استشهاد فلسطينيَّين اثنين وإصابة عشرات المصلّين.. وجنود العدو رفضوا دخول المسعفين إلى المسجد والمقدسيّون يتحدّون إجراءات الاحتلال وينتصرون بإعادة فتح أبواب الأقصى

استشهد فلسطينيّان أمس برصاص الاحتلال الصهيوني أحدهما على حاجز عصيون الاستيطاني جنوب بيت لحم بالضفة الغربية والآخر شرق مخيم البريج في قطاع غزة، بينما أُصيب عشرات المصلّين إثر اعتداء الاحتلال عليهم أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مدينة بيت لحم تضامناً مع المسجد الأقصى.

وقد أدّى عشرات آلاف الفلسطينيين من أهالي القدس المحتلّة والداخل الفلسطيني أمس صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وفي الشوارع والطرقات أمام أبواب الأقصى وبوّابات القدس القديمة والساحات والميادين والأحياء المتاخمة لسور القدس، متحدّين إجراءات سلطات كيان الاحتلال ومحاولتها منع الفلسطينيّين من الوصول إلى المسجد.

وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء، أنّ المفتي العام للقدس والديار الفلسطينيّة الشيخ محمد حسين ألقى خطبة الجمعة في الأقصى، في حين أدّى عشرات الآلاف من المصلّين صلاة الجمعة في حيّ وادي الجوز وصولاً إلى حيّ الصوانة، وشارع صلاح الدين وباب الأسباط وصولاً إلى الجثمانية وباب الساهرة وباب العامود وحيّ المصرارة التجاري، كما أقام سكان بلدة سلوان جنوب الأقصى ولأول مرة صلاة جمعة حاشدة على بوّابة المغاربة التي خصّصها الاحتلال لدخول المستوطنين إلى باحة حائط البراق.

إلى ذلك، وانتصاراً لإرادة وصمود الفلسطينيّين الذين وقفوا في وجه إجراءات كيان الاحتلال التعسّفية في القدس، أفادت دائرة الأوقاف الإسلاميّة الفلسطينية بأنّ سلطات الاحتلال قرّرت فتح جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام المصلّين، ووقف تحديد أعمار المصلين الذين يحقّ لهم الدخول إلى المسجد.

ولفتت الدائرة على لسان رئيس قسم الإعلام فراس الدبس، إلى أنّ القرار يشمل باب حطة.

وقامت قوّات الاحتلال بإطلاق قنابل صوت حارقة وغازيّة سامّة وأعيرة ناريّة باتجاه المصلّين في حيّ وادي الجوز في محاولة لتفريقهم. كما أُصيب عشرات المصلّين الفلسطينيين إثر اعتداء قوّات الاحتلال عليهم أثناء أدائهم صلاة الجمعة فى مدينة بيت لحم، تضامناً مع المسجد الأقصى.

وتفرض سلطات الاحتلال إجراءات عسكريّة مشدّدة، حوّلت بموجبها وسط مدينة القدس المحتلّة وبلدتها القديمة ومحيط المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكريّة للتضييق على الفلسطينيّين وحرمانهم من الصلاة داخل المسجد.

وصعّدت قوات الاحتلال انتهاكاتها وإجراءاتها التعسّفية بحقّ المسجد الأقصى، حيث أقامت الحواجز العسكريّة والمتاريس لمنع المصلّين من الوصول إلى محيطه في الوقت الذي افترش فيه الشبان الفلسطينيون الشوارع تصدّياً لإجراءات الاحتلال ودفاعاً عن أراضيهم ومقدّساتهم.

وأغلقت سلطات الاحتلال الأحياء والشوارع المتاخمة لسور المدينة التاريخية في القدس، «المنطقة الممتدّة من سلوان وحيّ رأس العامود والصوانة ووادي الجوز والشيخ جراح، فضلاً عن إغلاق الشارع الرئيسي المحاذي لسور القدس والممتدّ من باب العامود وشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وصولاً إلى باب الأسباط».

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الليلة قبل الماضية أكثر من 120 مصلّياً معتكفاً بالمسجد الأقصى المبارك، وأصابت العشرات منهم بينهم 15 إصابة بأعيرة مطاطية في الرأس إضافة إلى 6 مسعفين، خلال اقتحامها الواسع للمسجد الأقصى انطلاقاً من باب المغاربة.

كما شرعت قوات الاحتلال فور اقتحامها للمسجد الأقصى بإطلاق الأعيرة الناريّة والمطاطيّة والقنابل الصوتيّة الحارقة والارتجاجيّة والغازيّة السامّة، قبل أن تفرض حصاراً محكماً على المصلى القبلي بهدف إخراج المعتكفين الذين اعتقلت منهم نحو 120 مصلّياً بينهم اثنان من حرّاس المسجد.

وأشارت جمعية المسعفين المقدسيّين إلى أنّ جنود الاحتلال رفضوا دخول المسعفين إلى الأقصى، رغم وجود أكثر من حالة خطرة بين المصابين واعتدت عليهم.

وتواصل قوات الاحتلال حملاتها التهويدية للمدينة المقدّسة ومدن الضفة الغربية الأخرى وانتهاكها لحريات أهلها، فارضة حالة استنفار عسكرية واسعة لترهيب الفلسطينيين، ونشرت قوّة عسكرية كبيرة في المدينة ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى والمدن الأخرى، ونصبت متاريس وسيّرت دوريات راجلة ومحمولة وخيّالة في وقت تتحرّك فيه الأوساط الشعبية المقدسيّة لحشد أكبر للردّ على هذه الإجراءات وحماية المدن والمقدّسات الفلسطينية.

واستشهد فتى فلسطيني وأُصيب عشرة آخرون برصاص الاحتلال أمس شرق مخيم البريج وعدد من مناطق قطاع غزة.

ونقلت وكالة «وفا» للأنباء عن مصادر طبية في قطاع غزة قولها، إنّ «قوّات الاحتلال المتمركزة في الأبراج العسكريّة في محيط موقع «المدرسة» العسكري شرق البريج أطلقت الرصاص الحيّ نحو مجموعة من الشبان والفتية، الذين اقتربوا من السياج الفاصل ورشقوا الاحتلال بالحجارة، ما أدّى إلى استشهاد فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، فيما أُصيب اثنان آخران بجروح».

كما أُصيب خمسة شبان فلسطينيين بالرصاص الحيّ الذي أطلقه جنود الاحتلال على متظاهرين قرب الشريط الحدودي شرق بلدة جباليا شمال القطاع، وأُصيب شاب آخر قرب موقع «ناحل عوز» شرق مدينة غزة.

واندلعت مواجهات بين مجموعة من الشبان الفلسطينيّين وقوات الاحتلال قرب منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحيّ وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدّى إلى إصابة شابّين على الأقل بالرصاص الحيّ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى