شارع النجمة.. معلم أثري من أوابد السويداء القديمة

سهيل حاطوم

يعتبر شارع النجمة أحد أهم وأقدم الشوارع والمعالم الأثرية والسياحية في المدينة القديمة في السويداء التي تضم أوابد أثرية هامة تعود الى مختلف العصور.

وتضم المنطقة الممتدة من شارع النجمة الأثري الى قوس الكنيسة الصغرى الأثرية في مدينة السويداء عدداً من المواقع الأثرية الهامة، أبرزها ميدان الخيل والحمامات وكنيسة مربعة الشكل.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان الى أن أعمال البعثة الوطنية للتنقيب في موقع قصر النجمة بالسويداء المجاور للشارع كشفت خلال الأعوام الماضية عن عدد كبير من السرج الفخارية مختلفة الأحجام والألوان مزخرفة بزخارف نباتية وهندسية تعود على الأغلب إلى الفترة الرومانية، إضافة لبعض اللقى البرونزية، كالأساور والخواتم وقطع النقد وأقراط ذهبية وخرز.

ويلفت كيوان إلى أن أعمال التنقيب داخل المدفن الواقع الى الشمال من البرج الحجري الدائري في منطقة قصر النجمة، أظهرت أنه من أكبر المدافن في المنطقة ويشكل نموذجاً فريداً للمدافن القببية والدائرية الشكل المتوسطة الحجم المبنية بحجارة موجهة وكبيرة تعود الى العصر الهلنستي النبطي الممتد بين القرنين الثاني قبل الميلاد والأول الميلادي.

ويبين كيوان أن الكشف عن الجزء الجنوبي لبوابة السويداء الغربية الأثرية غرب منطقة دوار النجمة والتي تعود الى الفترة النبطية الرومانية في نهاية القرن الأول الميلادي، وتُعدّ صلة الوصل بين مدينة السويداء في تلك الفترة ومنطقة قوس النصر شرقاً وشارع النجمة، بالإضافة الى الكشف عن الجزء اليساري السفلي للبوابة الأثرية لمدينة السويداء والتي يعود تاريخها أيضاً الى نهاية القرن الأول الميلادي وتقع الى شمال شارع النجمة. ويؤكد أن مدينة السويداء القديمة هي مدينة متكاملة تشابه الى حد ما مدينة بصرى لجهة وجود البوابات والأسوار وأبنية الخدمات العامة والمسارح والحمامات الأثرية ويدلّ أيضاً على أن زائر المدينة كان يدخلها من بوابة رئيسية في نهاية شارع النجمة الذي يمتد الى قوس النصر.

يشار الى أن تاريخ السكن في مدينة السويداء يعود الى الألف الثانية قبل الميلاد. وهي تزخر بالعديد من الأوابد الأثرية النبطية والرومانية والبيزنطية، أبرزها الكنيسة الكبرى التي تطل واجهتها على الشارع المحوري مباشرة ويعود تاريخ بنائها الى القرن السادس الميلادي، كما تنقسم المدينة القديمة الى ثلاثة أحياء أولها الحي الشمالي الغربي الذي كشف فيه خلال السنوات الماضية عن سور المدينة وقلعتها وقصر الحاكم وعناصر سكنية كنعانية وآرامية، والحي الشرقي الذي يعود الى نهاية العصر الهلنستي وقبل الروماني ويتضمن المعبد النبطي وبركة الحج، والحي الجنوبي الذي يعود للفترة البيزنطية ويتضمن المسرح الكبير والمسرح الصغير الأوديون وطرقاً وكاتدرائية ومعبد آلهة المياه والكنيسة الصغرى.

سانا