باسيل من زحلة: فخورون أننا استطعنا الوصول للجيوب الكبرى في السلسلة

أكد رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل أنه «حان دور الاقتصاد وتحسينه، كما حصل في السياسة وتحديداً في قانون الانتخاب».

وقال باسيل خلال جولة في زحلة: «فخورون أننا للمرة الأولى استطعنا الوصول إلى الجيوب الكبرى في سلسلة الرتب والرواتب من خلال الأملاك البحرية والمصارف والشركات الكبرى والتخمين العقاري.»

واستهلّ وزير الخارجية والمغتربين جولته إلى زحلة بزيارة مطرانية السريان الأورثوذكس، حيث كان في استقباله وزير العدل سليم جريصاتي، نائب رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق نقولا صحناوي، النائب السابق سليم عون، المطران يوستينوس بولس سفر، منسّق قضاء زحلة في التيار قزحيا الزوقي، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام الذي كانت له كلمة ترحيبية.

وفي بداية اللقاء قال سفر: «نحن كسريان لسنا غرباء عن هذا البلد، ولكننا نشعر في الوقت نفسه أن مع كل المساعي التي تبذلونها لكي تعطوا السريان وغيرهم حقوقاً، ما زلنا نشعر أننا مغبونون، لأن كان هناك وعود ورجاء أكثر في زيادة عدد النواب وتسمية نائب سرياني. وانا اعرف الصعوبات التي تواجهونها، ولكنني أعتبر أن هذا حق لنا وسنبقى نطالب بهذا الحق. ونحن لا نضع هذه المسؤولية كلها على اكتافكم، لكون التحديات كبيرة وتعملون في بلد وضعه صعب وهناك متغيرات حولنا وداخل البلد. لكننا نطمح ان يكون وجودنا بفعالية اكبر.

أما باسيل فقال: المسيحية نبعها من هذا الشرق. فنحن اساس هذا الوطن، ولا يجب ان يكون هناك تمييز. ونطمح أن نحقق الدولة المدنية، التي لا تميز بين ابنائها. لكن أود التوضيح في ما خصّ السريان بالذات، الذي نص عليه القانون هذا كان هناك التفات خاص للسريان، وكسرنا قاعدة، وهذه بداية وتمهيد لشيء لاحق بعدما نقلنا مقعداً إلى دائرة بيروت الاولى حيث هناك حتمية بالنجاح بأصوات السريان في الأشرفية. ونحن نتابع جميع المطالب».

وزار باسيل في محطته الثانية من زيارته زحلة مطرانية الموارنة، حيث كان في استقباله المطران جوزف معوض، في حضور الوزيرين جريصاتي وطارق الخطيب، الوزيرين السابقين صحناوي وغابي ليون، النائب السابق عون، وفعاليات اجتماعية واقتصادية زحلية. وقال باسيل: «نتمنّى من خلال القانون الانتخابي أن نحقق التغيير الذي يطمح إليه الشعب، القانون سهل وليس صعباً، وليس هناك شيء على الناس أن تتعلّمه، إنما هو عمل السياسيين والماكينات الانتخابية التي ستعمل، أما الناس في النهاية فهم يعرفون خيارهم السياسي. وهذا التطوّر السياسي الكبير التي يعمل من خلال النسبية، فمن اللائحة المنتخبة، هناك صوت تفضيلي، أي مَن هو هذا الشخص الذي يفضله المواطن. نكون هنا قد جمعنا بين النظامين، وعملنا عملية انتقال سلسة، لأن اللبناني يصوّت بهذه الطريقة منذ عشرات السنين، وهكذا ننقله إلى شيء أفضل».

وتابع: «من جهة أخرى، بعد النقلة النوعية في السياسة، الآن أتى دور النقلة النوعية في الاقتصاد، وما تحقق مؤخراً في إنجاز الموازنة ويفترض أن تترجم في مجلس النواب، الذي نأمل أن يواكب عمل الحكومة، وسيكون عام 2018 العام الذي سيعكس خيرات اقتصادية لكي تتم عملية تنظيم الحياة العامة».

وأضاف: «نحن كتيار وطني حر كأول إنجاز سياسي، استطعنا التوجّه نحو الجيوب الكبيرة وليس الجيوب الصغيرة، الناس التي تتحمّل تستطيع أن تعطي، وذلك من خلال الأملاك البحرية والمصارف والشركات الكبرى، من خلال الربح والتحسين العقاري، هذه الأماكن الضريبية للناس التي عندها قدرة أن تعمل مساهمة ضريبية. طبعاً هناك ضرائب نحن لسنا موافقين عليها كزيادة أقساط المدارس وخائفون من انعكاساتها وتحديداً المدارس الكاثوليكية، وعلينا أن نتساعد في هذا الموضوع وأن نحافظ عليها وأن نحرص أن تتأمن لها ديمومتها واستمراريتها».

بعدها، انتقل باسيل إلى مطرانية الروم الكاثوليك، حيث عقد لقاء جانبي مع المطران عصام يوحنا درويش بعد انتهاء القداس الإلهي.

وشارك باسيل في قداس الأحد في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، من ضمن الجولة التي يقوم بها في المدينة. وبعد الإنجيل المقدس القى المطران عصام يوحنا درويش عظة قال فيها: «نحن على بعد يوم واحد من عيد الجيش، نريد أن نتخذها مناسبة لنبارك له هذا العيد وننوّه بقدراته وكفاءاته وإنجازاته في مواجهة الإرهاب ونحيي قادته وقادة جميع قوى الأمن، وبعيداً من السياسة، ننوّه بتضحيات رجال المقاومة ونثمّن ما يقومون به، إنهم بتعاونهم مع الجيش يصنعون لنا السلام.

وبعد العظة قدّم درويش للوزير باسيل أيقونة القديس جاورجيوس عربون محبة وتقدير.

وبعد القداس انتقل الحضور الى صالون المطرانية، حيث كانت كلمة للوزير جريصاتي باسم الأبرشية قال فيها: «في الماضي القريب شرّفنا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة الى زحلة، قبل أن يصبح رئيساً ميثاقياً للمرة الأولى منذ الاستقلال، وقال له سيدنا كلاماً لا يزال يحفر في البال «هذا هو اليوم الذي صنعه الرب». نقول هذا الكلام بمناسبة قدوم الوزير باسيل صانع النقلة النوعية في التمثيل السياسي من النظام الأكثري البائد الى النظام النسبي الذي يعطي كل ذي حق حقه، والذي سوف ينتقل بنا للمرة الأولى من التمثيل الأكثري الى التمثيل النسبي، فيكون لكل طيف من أطياف هذا الوطن صوت وازن في السلطة الاشتراعية. أنا أشد العارفين يا معالي الوزير باسيل أنك لا تحبّ الكلام الطائفي، ولكن في عاصمة الكثلكة اسمح لي أن أقول شكراً لك باسم كاثوليك لبنان لأنك أعطيتهم في الوزارة مع فخامة الرئيس وفي التشكيلات الدبلوماسية ثمانية سفراء منذ قيام وزارة الخارجية والمغتربين، في الخارج والداخل، ونحن لك ممتنون وبشكل عام أعطيت المسيحية في لبنان سر وجوده وسر استمراره، قالوا عنك إنك عنصري وفئوي، لكن نحن نقول عنك إنك وطني بامتياز، فلا لبنان من دون مسيحيين، ولا لبنان من دون المسلمين».

والتقى باسيل في إطار جولته البقاعية برؤساء البلديات التي تنضوي تحت اتحاد بلديات البقاع الأوسط في حضور رئيس الاتحاد. وتحدّث باسيل عن «أهمية العيش المشترك رغم الاختلاف في السياسة»، قائلاً: «إن الوعي هو الأساس، والوعي نحصد منه الأمن والاقتصاد والإنماء، إذا كان الأمن وسلامة الناس غير متوفرين، فلا يمكننا أن نفعل شيئاً، وما تقومون به غير سهل في ظل هذا الكم الهائل من النازحين السوريين الذين أيضاً لهم متطلباتهم وحاجاتهم وهواجسهم وقلقهم، وليس من السهل أن تعطيهم مطلب الأمن والحل للقلق سوياً، كما وأنه ليس سهلاً على البلديات أن تستوعب هذه الصدمات الارتدادية الكبيرة، ولولا الحكمة والوعي لكنا وصلنا إلى حد الانفجار».

وتابع: «أما الأصعب فهو موضوع الإنماء في بلد مفلس مركزياً، الدولة لم تلتزم بدفع واجباتها تجاه البلديات. ففي قانون البلديات هناك بند يتعلق بتحويلات مالية شهرية من الخلوي، وتم تحديدها لكنها لم تدفع لكم بعد».

وختم باسيل: «نحن لسنا مع الريع، لأنها تكلف الدولة كثيراً، بل نفضل ان نقوم باستثمار المال من أجل تصدير التفاح والتبغ، ولفتح أسواق جديدة. نحن بحاجة إلى روزنامة اقتصادية مختلفة وعلينا مراجعة الاتفاقيات الموقعة بين الدولة اللبنانية والدول الأخرى».

وافتتح باسيل خلال جولته الى مدينة زحلة، مكتباً لـ «الوطني الحر – هيئة الراسية» في زحلة، بحضور الوفد المرافق وبحضور المطران درويش وفعاليات. وقال باسيل: «نحن كتيار أينما نحلّ يحلّ معنا الخير، ونحن نجلب التغيير والتجديد، علينا دائماً تجديد حياتنا السياسية ومشروعنا وفكرنا ربط لبنان بلبنان وبالمنتشرين، سنبقى نحمل المصالحة مع الجميع، ونحن اليوم نتحمّل ظلماً، وسنبقى لأننا الوعاء الكبير الذي يحمل الصغير لننقذ الوطن. سنبقى نعطي ليربح الوطن حتى لو خسرنا نحن قليلاً للحفاظ على المجتمع وطمأنينته ولنعيش بوحدة».

وزار باسيل قاعة كنيسة السيدة في بلدة قوسايا، بحضور رؤساء بلديات قرى شرق زحلة بحضور الوفد المرافق، وفعاليات وحزبيين.

وفي السياق أكد رئيس بلدية قوسايا خليل الكعدي، في كلمة بالمناسبة على ترحيبه بالزيارة التي أتت في وقت «دحر وتطهير جبالنا من الإرهاب»، جاعلاً «الفضل بذلك إلى تضحيات الجيش والمقاومة التي ارتوت ارضنا من دمائهم وفاحت رائحة العزة والكرامة، فألف تحية لجيشنا وشهدائه الأبرار ولشهداء المقاومة».

كما هنّأ خليل التيار الوطني الحر على التفاهمات والاتفاقيات التي «تُبرمونها مع التيارات السياسة وخاصة تفاهم حزب الله، وأتمنى أن يدوم طويلاً وألا تهزّه رياح المصالح السياسية الضيقة، فالتحالف قوة لنا ولكل اللبنانيين ونتمنّى أن تشمل هذه التحالفات جميع القوى السياسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى