الجبير يبلغ المعارضة أنّ الأسد باقٍ.. ولافروف وجاويش أوغلو يناقشان الأزمة السوريّة

أبلغ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رئيس ما يسمّى بـ«الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب بضرورة التعامل مع واقع أنّ الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ في السلطة.

وبحسب مصادر، فإنّ مؤتمر المعارضة السوريّة في الرياض سيبحث استراتيجية جديدة، حيث ستُطرح هذه الاستراتيجية في جنيف، وستُأخذ بعين الاعتبار المتغيّرات الميدانية والسياسية الأخيرة.

وقالت المصادر، إنّ الهدف الثاني لمؤتمر الرياض 2 هو إعادة تشكيل الهيئة العليا ووفدها المفاوض، وذلك على ضوء الخلافات المستمرّة بين السعودية وقطر.

وعُلم أنّ الهيئة العليا للمفاوضات وجّهت قبل أيام، وبطلب من السعودية، دعوات إلى منصّتَيْ موسكو والقاهرة من أجل عقد لقاء مشترك للمنصّات الثلاث في الرياض، وذلك من أجل تنسيق المواقف ومحاولة توحيد المنصّات حول رؤية واحدة تُطرح خلال محادثات جنيف القادمة.

ويأتي ذلك أيضاً كتمهيد لمحادثات مباشرة بين وفد واحد للمعارضة ووفد الحكومة السوريّة.

من جهته، رحّب رئيس منصّة موسكو قدري جميل بدعوة الهيئة العليا للمفاوضات، لكنّه رفض انعقاد اللقاء في الرياض، مقترحاً جنيف مكاناً بديلاً للّقاء .

وكان مصدر في المعارضة السورية أكّد أول أمس السبت، أنّ الجبير أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات بالتحضير لعقد مؤتمر الرياض الثاني لإعادة هيكلة الهيئة قبل جولة مفاوضات جنيف المقبلة.

وفي سياقٍ متّصل، قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات أحمد العسراوي، إنّ الهيئة طرحت فكرة إعادة هيكلة نفسها وزيادة عدد أعضائها ليشمل أطرافاً أخرى منذ 4 أو 5 أشهر، وذلك ردّاً على ما قيل إنّ هذا التوجّه جاء على خلفيّة الخلاف الخليجي الذي اندلع مؤخّراً.

وشدّد عضو الهيئة العليا للمفاوضات على أنّه لا تأثير للصراعات الخليجية على عمل الهيئة العليا، مضيفاً: «نحن لا نتدخّل في هذه الصراعات».

وفي سياقٍ متّصل، قال العسراوي إنّ رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب قد اعتذر سابقاً وحاليّاً عن الحضور في محادثات جنيف «لأسباب صحيّة، وليس لأيّ سبب آخر».

وفي سياقٍ آخر، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مانيلا اليوم على هامش المنتدى الإقليمي لـ «آسيان» مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وتركّز الحديث خلال اللقاء على الأزمة السورية.

وجاء في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية «الروسية اليوم»: «ناقش سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو بالتفصيل الوضع في سورية، بما في ذلك في سياق تنفيذ المذكّرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في الجمهورية العربية السورية، وتعزيز نظام وقف العمليات القتالية، والمساعدة وتشجيع التوصّل إلى تسوية سياسيّة هناك».

ميدانيّاً، أكّدت وزارة الخارجية والمغتربين في سورية، أنّ استمرار طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بارتكاب المجازر بحقّ المدنيين، وبشكل ممنهج، يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

وشدّدت الخارجية السورية على مطالبة سورية مجدّداً بالحلّ الفوري لهذا التحالف، الذي تأسّس من دون طلب من حكومتها وخارج إطار الأمم المتحدة، واصفةً إيّاه بغير الشرعيّ.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، في رسالتين وجّهتهما إلى كلّ من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أمس، إنّ «استهداف الأحياء السكنيّة، ومنازل المدنيين، وتدمير مشفى الرقة الوطني، واستخدام الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً من قِبل «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن بشكل ممنهج، هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي».

وأضافت الوزارة، أنّ «دمشق تجدّد إدانتها بأشدّ العبارات لجرائم «التحالف الدولي» التي يرتكبها بحقّ المدنيين السوريين، والتي تمثّل جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، الأمر الذي يجعل أيّ ذريعة غير قادرة على تبريرها».

وأكّدت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتيها، أنّ سورية تكرّر مطالبتها بالحلّ الفوري لهذا «التحالف» غير المشروع، الذي تأسّس من دون طلب من دمشق وخارج إطار الأمم المتحدة، كما تجدّد مطالبتها مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليّاته في حفظ السلم والأمن الدوليَّين، وإلزام كلّ الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب، ولا سيّما القرار 2253 لعام 2015.

وكانت طائرات التحالف الدولي قد ارتكبت أمس الأوّل السبت مجزرة جديدة في الرقة، أدّت إلى استشهاد 43 مدنيّاً وجرح العشرات معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

كما ارتكب التحالف أيضاً مجزرة أخرى بقصفه للمدينة ذاتها، أدّت إلى استشهاد 8 مدنيّين من عائلة واحدة مكوّنة من 7 أطفال وامرأة.

إلى ذلك، بسطت القوّات السورية يوم السبت، سيطرتها ونفوذها على مدينة السخنة، آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة حمص وسط سورية، بحسب ما أفاد نشطاء سوريّون.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يتقدّم فيه الجيش السوري صوب معاقل المسلّحين شرق البلاد.

وتقع مدينة السخنة شمال شرقي مدينة تدمر التاريخيّة الخاضعة لسيطرة القوّات السورية، كما تبعد نحو 50 كم عن حدود محافظة دير الزور التي تقع بالكامل تقريباً تحت سيطرة «داعش».

وكانت الوكالة السوريّة للأنباء قد ذكرت أول أمس، أنّ الجيش طوّق المدينة من ثلاث اتجاهات.

وكان مصدر عسكريّ سوريّ قال لـ«سانا»، إنّ «وحدات من الجيش ضيّقت الخناق على عناصر تنظيم «داعش» في مدينة السخنة بريف تدمر، ودكّت ما تبقّى من مقارّهم، كما أنّها تعمل على استهداف فلولهم الهاربة وسط انهيار كبير في معنويّاتهم».

المصدر العسكري قال، إنّ الجيش السوري والقوّات الرديفة يواصلون تقدّمهم بريف الرقة الجنوبي الشرقي ويستعيدون بلدات الحردان وسالم الحمد والعطشانة ومقلة كبيرة ومقلة صغيرة والدعمة، ويقضون على أعداد كبيرة من عناصر «داعش» ويدمّرون أكثر من 30 آليّة متنوّعة و 6 مفخّخات.

كما أكّد مصدر عسكري، أنّ الجيش السوري وحلفاءه حرّروا تلّ أبو قل وضهور رجم القن وتلول الملح جنوب السخنة.

وبحسب مصادر، فإنّ الجيش السوري وحلفاءه يلاحقون فلول «داعش» الهاربين من السخنة باتجاه الحدود الإداريّة لدير الزور.

وكانت وحدات من الجيش السوري طوّقت مدينة السخنة من 3 اتّجاهات، وأحبطت وحدات أخرى هجوماً لتنظيم «داعش» على نقاط عسكريّة في ديرالزور، في وقت كثّف فيه الطيران الحربي من طلعاته الجويّة على تجمّعات وتحرّكات التنظيم في أرياف حمص وحماة والرقة.

وبحسب المرصد السوري المعارض، فإنّ الجيش السوري تمكّن من تحقيق «تقدّم هام واستراتيجي في البادية السورية»، حيث سيطرت قوّاته على مدينة السخنة، التي كانت تُعدّ آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في تلك المنطقة.

من جهةٍ أخرى، استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على سلسلة قرى جنوب شرقي السويداء قرب الحدود الأردنيّة السوريّة.

من جهته، أفاد الإعلام الحربي بسيطرة الجيش على منطقة الضبيعية وتلّة الأسدية جنوب سدّ الزلف، وبئر الرفاع، ونقطة المخفر ثلاثين، وتلّة الحردية، وبئر الحردية شرق تلّ شعاب قرب الحدود.

مصدر عسكري سوري أفاد أيضاً بأنّ الجيش السوري وحلفاءه واصلوا عملية تأمين البادية السورية على المحور الشمالي الشرقي للسويداء وصولاً إلى بادية ريف دمشق.

هذا، ويواصل الجيش السوري وحلفاؤه التقدّم في معركة البادية باتجاه الحدود مع العراق، والتقدّم الأخير في هذا المحور أسقط الأهميّة العسكرية لوجود القوّات الأميركيّة والجماعات المسلّحة عند معبر التنف الحدودي.

وأكّد مصدر بأنّ الجيش السوري وحلفاءه يتقدّمون إلى البوكمال على الحدود السوريّة العراقيّة في معركة البادية.

سيطرة الجيش السوري على المنطقة الواقعة شمال التنف الحدودية مع الأردن، مكّنت قوّاته من التقدّم شمالاً باتجاه البوكمال.

محاور تقدّم الجيش السوري وحلفائه في البادية ستغلقها بالكامل وتفرض سيطرته على الحدود من البوكمال شمالاً إلى شمالي معبر التنف جنوباً، وفي العمق إلى تدمر وريف الرقة، ما يعني محاصرة المنطقة التي توجد فيها القوّات الأميركية والجماعات المسلّحة المدعومة منها، ممّا يُفقد التنف أهميّتها الإستراتيجية.

ومع تسارع وتيرة العمليات العسكرية للجيش السوري، فقد تنظيم «داعش» المزيد من الأراضي بشكلٍ سريع في مواجهة حملتين منفصلتين الأولى تشنّها القوّات السورية، والثانية تنفّذها قوّات كرديّة تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها من جانب آخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى