اشتباكات متقطّعة في الجرود وغارات للطيران السوريّ على بقايا «النصرة»

تواصلت المعارك أمس في جرود عرسال بوتيرة متقطّعة بين رجال المقاومة ومن تبقّى من مسلّحي «جبهة النصرة» الإرهابية، حيث سُمعت أصوات المدفعيّة في الجهة المحاذية لوادي حميد، مكان تواجد قائد «النصرة» أبو مالك التلّي، ومجموعته المحاصرين في بقعة صغيرة لا تتجاوز التسعة كيلومترات.

وما تبقّى للمقاومة لإنهاء عمليّتها العسكرية في جرود عرسال هي ثلاث تلال مطلّة على الوادي.

وكانت المعارك الميدانيّة والعسكرية اشتدّت بين المقاومة و«جبهة النصرة» مع ساعات الفجر الأولى عند مرتفعات وادي حميّد قبل أن تعود وتهدأ صباحاً، وشنّ الطيران السوريّ عند الثانية من فجر أمس غارات عنيفة على معبر الزمراني.

ومساء أمس، جدّد الطيران الحربيّ السوريّ غاراته المتتالية على مواقع المسلّحين في جرود عرسال، وسُمعت أصوات القصف في البقاع الشمالي.

وتستهدف مدفعيّة الجيش اللبناني مواقع للمسلّحين في جرود السلسلة الشرقية، بعد رصد تحرّكات مشبوهة.

وأفاد الإعلام الحربي عن «إصابة مسؤول عمليّات فتح الشام في الجرد عمار وردي». وساد حال من التخبّط في صفوف مسلّحي «النصرة» بعد إصابة مسؤول عمليّاتهم وتضييق الخناق عليهم أكثر في جرد عرسال.

أمّا الجيش اللبناني، فبدأ حملة لتفكيك العبوات الناسفة التي وضعها المسلّحون على الطرق في جرود عرسال، كذلك، عمل حزب الله على تفكيك عبوات ضخمة زرعها مسلّحو النصرة في منزل في إحدى تلال الجرود.

تحيّة لشهداء الجيش

وكان حزب الله نظّم وقفة تحيّةً لشهداء الجيش على النقطة المشرفة على وادي حميد، ورُفعت الأعلام اللبنانية وأعلام المقاومة وصور شهداء الجيش الذين قضوا في معارك عرسال عند المدخل الجنوبي للبلدة. كذلك، رفع مقاتلو الحزب صور شهداء المؤسسة العسكريّة في منطقة جرود عرسال.

قافلة مساعدات

ودخلت قافلة مواد غذائيّة وطبيّة من الصليب الأحمر الدولي عرسال باتجاه الجرود، وعبرت حاجز الجيش اللبناني في وادي حميّد باتجاه المخيمات بمرافقة الشيخ مصطفى الحجيري أبو طاقية .

من جهةٍ أخرى، شيّع حزب الله في بلدة نبحا في البقاع الشمالي الشهيد إسماعيل غسان أمهز بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام حسينيّة البلدة. كما شيّع وأهالي بلدة حارة الفيكاني الشهيد محمد جميل حسن. وشيّع الحزب وأهالي بلدة كفردان البقاعية الشهيد جعفر علي مشيك.

رأس بعلبك والقاع

وفي سياقٍ متّصل، عزّز فوج المجوقل في الجيش اللبناني مواقعه العسكريّة والميدانية مستقدماً مزيداً من التعزيزات إلى بلدتَيْ رأس بعلبك والقاع ومحيطهما، وسيّر دوريات مؤلّلة وراجلة وثبّت نقاطاً عسكرية جديدة تحسّباً لأيّ محاولة تسلّل أو فرار للمسلّحين باتجاه البلدتين.

توضيب مواد غذائيّة للمقاومين

في غضون ذلك، شهد مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت مشاركة شعبيّة وحزبية كثيفة في مبادرة أطلقتها «هيئة دعم المقاومة الإسلامية» توضيب المواد الغذائية للمقاومين في جرود عرسال.

وشاركت في إعداد الطعام في المجمّع زوجة الرئيس السابق إميل لحّود السيدة أندريه لحود، ورئيسة تجمّع النهضة النسائي منى فارس، وزوجة المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي سمر الحاج وإعلاميّون وكتّاب وفنّانون.

مواقف

وفي المواقف، دعت لجنة «مؤتمر بيروت والساحل للعروبيّين اللبنانيّين» في بيان بعد اجتماعها الدوري، «إلى التضامن مع الجيش اللبناني وقوى المواجهة الشعبيّة ضدّ الإرهاب في جرود عرسال»، رافضةً «أيّ تشكيك بالتكامل الوطني الدفاعي بين الجيش والمقاومة، والذي حقّق الانتصار على العدو في الجنوب، وردع عدوان تموز، ويحقّق اليوم نجاحات نوعيّة ضدّ الإرهاب الوحشي».

ورأت أنّ «المعركة التي تُخاض في جرود عرسال هي معركة وطنيّة للدفاع عن كلّ لبنان، وعن كلّ المناطق والطوائف. فالإرهاب حليف الأطلسي قام بتفجيرات ضدّ اللبنانيّين من كلّ الطوائف، واستهدف جيشنا الوطني، ويتآمر على وحدتنا واستقرارنا، ويمارس العداء لكلّ اللبنانيين، ولا بُدّ من مواجهته وردعه كما يحصل الآن».

وإذ شجبت اللجنة «كلّ أصوات أتباع الأطلسي الذين يشكّكون بالمعركة في جرود عرسال»، ذكّرت «أنّ بعض قوى 14 آذار لم يقدّم لأهل عرسال سوى الكلام والخراب، في حين قدّم الدعم المعنوي والمادي للإرهابيّين منذ سنوات».

بدورها، ثمّنت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيان، بعد اجتماع برئاسة الأمين القطري نعمان شلق، الإنجازات البطوليّة التي حقّقتها المقاومة والجيش الوطني اللبناني والجيش السوري في العمليّات العسكرية الاستباقية في جرود عرسال، «والتي أفضت إلى القضاء على مخطّطات الإرهابيين التكفيريين الذين عاثوا إجراماً وفساداً في الأراضي اللبنانيّة».

واعتبرت أنّ «إرهاب هذه العصابات لا دين له، وهذا الانتصار بتداعياته الكبيرة على «جبهة النصرة» و«داعش» وبقيّة المناطق الجرديّة الشرقية سوف يترك انعكاسات إيجابيّة على الساحة الداخلية، فالضربات العسكريّة الاستباقية للجيش اللبناني والمقاومة ستجعل هذا الإنجاز مفصلاً استراتيجياً مهمّاً في المنطقة يوازي الانتصارات السابقة التي تحقّقت في جرود القلمون والقصير وغيرهما، وأفضت إلى إرساء أجواء من العزّة والكرامة يفتخر بها كلّ مواطن لبناني شريف».

ونوّهت «بالمواقف الشريفة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وكلّ القوى الوطنية التي أيّدت العملية، بعيداً عن بيان كتلة «المستقبل»، والمواقف الملتبسة لبعض القوى».

ورأت أنّ «المعركة التي نعيشها اليوم ضدّ الإرهاب المتفشّي عنوانها الرئيسي محاربة هذا الإرهاب بكلّ أدواته التخريبية، وهذا ما يظهر حجم التعاطف الرسمي والشعبي مع دماء شهداء المقاومة والجيش اللبناني، هذه التضحيات التي بفضلها نحمي الوطن وكلّ بقعة منه، أكان ذلك من العدو الصهيوني أم من الجماعات التكفيريّة التي لا تعرف إلّا الإرهاب والقتل وارتكاب المجازر الجماعيّة. وهذا الانتصار الكبير الذي يتمّ على أيدي الشرفاء الوطنيّين سوف يعزّز الاستقرار الداخلي في لبنان، ويقضي على المناطق الخاضعة للتكفيريّين على الحدود».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى