد أجّج الرئيس أردوغان نيران النزاع مع ألمانيا، أمس، إذ حذّر من «وجود عملاء غربيين يصولون ويجولون في تركيا»، مضيفاً أنّ «مَن يهدّدون البلاد بفرض حظر عليها يجب أن يكونوا مستعدين للعواقب».
وقال أردوغان أمام كتلة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان التركي إنّ «الحكومة الألمانية لا تسمح بأن يتحدث رئيس تركيا ووزراؤه في ألمانيا، لكن عملاء برلين يأتون إلى هنا ويرتعون في الفنادق ويقسّمون بلدنا».
وأضاف أردوغان «من يقولون إنه عمل القضاء عندما يتعلق الأمر بإرهابيين يقومون بإيوائهم في بلادهم، يحولون الأمر أزمات دبلوماسية عندما يتم اعتقال عملائهم متلبّسين».
وكان الرئيس التركي قد اتهم هؤلاء النشطاء عقب القبض عليهم بأنهم «مقربون من الانقلابيين». وذكرت صحيفة «أقسام» الموالية للحكومة التركية في عددها الصادر أمس، «أن هؤلاء النشطاء على صلة بجواسيس».
واتهم الادعاء التركي الحقوقيين بأنّ «لهم صلات بشبكة رجل الدين، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة» والذي تلقي أنقرة باللوم عليه في محاولة انقلاب تموز 2016.
وينفي غولن ضلوعه في الانقلاب الفاشل. وتتهم تركيا ألمانيا بإيواء متمردين أكراد ويساريين متطرفين وأشخاص على صلة بمحاولة الانقلاب وتنفي برلين الاتهامات.
وذكر أردوغان أمام كتلة «حزب العدالة والتنمية» أنّ «الغربيين يريدون أن تنفذ تركيا ما يطلبون»، مضيفاً: «معذرة فلم تعد هناك تركيا التي يريدونها».
وعن قائمة الشركات المشتبه في صلتها بالإرهاب، التي سحبتها الحكومة التركية مؤخراً، أكد أردوغان مجدداً «أنه ليس هناك تحقيقات ضد أي شركة ألمانية»، مضيفاً «أن الادعاءات المناقضة لذلك مجرد أكاذيب».
يُشار إلى أنّ العلاقات الألمانية التركية تمر بأزمة إثر اعتقال ناشطين حقوقيين بينهم ألمان في إسطنبول وهو ما دفع برلين لإعادة توجيه سياستها تجاه تركيا.
كما أعلن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن «سلسلة إجراءات ضد أنقرة».
على صعيد آخر، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس «أن تركيا لا تزال دولة مرشحة لعضوية الاتحاد رغم المخاوف العميقة بشأن سجلها في حقوق الانسان وتطبيق القانون والتي تمنع إجراء محادثات جديدة بشأن انضمامها».
وفي مؤتمر صحافي ساده التوتر مع وزيرين تركيين زائرين، أكدت موغيريني «ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة قبل حدوث أي تقدم بشأن مفاوضات تركيا لدخول الاتحاد».
وصرحت عقب الاجتماع مع وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيليك في بروكسل، «من الواضح أن تركيا لا تزال دولة مرشحة».
وأكدت أهمية المحادثات «الصريحة والبناءة التي جرت مع الوزيرين لحل الخلافات»، إلا أنها قالت إنه «سيكون من الصعب في الوقت الحالي فتح فصول جديدة في محادثات الانضمام».
وقالت «لقد أثرنا القضايا المهمة جداً بالنسبة لنا، للقيام بخطوات ملموسة في مجال حكم القانون وحقوق الانسان والديمقراطية وحرية الإعلام».
وتوترت العلاقات بين تركيا وعدد من دول الاتحاد، وبشكل خاص ألمانيا في الأشهر الأخيرة، في موازاة دعوات لوقف محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد.
وبدأت تركيا المحادثات الرسمية للانضمام إلى الاتحاد في 2005 بعد سنوات من تردد عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد، بينها فرنسا التي تخشى «إدخال بلد إسلامي كبير إلى الاتحاد»، إلا أن التقدم في المفاوضات كان بطيئاً وتوقفت بشكل شبه تام العام الماضي بعد اعتقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعدد كبير من معارضيه في حملة أعقبت محاولة انقلابية.
وصرّح الوزير جيليك أنّ «دولاً عدة تقول إنها لا تحبذ فكرة فتح فصول جديدة، ولكن العلاقات الأساسية مع الاتحاد الأوروبي محورها الانضمام».
وأضاف «إذا كانت هناك مشكلة في حكم القانون، فالجواب هو فتح فصول لمناقشتها».