الصرّاف في مهرجان الوفاء لأسرى الجيش في طرابلس: نحيّي من فاوض وسمح برحيل مقاتلين أعداء

أقامت المنظّمة الدولية للسلم والأمن الدوليّين مهرجان الوفاء لأسرى الجيش في ساحة جمال عبد الناصر التل وسط مدينة طرابلس، برعاية وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، وحضور ممثّلين عن الأحزاب السياسية وفعّاليات وأهالي العسكريين المخطوفين في عرسال.

وبعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت، ألقى الوزير الصرّاف كلمة قال في مستهلّها: «من يفكّر أنّ طرابلس لا تحب الجيش مخطىء جداً. وفي عيد الجيش، أريد أن أتوجّه إلى كلّ عسكري بالتحيّة والتقدير. وأريدكم أن تعرفوا أنّ يعقوب الصرّاف ابن الدكتور رياض الصرّاف لا يلزمه حماية أمنيّة في طرابلس».

أضاف: «اليوم عندنا رئيس جديد وحكومة، وجيش وراءه رجال لا يخشى لا على طرابلس ولا على أسرانا. أنا وزير وأقول لكم إنّ هذه المؤسسة في عهدة قائد جيش، وهذا القائد يسمع للقائد الأعلى للقوّات المسلّحة وهو مظلّة للجميع. ويطلب القائد من الوزير ما يحتاجه، والوزير يلبّي ويقوم بتغطية هذه المؤسسة ويطلب منها أن تقف في خدمة الناس والبلد، وأن تقف إلى جانب المفقودين، وعندما يتعهّد الوزير أمامكم بأنّنا لن ننسى، فهذا يعني أنّنا لن ننسى مكاناً ولا قميصاً ولا بارودة. ويجب أن نحيّي اليوم الذين فاوضوا وسمحوا برحيل مقاتلين كانوا أعداءنا ولا يزالون، ولكنّنا نحن نقول لهم إنّنا لا نذبح، ولا نؤذي. أنت اختطفت أهلنا وغلبت في معركة، لكنّنا رجال ونقول لك ارجع إلى بلادك. ومن يفكر أنّ كلّ النازحين متطرّفون مخطئ، ومن يفكّر أنّ كلّ النازحين قدّيسون أيضاً هو مخطئ».

وتابع الصرّاف: «لقد قرّرت طرابلس أن تتذكّر الأسرى، لماذا؟ لأنّها تعرف قيمة العسكري وتعرف قيمة الأرض. وأنا عندما قالوا لي إنّهم بصدد أمسية وفاء للمفقودين، قلت هي طرابلس التي تفتح قلبها لابن مغيط وابن المصري وابن وهبة وابن ذبيان وابن اليوسف وابن الحسن وابن عمار وابن الحاج حسن وابن متلج وابن خضر».

ووجّه حديثه لحسين يوسف والد العسكري المخطوف لدى «داعش»، قائلاً: «أنا أقول من هنا إنّ الجيش لن ينسى أسيراً ولا مفقوداً، لا لسنة، لا لسنتين ولا لعشر سنوات ولا لخمسين ولا لمئة سنة. ليس من أجلك أنت، بل كرمى لذاك العسكري «المشحر» الواقف هناك، لأنّك إذا لم تهتم بالمفقود الذي فقدت، هو لن يهتم بي. وإذا المفقود الذي فقدت ليس في ذمّتي، فمن سيفي دينه؟». وتوجّه إلى أهل المفقودين، قائلاً: «يا أهل المفقودين أهلكم أهلي، أولادكم أولادي، ودمعك يا أمّ دمعي، لا تظنّي أبداً أنّ الوزير أفضل منك أو أحسن، أنت أعطيت هذه البلاد أكثر منّي بقليل، فمن يلبس ولده البزّة العسكرية كما الوالد الذي يزوّج ابنته فيربّيها ويحميها وتكبر فيأتي غريب ويأخذها، حتى أنّه يأخذ منها اسمها. وأنت ابنك عندما لبس بزّته العسكرية، نزع دينه وطائفته وبيته وعائلته وارتدى هذه البزّة. هل سنترك لغريب أن ينتزعها منه؟ أو هل سندع البزّة تنسى من يلبسها؟ ابنك من يصنع البزّة لا العكس، من هنا الوعد ألّا ننسى ابنك، بل ممنوع أن ننساه».

وألقى كلمة أهالي العسكريّين المخطوفين في عرسال نظام مغيط، لفت فيها إلى أنّها «الذكرى الثالثة واللوعة»، وتوقّف عند ما قامت به والدة البزال في جرود عرسال، مؤكّداً أنّ «أهالي العسكريّين يبكون دماً سائلاً، ماذا فعل الوطن من أجل العسكريين المخطوفين؟». وقال: «من يريد أن يتكلّم عن هيبة الدولة فليحضر العسكريّين ثمّ يتحدّث عن هيبة الدولة، وأنّ أهالي العسكريين قبل اختطاف أبنائهم لم يكونوا مهتمّين بالسياسة، ولذلك هم ينفون ما أُثير من اتهامات بأن يتحرّكوا لأسباب غير تلك المرتبطة بغياب أبنائهم».

وتوجّه إلى الصرّاف قائلاً: «نوليك يا معالي الوزير أمانة العسكريين. هذه أمانة وأنت رضيت أن تحملها، وأنت أهل لها. وأنت أمام مسؤولية إسكات الشائعات وتحرير العسكريّين، حتى تعود الهيبة للدولة اللبنانية».

وختم مشدّداً على أنّ «عيد الجيش عيد كلّ عسكري يجسّد أرزة العلم اللبناني».

وفي الختام، وزّعت دروع تكريميّة على المشاركين، كما قدّم خليل درعاً تقديريّة للوزير صرّاف، واختتم الحفل بسهرة فنّية لمناسبة عيد الجيش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى