فارس: هدفنا جيل واعٍ قادر على التمييز بين التعصُّب والوطنية وبين العنف والمقاومة
في سياق إعادة إحياء فروعه في المناطق، افتتح تجمع النهضة النسائي في شمسطار، فرعاً لمنطقة غربي بعلبك بحضور رئيس بلدية شمسطار سهيل شبلي وفعاليات اجتماعية وسياسية وجمعيات أهلية وجمع من السيدات المنتسبات إلى التجمُّع في غرب بعلبك وممثلات عن فرعي المريجات ومكسة.
الضيقة
وألقت نائبة رئيسة الهيئة في الفرع صفاء الضيقة كلمة قالت فيها: «في ظلّ غياب دور فاعل للمرأة في مجتمعنا عامة وفي منطقتنا خاصة، ورغم الدور الكبير الذي تلعبه، وهي الأم والمدرسة والطبيبة والمهندسة هي الحب والوطن والحنان هي العاملة والمناضلة والقدوة، فلا بدّ من إعطائها دوراً متقدماً وفاعلاً في الميادين كافة. وانطلاقاً من حبنا وتقديرنا لها أخذنا قراراً بإعادة أحياء فرع تجمُّع النهضة في غرب بعلبك كي نتشارك مع نساء منطقتنا اهتماماتهن. وتترأس هيئة الفرع السيدة سمر الديراني الطفيلي تعاونها هيئة إدارية، وندعو من يرغب بالانتساب إلى هذا الفرع للتقدم بطلب حيث لا شروط إلا حبّ الوطن والروح الاجتماعية».
النجار
ثم تحدثت ناديا النجار التي رحبت بالحضور، لافتة إلى أنّ تجمع النهضة النسائية «تأسّس عام 1979 وله فروع في المناطق اللبنانية كافة وغايته مواكبة الأحداث وتلبية حاجة كلّ متحّد حسب طبيعته، وهو يركز، ضمن إمكانياته، على التنمية الريفية للمساعدة على تثبيت أهل الريف في مناطقهم، ما يحول دون نزوحهم إلى المدن وتراكم المشاكل فيها». ورحبت بكلّ من يريد الانتساب إلى فرعنا «كي نتعاون سوياً في دفع مجتمعنا إلى الأمام وتنميته».
فارس
وألقت رئيسة التجمُّع منى فارس كلمة جاء فيها: «في هذا الجو المفعم بحماس الموجهة مع عدو إرهابي جاهل عانى منه الوطن ودفع الشرفاء ثمنه دماءً وشهداء في هذه المنطقة بالذات.. في هذا الجو نسأل: ما دور تجمع النهضة النسائية وما دور الجمعيات الأهلية؟
نحن نعلم أنّ الوطن يمرّ منذ سبعينات القرن الماضي بحالة صراع واضطراب تتفاوت حدتها ولكنها واحدة سببها فقدان البوصلة الحقيقية ونتيجتها مواجهات داخلية أضعفت الدولة وأدت إلى شلل مؤسّساتها في المراحل الأولى، فقامت الجمعيات الأهلية على هامشها لملء جزء من الفراغ وليس للحلول مكانها، فأنشأنا تجمع النهضة النسائية في العام 1979 وقد قام حينذاك بالكثير من المهام الاجتماعية الطبية والخيرية، خصوصاً فترة الحرب. ومع الوقت توسّع فروعاً في المناطق اللبنانية وتغيرت مهامه من طبية إلى تنموية وبوجوده في الريف تآلف مع طبيعة الأرض والناس وحاجاتهم وحاول أن يكون البحصة التي تسند الخابية.
في بلد الأولوية فيه للسياسة على حساب الإنماء، خصوصاً في الأطراف، فإن خطتنا في التجمع التي وضعنها طبقاً لإمكانياتنا المتواضعة، تركّز على التوعية والتدريب كي نصل إلى التمكين.
التوعية هي الندوات وورش العمل التي تتناول مواضيع ومشاكل تواجه مجتمعنا وعائلاتنا كالمخدرات ومخاطر الإنترنت وتدهور العلاقات العائلية وذلك عبر استعانتنا بخبراء ومختصّين بندوات تفاعلية للناس فيها دور، تماماً كالخبير أو المرشد، ولنا على ذلك أمثلة كثيرة كندوة التوعية من مخاطر الإنترنت التي قدمها الدكتور رائد محسن وهو الذي أنجز الكثير من هذه اللقاءات سواء في البقاع أو في الضاحية أو الشمال.
وفي مجال التوعية الصحية، كانت لنا نشاطات ركزنا خلالها على الأمراض المستعصية كحملة التنبيه من سرطان الثدي وغيره من الأمراض المزمنة.
أما التدريب فيتم في مركزنا في بيروت، وفي شهر أيلول سنقيم دورة تدريب على سلامة الغذاء والطرق الصحيحة في صناعة المونة مع أخصائيين. كما يتم التدريب على مهن تمكّن الشخص إمرأة كان أم رجلاً من الإنتاج تبعاً للمثل الذي ينصح باقتناء السنارة بدل السمكة. وقد خرّجنا حتى الآن دورات متعدّدة في مهن مختلفة كالتمريض والكومبيوتر وتصليح السيارات الميكانيك والماكياج وغيرها من المهن المنتجة.
وتوقفت فارس عند الدور الوطني للتجمُّع الذي هو أساسي ألا وهو تربية جيل واع قادر على التمييز بين الوطنية والتعصُّب وبين العنف والمقاومة، لأنه عندما تقرع طبول الحرب العبثية، مذهبية كانت أم سياسية، وتضيع البوصلة ينجرّ الناس بسهولة إلى لعبة العنف إذا لم يكونوا محصنين بالمفاهيم الوطنية الصحيحة. فالجهل والتعصب كانا وراء انجرار اللبنانيين في الحرب الأهلية وكاد البلد يتقسّم والآن انجرّوا في سورية إلى هذه الحرب تحت عنوان «الديمقراطية» فكان «داعش» وما جرّه من ويلات على العالم كله.
وختمت فارس: بالعودة إلى فرعنا الناشئ وما ينتظره من مهام، بدعمكم طبعاً، فنحن نتمنى له النجاح ونشكر كلّ السيدات على الجهود التي بذلتها لتحضير هذا اللقاء مع هذه الوجوه الطيبة وبنوع خاص السيدة سمر الطفيلي وليكن هذا الفرع جامعاً لكلّ الوطنيين الواعين للنهوض والدخول في عملية التنمية المستدامة».