العبادي: مشروع قانون عراقي أمميّ لـ«ملاحقة الإرهاب»

دعا رئيس وزراء العراق، حيدر العبادي، دول العالم إلى عدم التراخي أمام خطر الإرهاب، وكشف عن تقديم بلاده مشروع قانون «ملاحقة الإرهاب» إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال العبادي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنّ العراق اقترح مشروع قانون ملاحقة الإرهاب أمام مجلس الأمن الدولي.

واعتبر العبادي، أنّ إعادة الاستقرار إلى المناطق المحرّرة أولويّة قصوى، مضيفاً: «نستطيع أن نحقّق الانتصار في إعادة الإعمار كما حقّقناه على داعش».

يُشار إلى أنّ العبادي أكّد، في وقت سابق، أنّ خطر الإرهاب لا يهدّد العراق فقط، بل يهدّد دول المنطقة والعالم.

وأكّد رئيس الوزراء حيدر العبادي، قرب إصدار قرار عسكري لانطلاق عمليات تحرير مدينة تلّعفر التي لا يزال تنظيم «داعش» يسيطر عليها.

وذكر أنّ الاستعدادات قائمة لتحرير ما تبقّى من الأراضي «المحتلّة»، وهنالك ضربات جويّة منظّمة للتهيئة لتحرير مدينة تلّعفر في الواقعة شمال الموصل، مشيراً إلى أنّه جرى وضع خطة وتمّت مراجعتها قبل يومين.

وقال: «العملية سائرة، ولا أحدّد موعداً، لوجود جانب عسكري وآخر لوجستي، يتعلّقان بتوفير الغطاء الجويّ وننتظر قرار القادة العسكريين لإعلان الانطلاق».

وأضاف: «أنّنا مصرّون على مشاركة جميع القطعات لتحرير هذه المناطق، ولا نريد أيّ تباطؤ في عمليات التحرير، ووضعنا جدولاً زمنيّاً لإعادة النازحين إلى أيمن الموصل، ومستمرّون بإعادة الخدمات الأساسية»، مبيّناً أنّ أعداد الـ»دواعش» المتخفّين بدأ يقلّ.

ميدانيّاً، أطلقت قوّات الأمن العراقيّة أمس عملية واسعة بُغية ملاحقة خلايا نائمة تابعة لتنظيم «داعش» شمال شرقي محافظة ديالى.

ونقل موقع «السومريّة نيوز» العراقي عن رئيس مجلس قضاء المقدادية، عدنان التميمي، قوله إنّ العملية التي تشارك فيها قوات مشتركة من الشرطة والجيش والحشد الشعبي تطال خمس قرى في القضاء الذي يبعد 35 كم شمال شرقي مدينة بعقوبة.

وأضاف المسؤول، أنّ العملية تأتي ضمن إطار المساعي الرامية من قِبل قوات الأمن لتأمين المحيط الزراعي في مركز القضاء، والحيلولة دون أنشطة الجماعات المتطرّفة.

من جانبه، أوضح ضابط الشرطة النقيب حبيب الشمري، في حديث إلى وكالة «الأناضول»، أنّ قوّات الأمن حصلت على معلومات موثوقة تؤكّد تواجد عدد من المطلوبين المرتبطين بتنظيم «داعش» في أطراف قضاء المقدادية، مضيفاً أنّهم متورّطون في تنفيذ اغتيالات واستهداف أرتال للقوات الأمنيّة بعبوات ناسفة.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه العملية ليست الأولى من نوعها خلال الأسابيع القليلة الماضية في المحافظة التي استولى مسلّحو «داعش» في صيف عام 2014 على مناطق واسعة فيها، وكانوا يحتفظون بسيطرتهم عليها إلى حين تحرير المحافظة بشكلٍ كامل على أيدي القوّات الحكوميّة عام 2015.

إلى ذلك، توقّع قائد عمليات نينوى، اللواء الركن نجم الجبوري، أنّ معركة تلّعفر ستكون سريعة ولن تستغرقَ ما استغرقته معركة الموصل من وقت.

وقال، إنّ القوّات العراقية ستحقّق انتصاراً سهلاً في المعركة القادمة لاستعادة تلّعفر، وهي معقل لتنظيم «داعش»، لأنّ هناك ما يصل إلى ألفَيْ مقاتل «داعشي» يعانون الإجهاد وانخفاض الروح المعنويّة.

وبعد أقلّ من شهر من إعلان النصر بمدينة الموصل، تستعدّ القوّات العراقيّة لمهاجمة تلّعفر التي تقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل، فيما ستكون المعركة الكبيرة القادمة ضدّ المتشدّدين.

وقال اللواء نجم الجبوري، «في معركة تلّعفر ما أعتقد راح تكون معركة كبيرة ومعقّدة، ما أعتقد العدو منهك بشكل كبير وهو محاصر منذ فترة طويلة، يتلقّى ضربات يومياً بالليل وبالنهار، سواء هذه الضربات من قبل قوات التحالف أو من قبل القوات الجوية العراقية».

وقال الجبوري، إنّ المعركة ستكون بسيطة بالمقارنة بالقتال العنيف لاستعادة الموصل الذي استمرّ تسعة أشهر، وكلّف القوّات العراقية الكثير.

وقال الجبوري الذي كان رئيساً لبلدية تلّعفر حين اجتاحها «داعش» قبل أكثر من عشر سنوات، «أعرف من خلال تقارير استخباريّة أنّ معنويّاتهم في الحضيض، وأيضاً يحاولون جهد الإمكان الهروب من تلّعفر بكلّ الوسائل».

وقدّر الجبوري، أنّ هناك ما بين 1500 و2000 متشدّد في تلّعفر. وقد يشمل هذا الرقم بعض أفراد أسرهم الذين يساندونهم، وقال: «إحنا من خلال الاستطلاع الجوي.. من خلال بعض المعلومات، لأن همّا يمنعون المدنيّين.. يعني ما يخلّون أحد يصور مناطقهم، لكن أتصوّر أنّ عددهم ما يزيد على 1500 إلى 2000 مقاتل».

وقال، إنّ هذا عدد كبير لكنّ تضاريس الأرض في صالح القوّات العراقية.

ويعتقد الجبوري، أنّ بين المتشدّدين المتبقّين الكثير من الأجانب من تركيا والجمهوريات السوفييتية السابقة وجنوب شرقي آسيا، ويقول إنّهم محاصرون بعد أن قطعت القوّات العراقية كلّ الطرق بين الموصل وتلّعفر هذا العام.

وشنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جويّة داخل تلّعفر وحولها، ممّا مهّد الطريق للقوّات العراقية، لتقتحم المدينة بعد أن تنظّم صفوفها وتتعافى من معركة استعادة الموصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى