الصراف: أين المشكلة في التنسيق مع سورية إن كان سيصبّ في صلب المصلحة الوطنية
وجّه وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف رسالة إلى قيادة الجيش، «عادة عندما يستلم قائد لواء او قائد منطقة، او قائد جيش، يقول الأمر لي، وأنا اليوم باسمي الشخصي، وباسم وزارتي، وباسم عكار واسمكم، وباسم لبنان، اقول لقائد الجيش الأمر لك، يكفينا دكاترة، خبراء استراتيجيون، ويكفينا سفراء وقناصل، فخامة الرئيس أعطى أمر اليوم بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة، ليلتزم كل عسكري، بهذا الأمر».
كما وجّه الصراف خلال احتفال أقامته هيئة «التيار الوطني الحر» في بينو لمناسبة عيد الجيش التحية إلى «العسكري وابن العسكري ووالد العسكري، الذي في الجبهة، الذي في البيت، المتقاعد، الشهيد والوزير، كلّنا عائلة واحدة، لا يفكرنّ أحد أنه بالإمكان الفصل بين ابن شهيد وابن شهيد، وبين متقاعد وبين الذي في الخدمة، وبين واحد من عرسال وواحد من عندقت، وليعلم الجميع أن هذه المؤسسة هي مؤسسة واحدة، كاملة شاملة، ولا يفصلنّ أحد بين الشعب وبين الجيش، لأن هذا الشعب من هذا الجيش، وهذا الجيش من هذا الشعب».
وزار وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف دارة النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس في بينو، حيث كان في استقباله مدير أعمال فارس في لبنان المهندس سجيع عطية، في حضور مسؤول الأقضية في «التيار الوطني الحر» وليد الأشقر، رئيس رابطة مختاري الجومة محيي الدين طالب، ومخاتير ورؤساء بلديات وعدد من فاعليات سياسية واجتماعية.
بدوره، وجّه الصراف السلام لصاحب الدار، وتطرّق إلى موضوع الجيش، داعياً إلى «عدم الضغط عليه، من خلال توجيه الانتقادات والتوجيهات له، الجيش يقوم بمهامه، ليس لأحد أن ينصح الجيش ولا أن يفرض على الجيش، ولا أن يعلّم الجيش، دعوه يقوم بمهامه ويقرّر ما يريد عمله، علماً أنه في العهد الحالي، لا توجد ميليشيا، ويوجد رئيس جمهورية عنده خطاب قسم، يوجد ائتلاف أحزاب حاكمة، توجد حكومة، أصبح القرار السياسي يعود لهذه الحكومة مجتمعة، والقرار التنفيذي، العملاني يعود إلى قيادة الجيش».
وعن حقوق العسكر والمتقاعدين، قال: «للدولة حقوق، ولكن تجب مقاربة الأمور بين ما أستطيع فعله وبين ما عليّ عمله، ومن واجبي تأمين حياة هؤلاء، بالمقابل ماذا أملك من إمكانيات، من واجبي توزيعها بالعدل، ويجب أن أعترف بأنه وفي بعض الأحيان تقصّر الدولة في هذا التوزيع العادل، ولكن هذا لا يعني أن تكون هناك ثورة، ولا أن يعتكف القاضي، وهذا لا يعني أن العسكري يجب أن يتمرّد، لكم حقوق لم تصل بكاملها، وكذلك للبنانيين كلهم، نعم يجب أن نسعى أكثر، ولكن هذا لا يعني أنه يجب أن نختلف وأن نتصارع، واذا تمكنا من تجيير أموال الهدر إلى الجيش فسأكون مسروراً، إذا أمكنني إعطاء الضعف إلى المتقاعد، وأسحبه من أحد حيتان المال أو الفاسدين فلن أقصّر. هذا لا يعني اذا لم أتمكن اليوم يعني أنا ضد الجيش أو ضد المتقاعد، وهذه الرسالة يجب إيصالها إلى المتقاعدين. وإذا لم أحم مستقبل العسكري على الجبهة لماذا عليه أن يموت؟ هذا دين في ذمتنا، ولكن هناك دين يمكن إيفاؤه اليوم، من الأفضل لي أن اشتري عتاداً وذخيرة، وأقول إني أعترف بحقك، هذا لا يعني أن هذا الحزب ضد السلسلة، وهذا الحزب مع السلسلة. هناك أولويات وأنتم سلّمتوها لسلطة سياسية، هي تقدر ما هي الأولوية، لأن لبنان ليس فقط أساتذة وعسكر وفلاحين، ومتقاعدين. وهذه الرؤية الشاملة، موجودة عند الحكومة، شاءت الصدف أن رئيس الجمهورية، أهم وأفهم ضابط مرّ وهو يعرف مصلحتكم أكثر منكم، ولكن أعطوه الفرصة والإمكانيات ولا تتمرّدوا».
وكان الصراف وضع إكليلا على نصب شهداء الجيش عند مستديرة العبدة بدعوة من اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع إحياء لعيد الجيش، وشدّد على أن المعركة تشكل خطراً على مصير العسكريين المخطوفين. وقال: «الخوف على مصير العسكريين عنصر أساسي في كل ما هو حاصل، ولكن إن لم يحصل ضغط معين لإعادة فتح المفاوضات فلن نتمكّن من استرجاع العسكريين المخطوفين، كما علينا أن نفكر أيضاً بأننا شعب ودولة واقتصاد وأرض من الواجب حمايتها ومصير العسكريين يدخل في الحسبان، كما مصير الأرض».
وفي حديث إعلامي أكد وزير الدفاع «أن الموقف الداعم للجيش اليوم هو مطلق وأقوى من ذي قبل، والجميع يقف صفّاً واحداً خلف المؤسسة العسكرية لخوض معركة الجرود وتحريرها من قبضة الإرهابيين».
ودعا إلى «عدم التشكيك بقدرة الجيش والدخول في سجالات عقيمة في خضم استعداداته لخوض معركة رأس بعلبك والقاع»، موضحاً «أن القرار العسكري في هذه المسألة يعود للجيش وحده فيما القرار السياسي يتّخذ في مجلس الوزراء بناء على قرار الحكومة مجتمعة».
ورداً على سؤال حول التنسيق العسكري بين الجانبين اللبناني والسوري، نفى الصراف «أي تنسيق من هذا النوع عازياً السبب إلى الخلاف السياسي في هذا الملف»، وسأل: «أين المشكلة في التنسيق مع سورية إن كان سيصبّ في صلب المصلحة الوطنية».
أما عن إمكان طلب الدعم الأميركي لخوض المعركة، فأعرب عن اعتقاده بـ «أن الجيش لن يطلب مساعدة أحد»، موضحاً في الوقت نفسه «أن لا أحد سيألو جهداً في تأمين أي مساعدة للجيش في حال احتاج اليها».