رئيس الجمهورية: لا تراجع أمام الإرهاب ونتطلّع إلى قوّاتنا المسلّحة لتحقيق نصر جديد بعد تحرير منطقة غالية عند الحدود الشرقية
أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنّ لا تراجع أمام الإرهاب بكلّ وجوهه وتنظيماته، والجيش على جهوزيّة دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسّساتنا الأمنيّة، وقد كان لبنان سبّاقاً في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الإرهابيين في محطّات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبيّة، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسّك لبنان بتنفيذ القرارات الدوليّة ذات الصلة، داعياً إلى استثمار هذا الاستقرار لتحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيون.
مواقف رئيس الجمهورية جاءت في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال الذي رأسه لتقليد السيوف للضباط المتخرّجين في دورة حملت اسم المقدّم الشهيد صبحي العاقوري، الذي استشهد في معارك الجيش ضدّ تنظيم «فتح الإسلام» في نهر البارد عام 2007، لمناسبة العيد الثاني والسبعين للجيش اللبناني، في الكلية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية، والذي دعا إليه قائد الجيش العماد جوزف عون.
وحضر الاحتفال رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ونائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري، ونائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامّة غسان حاصباني، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وعدد من الوزراء والنوّاب وعميد وأركان السلك الدبلوماسي والملحقون العسكريون العرب والأجانب المعتمدون في لبنان، وعميد السلك القنصلي وأركان السلطة القضائية، وكبار الموظفين المدنيّين والعسكريّين ونقباء المهن الحرّة، وممثّلو المرجعيات الدينية والروحية، ورؤساء الجامعات والبلديات، إضافةً إلى عائلات الضبّاط المتخرّجين.
وقائع الاحتفال
وبدأ الاحتفال، وهو الأول منذ ثلاث سنوات نتيجة الشغور الرئاسي، مع وصول علم الجيش، فرئيس الأركان في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك ، فقائد الجيش، ومن ثمّ وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، وسط مراسم الاستقبال المحدّدة لكلّ منهم. بعد ذلك وصل تباعاً الرئيس الحريري، ثمّ الرئيس برّي، وأُدّيت لهما المراسم التكريميّة.
وعند التاسعة، وصل رئيس الجمهورية، فعزفت الموسيقى عزفة التأهّب، وبعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثمّ النشيد الوطني، ثمّ وضع الرئيس عون إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم الكلية الحربية، يحيط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان وقائد الكلية الحربية العميد فادي غريّب. وعزفت الموسيقى لحن الموتى ولازمة النشيد الوطني، ولازمة الشهداء، فيما ردّد تلامذة الضباط عبارة «لن ننساهم أبداً» ثلاث مرات على إيقاع الطبول.
ثمّ توجّه الرئيس عون إلى المنصّة الرسمية، لتبدأ وقائع الاحتفال بمرور تشكيلات جويّة من الطوّافات والطائرات وطائرة من نوع Cessna-Caravan حلّقت في سماء العرض، وحملت بعض الطوّافات الأعلام اللبنانيّة وأعلام الجيش. ثمّ تمّ تسليم بيرق الكلية الحربية من الدورة المتخرّجة إلى طليع السنة الثانية. بعد ذلك، تقدّمت الدورة المتخرّجة وهي تنشد نشيد الكلّية الحربية ووقف أفرادها في منتصف الملعب، حيث تقدّم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية، وطلب تسمية الدورة المتخرّجة قائلاً: «بِاسم هؤلاء الفتيان أطلب تسمية دورتهم دورة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري». وردّ الرئيس عون: «فلتسمّ دورتكم دورة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري».
قراءة المراسيم وتسليم السيوف
بعد ذلك، تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الجيش في القوّات البرّية والجوّية والبحرية وعددهم 156 ضابطاً. فيما تلا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مرسوم ترقية تلامذة ضباط المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي وعددهم 49 ضابطاً، والمديرية العامّة للأمن العام وعددهم 11 ضابطاً، والمديرية العامّة لأمن الدولة وعددهم خمسة ضباط. ثمّ تلا وزير المالية علي حسن خليل مرسوم ترقية ضباط مديريّة الجمارك العامّة وعددهم أربعة ضباط .
وقبل أن يباشر الرئيس عون تسليم السيوف إلى الضباط المتخرّجين في دورة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري، حرص على تسليم طلائع دورات 2014 و2015 و2016 سيوفهم في خطوة رمزيّة نظراً إلى تعذّر تسليم ضباط تلك الدورات سيوفهم نتيجة الشغور الرئاسي. فتسلّم طليع دورة 2014 الملازم أول محمد عكاري السيف بِاسم رفاق دورته التي حملت اسم الرائد الشهيد روجيه حرفوش، وتلاه طليع دورة 2015 الملازم أحمد السمروط الذي تسلّم السيف بِاسم رفاق دورته التي حملت اسم الرائد الشهيد ميشال مفلح، فيما تسلّم طليع دورة 2016 الملازم أحمد نجار السيف بِاسم رفاق دورته التي حملت اسم العقيد الشهيد نور الدين الجمل .
وعلى الأثر، سلّم الرئيس عون الضباط المتخرّجين للعام 2017 السيوف، تقدّم بعدها علم الجيش أمام رئيس الجمهورية، ثمّ تقدّم طليع الدورة المتخرّجة الملازم من قوى الأمن الداخلي علي حبّ الله وأقسم اليمين الآتية: «أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان». وردّد الضباط المتخرّجون «والله العظيم».
كلمة رئيس الجمهورية
ثمّ ألقى الرئيس عون كلمة، توجّه فيها إلى الضباط المتخرّجين بالقول: «أيها الضباط المتخرّجون، ختمتم اليوم أمس بنجاح مرحلة من حياتكم الدراسية لتبدأ حياتكم العملية، وقد شئتموها في قلب المؤسسات العسكرية، وبذلك اخترتم أن تكونوا حماة سيادة الوطن واستقلاله، والعين الساهرة على أمنه وحريّة شعبه وطمأنينته. يكفيكم فخراً يا ضباط دورة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري، أنّكم وسط التجاذبات السياسية، وخلافات الرأي، تشكّلون صخرة الأمان لوطنكم وشعبكم، وقلوب اللبنانيين من كلّ الأطراف، والأحزاب، والفئات تظلّلكم. فليس هناك إجماع لبناني أوسع وأكثر صلابة من الإجماع حول المؤسّسات العسكرية والأمنيّة. ولكم وللّبنانيين أجمعين في مثال المقدّم الشهيد الذي سمّيتم دورتكم على اسمه، خير دليل على تضحياتكم الجِّسام، وذودكم عن الوطن الذي ائتُمنتم على أمانه وسلامه حتى الشهادة».
وفي معرض توجّهه إلى العسكريين، اعتبر رئيس الجمهورية أنّ «الجندية، كما تعرفون من عقيدتكم العسكرية، ليست وظيفة إنّما رسالة فعندما يستبسل الجندي على الجبهة ويواجه الخطر بصدره، فهو لا يفعل ذلك طمعاً براتب أو برتبة، بل إيماناً منه برسالته وبدوره، وإدراكاً منه أنّ مسؤولية حماية أرضه وأهله تقع على عاتقه، حتى ولو كلّفه ذلك حياته. ولكن، إذا كان الاستشهاد حاضراً في وعينا دائماً فهو ليس غايتنا، فنحن لا نقاتل لنستشهد، إنّما لنحيا بكرامة وبأمان نحن وأولادنا وكلّ شعبنا. وإذا سقط منّا شهداء في ساحات الشرف، فوعدنا لهم يكون دائماً أن نكمل المسيرة، من دون أن ننسى من هم على عاتقهم، آباء وأمهات وزوجات وأولاداً، فنؤمّن لهم العيش بكرامة في وطن حرّ آمن يطمئنّون فيه إلى يومهم وغدهم.
وفي محطّة وجدانية بامتياز، أضاف رئيس الجمهورية: «أيّها الضباط المتخرّجون، عام 1958، وقفت وقفتكم هذه، تسلّمت سيف البطولة وأقسمت يمين القيامِ بالواجب حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان. هذا القسم لم يكن مجرّد كلمات ردَّدتها عند التخرّج وانتهى مفعولها بانتهاء الاحتفال، هذا القسم أصبح منذ ذاك اليوم جزءاً من ضميري ووجداني ورسم مسيرة حياتي. والوفاء به كلّفني الكثير الكثير من التّعب والتضحيات، ولكنّه منحني أغلى ما في الحياة، منحني راحة الضمير الحر. واليوم، أنتم تقسمون اليمين إيّاه، فإن وفيتم به ستتعبون حتماً، ولكنّكم تنامون مرتاحي الضمير، وإن تجاهلتموه قد ترتاحون جسداً ولكن حتماً ستتعبون ضميراً. وكلّي ثقة بأنّكم ستختارون نقاء الضمير وراحته».
وأضاف رئيس الجمهورية: «أيّها الضباط المتخرّجون، أيّها العسكريّون، ليست المرة الأولى التي أخاطبكم فيها، بل لطالما كنتم أسرتي ورفاقي حين كنت في مواقع القيادة والقرار. ولكن للمرة الأولى أتوجَّه إليكم قائداً أعلى للقوات المسلّحة. وتشاء الظروف أن يتزامن تخرّجكم اليوم مع تحدّيات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات العسكرية والأمنيّة لمواجهة أخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان. وقد نجحتم في تفكيك الكثير من الشبكات والخلايا الإرهابيّة، وتحقيق ضربات استباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم. وآخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلاميّة، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها. فيما نتطلّع الآن إلى قوّاتنا المسلّحة المتأهّبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقّى من أراضٍ استباحها الإرهاب لسنوات، وكلّنا أمل في أن تسهم هذه التطوّرات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسّستهم واللبنانيّين أجمعين».
وتابع: «وأؤكّد أمامكم أنّه لا تراجع أمام الإرهاب بكلّ وجوهه وتنظيماته. والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسّساتنا الأمنية. وقد كان لبنان سبّاقاً في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الإرهابيّين في محطات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسّك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا أن نستثمر هذا الاستقرار، كمسؤولين سياسيّين، في تحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيّون».
وقال الرئيس عون للعسكريين أيضاً: «أيها الضباط المتخرّجون، أيّها العسكريون، إنّ الأخطار التي تتهدّد الوطن كثيرة، على الحدود وفي الداخل، وقد علّمتنا تجربة السبعينيات أنّ الوطن لا يبقى موحّداً إذا شُلّ جيشه، فشلّ الجيش شلّ للوطن، شلّ للأمن والاستقرار، شلّ للكرامة الوطنية. فلا تسمحوا لحملات التشكيك بالنَّيل من معنويّاتكم، وكونوا على قدر المسؤولية، ومناقبيّتكم العسكريّة كفيلة بحمايتكم من الخطأ. أنتم درع الوطن، والتحدّيات التي تواجه وطننا ومجتمعنا تفرض أكثر من أيّ وقت مضى أن تكونوا يداً واحدة، أنتم وجميع إخوة السلاح في سائر القوى الأمنيّة، وأن تعملوا معاً للهدف نفسه: حماية لبنان، حماية حدوده، أمن داخله، وسيادة القانون فيه.»
وختم عون: «المهمّات الصعبة قدركم جميعاً، والآمال المعقودة عليكم كبيرة، وثقة اللبنانيّين بكم لا حدود لها، فتذكّروا دوماً أنّكم أصحاب قسمٍ، وحملة رسالة شرف وتضحية ووفاء، والأمانة التي تتسلّمونها اليوم هي أمانة شعب ووطن، فحافظوا عليها. عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان».
عرض التحية
وبعد انتهاء كلمة رئيس الجمهورية، أمر قائد العرض العميد غريّب القوى المشاركة بالاستعداد لعرض التحية. وفيما غادرت القوى الملعب الأخضر، عُرض فيلم وثائقي عن الجيش والكلية الحربية.
بعد ذلك بدأ عرض التحيّة الذي شارك فيه تباعاً: موسيقى الجيش، الأعلام والبيارق، الضباط المتخرّجون، الكلية الحربية، معهد التعليم مدرسة الرتباء ، القوّات البحرية والجوية، لواء المشاة الحادي عشر، المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي، المديريّة العامّة للأمن العام، المديريّة العامّة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامّة، فوج المغاوير.
وبعد انتهاء عرض التحية، أمر طليع الدورة المتخرّجة بتوشيح الحسام ثمّ بغمده، وسار الضباط المتخرّجون وهم ينشدون نشيد الجيش، ولدى وصولهم إلى نهاية الملعب رمى الضباط قبّعاتهم وسط تصفيق الحضور. وعلى الأثر، تقدّم قائد العرض من الرئيس عون معلناً انتهاء الاحتفال.
الصورة التذكاريّة
ثمّ توجّه الرئيس عون ورئيس مجلس النوّاب ورئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والمالية وقائد الجيش ورئيس الأركان والمدراء العامّون لقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة ورئيس المجلس الأعلى للجمارك ومديرها العام، وقائد الكلية الحربية إلى ساحة الشرف، حيث صافحوا ضباط الكلية والتقطت الصورة التذكاريّة للضباط المتخرّجين. ثمّ دخل الجميع إلى ردهة الشرف ورفع قائد الجيش الكأس لشرب نخب رئيس الجمهورية، وقدّم قائد الكلية العميد غريّب السيف الهديّة إلى الرئيس عون الذي سلّمه إلى طليع الدورة المتخرّجة الملازم حب الله، وصافح أفراد عائلته وعائلة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري، ثمّ قطع قالب الحلوى.
السجلّ الذهبي
وبعد التقاط الصور التذكارية، وقّع رئيس الجمهورية السجلّ الذهبي للكلّية الحربية، حيث دوّن الكلمة الآتية: «أيّها العسكريون، ما من تضحية اعظم من تلك التي تبذلونها في سبيل الوطن وحريّته وأمانه، ما من شرف أسمى من ذلك الذي تجسّدونه وأنتم تستبسلون دفاعاً عن الأرض والهويّة، وما مِن وفاء أنبل من ذاك الذي تحملونه في قلوبكم عندما تقدّمون أغلى ما تملكون فداءً عن شعبكم وأهلكم… هي الجندية مدرستنا، حيث الشعار يغدو التزاماً ورسالة ومسيرة حياة، وحيث الإرادة والإقدام والإيمان تزحزح الجبال. الآمال المعقودة عليكم كبيرة، ثقتي بكم لا حدود لها، حماكم الله».
دوّن الرئيس برّي بدوره، الكلمة الآتية: «قديماً قيل: الصحة والأمان نعمتان مجهولتان، في الجيش اللبناني صحّة لبنان ومنه أمانة اللبنانيّين».
وكذلك، دوّن الرئيس الحريري الكلمة الآتية: «يغمرنا شعور بالفرحة والاعتزاز، لمعاودة حفل تخريج ضباط المدرسة الحربيّة السنوي، برعاية فخامة الرئيس العماد ميشال عون. مبروك للضباط المتخرّجين، ورهاننا دائماً عليهم وعلى رفاقهم ضباط وجنود الجيش البواسل، في الذود عن الوطن وإعلاء راية الشرعيّة فوق كلّ الرايات».
ودوّن الوزير الصرّاف الكلمة الآتية: «في يوم عمادك الثاني والسبعين يا جيشنا الحبيب، اجتمعنا في رحاب مصنع الرجولة والبطولة، لتخريج سرب من الضباط النسور، ليكونوا مشعلاً ينير درب البطولة والشهادة، مقلّدين إيّاهم سيوف الحق، واضعين لبنان أمانة في أعناقهم، مكملين العهد الذي سار عليه رفاقهم الشهداء.
أنت يا من سطرت بأحرف من ذهب مجدنا وعزّتنا وكرامتنا، بملاحم لا تنسى، عنوانها البطولة والشرف والتضحية والوفاء، كلّ عام وأنت الجامع والضامن والعصيّ على الفتن والإرهاب وأعداء الوطن».
كذلك دوّن الوزير خليل الكلمة الآتية: «تحيّتي إلى الأبطال الذين يختزنون وفاء الحاضر للماضي، وتوقه إلى المستقبل، والذين يملكون جرأة البرق في الإفصاح، وتمرّس الرعد في الإنذار، وقوة الحقيقة في التجلّي، الذين بصخبهم المدوّي، يحملون لبلدنا طمأنينة الغيم الأبيض المتهادي».
وكانت للوزير المشنوق الكلمة الآتي نصّها: «قطار الأمن والأمان اللبناني، وإن تعدّدت عرباته من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وجمارك، فهي تبقى مترابطة في تكوينها، متماسكة في تحرّكها، ثابتة في مسارها، مؤمنة وملتزمة بالعمل المشترك من أجل تأمين العبور إلى محطة وصول واحدة تحمل عنواناً ثلاثياً ذهبياً: حماية الدولة وصيانة سيادتها. استمرار عمل المؤسسات الدستورية. ضمان الحرية للشعب اللبناني.
فتحيّة إجلال للشهداء الذين عبّدوا بأجسادهم هذه السكّة، وتحية وفاء وتقدير للجيش اللبناني رافعة هذا القطار وقوّة دفعه الأساسية».
ودوّن قائد الجيش في السجلّ الذهبي الكلمة الآتية: «مع تخرّج دورة المقدّم الشهيد صبحي العاقوري، تضيء نجوم جديدة في سماء الجيش، تشعّ بنور الوعي والمعرفة والمسؤوليّة أمام خطى ضباط أقسموا على القيام بالواجب العسكري كاملاً، دفاعاً عن العلم وذوداً عن تراب الوطن. الكلّية الحربيّة كانت وستبقى مصنع الرجال، رجال الغد الذين سيتولّون الحفاظ على أمانة الأسلاف، والمضيّ قُدُماً بشعلة الجيش على طريق الشرف والتضحية والوفاء. أسمى التهاني إلى الملازمين المتخرّجين وأفراد عائلاتهم، وكلّ التقدير للكلّية الحربية، قيادة وضباطاً وعسكريين من مختلف الرتب، وأثني على جهودهم وحرصهم على بقاء هذا الصرح العريق، منارة للتضحية والمعرفة، ومقصداً للشباب الطامح إلى خدمة الوطن. تحيّة إكبار وإجلال إلى روح المقدّم الشهيد صبحي العاقوري وجميع شهداء الجيش، وأخلص أمنياتي للمتخرّجين بمستقبل مزهرٍ بالنجاح والتفوّق».
وعلى الأثر، غادر رئيس الجمهورية الكلية الحربية مودَّعاً بمثل ما استُقبل به من حفاوة وتكريم.
وكان وزّع على الحضور خلال الاحتفال، كتيّب حمل عنوان: «بمجدك احتميت»، تضمّن كلمة الرئيس عون في السجلّ الذهبي، إضافة إلى أمر اليوم لقائد الجيش، ونبذة عن تاريخ الجيش اللبناني منذ بداياته حتى اليوم، وصوراً تاريخيّة مختلفة حول احتفالات تقليد السيوف للضباط المتخرّجين في مختلف السنوات، لمناسبة عيد الجيش السنوي.