بيونغ يانغ تتوعّد واشنطن بتلقينها «درساً في الأدب» نووياً!

أعلنت كوريا الشمالية أنّ «تجربتها الباليستية الأخيرة الجمعة الماضي كانت بمثابة تحذير صارم إلى الولايات المتحدة»، وهدّدت بـ»الرد على أي استفزاز عسكري من قبل واشنطن».

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية «أنّ الإطلاق الناجح الثاني لصاروخ باليستي عابر للقارات، يشجّع بيونغ يانغ على الاستمرار في تطوير برامجها التسلحية».

وشدّد البيان على أنّ «هدف التجربة الأخيرة هو إرسال تحذير صارم إلى الولايات المتحدة التي تُدلي بتصريحات غير منطقية وتطلق حملة محمومة من أجل فرض عقوبات وممارسة ضغوط على كوريا الشمالية».

وطالبت بيونغ يانغ الولايات المتحدة بـ «الاستفاقة من حلمها الغبي بأنها قادرة على إلحاق أي ضرر بكوريا الشمالية»، متوعّدة بتلقين واشنطن «درساً في الأدب من خلال القوة النووية الاستراتيجية، إذا تجرّأت مرة أخرى على التلويح بالخيار النووي».

جاء ذلك بعد ساعات معدودة من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «لن يسمح للصين بالنأي بالنفس عن قضية كوريا الشمالية»، رابطاً بين الخلل القائم في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، وسياسة الأخيرة تجاه بيونغ يانغ.

وكتب الرئيس الأميركي ترامب في حسابه على موقع تويتر يقول «إنّ أمل الولايات المتحدة في الصين قد خاب، لأنّ الأخيرة لم تقم بأي شيء لحل المشاكل المتراكمة مع كوريا الشمالية».

وأضاف «إنني أشعر بخيبة أمل شديدة في الصين. قادتنا السابقون أغبياء لأنهم سمحوا للصينيين أن يجنوا سنوياً مئات مليارات الدولارات من التجارة. ولكنهم لم يفعلوا شيئاً لنا أبداً مع كوريا الشمالية سوى الأحاديث. نحن لن نسمح لهذا أن يستمر طويلاً. الصين باستطاعتها حل هذه المشكلة بسهولة».

من جهة أخرى، نفّذت قاذفتان أميركيتان من طراز «B-1B»، أمس، تحليقاً في أجواء شبه الجزيرة الكورية لاستعراض قوة جيش الولايات المتحدة، في رسالة تحذيرية جديدة لسلطات كوريا الشمالية. وجاء في بيان صدر عن القوات الجوية الأميركية بهذا الصدد «أنّ طلعة القاذفتين كانت رداً مباشراً على تجربة الصاروخ البالستي، التي نفذتها بيونغ يانغ، الجمعة الماضي».

وأضاف البيان «أنّ القاذفتين أقلعتا من قاعدة جوية أميركية في جزيرة غوام غربي مياه المحيط الهادي، وأنّ مقاتلات من اليابان وكوريا الجنوبية انضمت إلى الطائرتين أثناء التدريب».

وقال قائد سلاح الجو الأميركي في المحيط الهادي، الجنرال تيرنس جيه. أوشنسي، في البيان: «لا تزال كوريا الشمالية تشكل التهديد الأكثر إلحاحاً لاستقرار المنطقة».

وأضاف الجنرال الأميركي: «إذا استُدعينا، فإننا على استعداد للرد بسرعة وقوة شديدة في الوقت والمكان الذي نحدّده».

وجاءت هذه العملية استمراراً للتدريبات المشتركة، التي نفذتها الولايات المتحدة واليابان في الأجواء الجوية اليابانية.

وأوضح وزير الخارجية والقائم بأعمال وزير الدفاع في اليابان، فوميو كيسيدا، «أنّ القاذفتين الأميركيتين المذكورتين شاركتا في التدريبات، بالإضافة إلى مقاتلتين من طراز أف 2 تابعتين لقوات الدفاع الذاتي اليابانية».

وقال كيسيدا، في بيان: «قمنا، في الظروف التي تشكلت في مجال الأمن، على خلفية إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً، يوم 28 تموز، بتعزيز قوات الردع والتصدي اليابانية الأميركية المتحالفة بصورة كبيرة».

وتجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة سبق أن نفذت طلعات لقاذفات «B-1B» الأسرع من الصوت لاستعراض القوة، رداً على التجارب الصاروخية أو النووية التي تجريها كوريا الشمالية.

في السياق نفسه، أجرت الولايات المتحدة، أمس، اختباراً جديداً لمنظومتها «ثاد» الصاروخية، في ألاسكا، بإطلاق صاروخ بالستي فوق المحيط الهادئ.

وقالت وكالة الدفاع الصاروخية الأميركية أم دي أي في بيان: «أجرت وكالة الدفاع الصاروخية الأميركية وجنود الجيش الأميركي من لواء المدفعية الـ11 التابع للقوات الجوية، من قاعدة فورت بليس، ولاية تكساس، أمس، اختباراً ناجحاً لمنظومة الدرع الصاروخية باستخدام منظومة الدفاع الصاروخي ثاد».

وأضاف البيان أنّ «طائرة C-17 التابعة لقوات الجو الأميركية أطلقت صاروخاً بالستياً متوسط المدى فوق المحيط الهادئ، ومنظومة ثاد المنتشرة في مجمع الباسفيك، مجمع الفضاء، ألاسكا، في قاعدة كودياك في ألاسكا، رصدت الهدف وراقبته واعترضته».

وشدّد مدير وكالة الدفاع الصاروخية الأميركية، الفريق سام غرايفز على أنّ «هذا الاختبار سيساعد الولايات المتحدة على استباق التهديد المتنامي».

وقال: «إننا نجحنا في اعتراض الهدف، إضافة إلى أننا جمعنا المعلومات التي ستساعد على تحسين منظومة ثاد وقدراتنا في مجال التصميم والمحاكاة لظروف قتالية وقدرتنا على استباق التهديد المتنامي»، بحسب البيان.

وسبق أن طلب خفر السواحل الأميركية عدم إبحار السفن في منطقة المحيط الهادئ بين جزر كودياك وهاواي، في فترة 29-31 تموز الحالي.

ويُعدّ هذا الاختبار لمنظومة «ثاد» هو الثاني من نوعه في الآونة الأخيرة، بعد أن اعترضت المنظومة الموجودة في ألاسكا صاروخا تمّ إطلاقه من شمال جزر هاواي، في 11 تموز الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى