التلّي في إدلب… الحلقة الأضعف

معن حمية

الإرهابيون وعائلاتهم والأسماء التي وُضعت على القوائم، لمغادرة جرود عرسال، والتي تقدّر جميعها بنحو عشرة آلاف شخص، كلها ستغادر الجرود حكماً، وإنْ تأخرت هذه المغادرة يوماً أو بضعة أيام.

الحديث راهناً ليس عن موعد ترحيل الإرهابيين وعائلاتهم، بل عن تداعيات الهزيمة التي ألحقتها المقاومة بجبهة النصرة في جرود عرسال، والتي ستؤدّي الى انفجار الوضع بين الكائنات الإرهابية، خصوصاً أنّ هذه الكائنات جميعها تتوجه إلى مدينة إدلب السوريّة، التي تحوّلت ملاذاً للمجرمين والقتلة.

هذا الكمّ الكبير من أعداد الإرهابيين الذين يتجمّعون في إدلب، كفيل بتحويل هذه المدينة ساحة حرب نفوذ وتصفيات بين «أمراء» الإرهاب. وما يعزّز هذه الفرضية، الاقتتال الذي حصل على مراحل عدّة، بين «أخوة الإرهاب»، ما يعني أنّ إدلب صارت قنبلة موقوتة وموصولة بصواعق عدّة، فما أن ينفجر واحد منها حتى تنفجّر الصواعق كلّها.

ليس خافياً أنّ الهجرات الإرهابية الى إدلب، حوّلت هذه المدينة مربّعاً خطراً، ووضعتها على فوهة بركان مصيره الانفجار في أيّ لحظة. حيث إنّ الاحتمالات كلّها واردة، وأوّلها الصراع عنيفاً داخل البيت الإرهابي الواحد.

وأمام الواقع الإرهابي الذي يتحكّم بمصير إدلب، فإنّ السؤال: هلّ يتمكّن الإرهابي أبو مالك التلّي من اقتطاع إمارة له في إدلب كالتي كانت في جرود عرسال؟ وهل يستطيع أن يستقلّ بملايين الدولارات التي بحوزته، ويمنع «حسبة» النصرة من وضع يدها على هذه الأموال وإدراجها في حساباتها المخصّصة لأعمال إرهابية؟

إنّ من يتابع الأوضاع في إدلب يدرك أنّ التلّي لن يتمكّن من مقارعة أمراء الإرهاب هناك، فهو الحلقة الأضعف بينهم، وفي سجلّه ما يزيد على الخمس هزائم، بين فرار وهروب وخضوع، وهو لن يجد في إدلب شخصاً بمواصفات «أبو طاقية»، الذي كان «دالوله» إلى مواقع الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بهدف قتل العسكريين واختطافهم.

في إدلب المنتفخة بالإرهاب، يحسب إرهابيّو الجرود المرحّلين قسراً ألف حساب، لذلك فإنّ التلّي وربما آخرين، هم في اللحظات التي تسبق صعود الحافلات، يضربون أخماساً بأسداس، لأنهم يتجرّعون كأس الهجرة المُرّة إلى إدلب، بعدما تجرّعوا كأس الهزيمة في الجرود اللبنانية الوعرة.

لم يعُد أمام مَن سجّلوا أسماءهم على قوائم التلّي للترحيل سوى الرحيل، فبعضهم إرهابيون بامتياز، وبعضهم نزع عنه ثوب النزوح. ولأكذوبة النزوح حديث آخر…

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى