بري: انتصار المقاومة والجيش في جرود عرسال وحّد اللبنانيين أكثر

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري من طهران أن «الوحدة الوطنية اللبنانية والتنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني صنع الانتصارات». وتابع بري بالقول «في العام 1978 احتلت «إسرائيل» جزءاً من الجنوب وصدر القرار 425 الذي تقدّمت به أصلاً الولايات المتحدة الأميركية، وانتظرنا 4 سنوات ولم تنسحب «إسرائيل»، بل وصل شارون بيروت وقصفها ودمّرها، فكان خيار المقاومة الذي أنشأه الإمام موسى الصدر».

وتوقّف بري خلال لقائه الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني في القصر الرئاسي في العاصمة الإيرانية طهران، عند انتصارات شهر تموز من العام 2006 في الحرب على العدو «الإسرائيلي»، وفي العام 2017 على الإرهاب، مؤكداً الوحدة الوطنية اللبنانية والتنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني في صنع الانتصارات.

وإذ هنأ بري الرئيس روحاني بأدائه القَسَم لولاية جديدة، أشاد بالتظاهرة الدولية التي شهدتها طهران يوم الجمعة، والتي «برهنت أن إيران غير محاصَرَة أو معزولة».

كذلك شدد الرئيس بري على أهمية الانتصار على الإرهاب في جرود عرسال، وقال «هذا الانتصار وحّد اللبنانيين أكثر. وتطرّق بري إلى الوضع في المنطقة معرباً مرة أخرى عن قلقه مما يحاك للعراق وسورية في إطار تقسيم المقسم»، مشيداً في المقابل بانتصار انتفاضة الشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى والقدس.

هنأ الرئيس الإيراني بدوره، الشيخ حسن روحاني لبنان بالانتصار على الإرهاب في جرود عرسال، مؤكداً أن «هذه الانتصارات التي يحققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته أكان على الكيان الصهيوني أو على الإرهاب، جعلته في مكانة كبيرة، ويُحسَب له ألف حساب في المنطقة».

وأعرب الشيخ روحاني عن تقديره للوضع في لبنان على صعيد مسار عمل المؤسسات الدستورية، وقال للرئيس بري «لا شك في أننا نعلّق أهمية كبيرة على دوركم باعتباركم شخصية مرموقة وموضع احترام وتقدير تجاه استقرار لبنان وتقدّمه، وكذلك في توطيد علاقات التعاون بين إيران ولبنان. وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لنا».

كذلك أكد الرئيس روحاني وقوف إيران إلى جانب الشعب اللبناني في مقاومته ضد الإرهاب والعدو «الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «الوقائع برهنت أن ليس أمام الشعب اللبناني إلا خيار المقاومة لمواجهة هذين الخطرين».

والتقى الرئيس بري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعرض معه التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة على مدى أكثر من ساعة، تقدّم خلالها ظريف بالتهنئة للشعب والجيش والمقاومة في لبنان للانتصار على الإرهاب، قائلاً «إن الشعب اللبناني يُعطي دائماً دروسا في المقاومة، ويثبت أنه يمكن بالمقاومة أن ننتصر دائماً على أعدائنا».

استقبل الرئيس بري في مقرّ إقامته رئيس معهد العلاقات الدولية الإيرانية كمال خرازي، ودار الحديث حول التطوّرات في المنطقة.

وكان بري بدأ زيارته لطهران بلقاء رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، بحضور عدد من أعضاء المجلس وسفيري البلدين فادي الحاج علي ومحمد فتحعلي. ودار الحديث حول العلاقات والتعاون بين البلدين، والوضع في المنطقة.

وقال الرئيس بري: «إن هذا الوضع الأمني الجيد في لبنان يعود بعد الله بفضل وحدته الوطنية ودور جيشه والقوى الأمنية في محاربة الإرهاب.»

وتناول قضية النازحين فقال «إن كل لبنانيين اثنين يقابلهما ضيف من إخوتنا السوريين والفلسطنيين، وهذا ما يترك أعباء جسيمة على أكثر من مستوى على لبنان».

وتابع: «لبنان لديه مليون ونصف المليون نازح سوري، وقد تجاوز عدد الولادات السورية في لبنان مئات الآلاف. ورغم أنه يوجد تمثيل دبلوماسي متبادل، واتفاقات بين البلدين كان آخرها اتفاق شراء الكهرباء من سورية منذ حوالي أسبوع. ومع ذلك كله، لبنان لا يتكلّم مع سورية في موضوع النازحين وأستطيع أن اقول إننا لو قمنا بذلك لتمكّنا من إعادة مئات آلاف النازحين إلى سورية من خلال التنسيق بين الدولتين».

وفي ذكرى حرب تموز أردف الرئيس بري: «إسرائيل» تُعدّ نفسها أهم دول العالم عسكرياً وحربياً، وهي مما لا شك فيه أكثر بلد يتلقى الدعم العسكري، ولكن رغم ذلك فقد انتصر اللبنانيون عليها في تموز بوحدتهم وبالمقاومة التي كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية الفضل الأكبر في دعمها وتعزيزها وتقويتها».

وأضاف: لبنان له حدود برية مع فلسطين وسورية، وقد جاء الخطر الثاني بعد العدو «الإسرائيلي» من الإرهابيين الذين احتلوا مساحة في الجرود الشرقية شبيهة بمزارع شبعا، والاعتداء هو اعتداء. صحيح أن الإرهاب الأكبر هو «إسرائيل»، ولكن لا فرق بين إرهاب صغير وإرهاب كبير فالإرهاب إرهاب وتجب مواجهته وإزالته. ومما لا شك فيه أن انتصار المقاومة في جرود عرسال وضع لبنان أمام خيار استكمال تحرير الأرض حتى لا نجد أنفسنا هذه المرة أمام مزارع عرسال والقاع ورأس بعلبك. وفي هذه الأيام التي نعيش فيها ذكرى انتصار تموز وانتهاء العدوان «الاسرائيلي» في 14 آب، اقول إن شاء الله يكون هذا التاريخ تاريخ طرد داعش أيضاً.

وفي معرض حديثه عن الوضع في المنطقة، قال الرئيس بري: «إن الذي حصل في سورية كان مؤامرة أعدّت تحت اسم جميل «الربيع العربي». ورغم التقدم الذي أحرزه الجيش العربي السوري في معظم المناطق، فإنني أقول إن الوضع هو كالمريض الذي يقول «اليوم أفضل من أمس»، لكنه لا يعرف متى الشفاء. وكما عبرت سابقاً فإنه لا حلّ في سورية الا بالحل السياسي، وأرى أن الخطر الأكبر هو أن تصبح لعبة أمم. فهذه اللعبة قائمة وأخشى من تقسيم المقسّم».

وأضاف: «أما بالنسبة للعراق، فإنه رغم تحرير الموصل والانتصارات التي حققها الجيش والحشد الشعبي، ما زلت أيضاً أخشى من تقسيم المقسّم تحت عناوين الفدرالية والكونفدرالية، فمشروع الشرق الأوسط وخطة شيمون بيريز ما زالت قائمة ويجري العمل عليها».

وتطرّق الرئيس بري إلى الجرود التي يحتلها تنظيم داعش، مشيراً إلى أن مساحتها تبلغ حوالي مئتي كيلومتر مربع، وهناك حوالي 60 منها أرض سورية، ومن الطبيعي أن يشارك الجيش العربي السوري في المعركة على الأراضي السورية، وهذا يحتاج للتنسيق بطريقة أو بأخرى مع الجيش اللبناني لتفادي أي أخطاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى