تركيا… ارتفاع حصيلة قتلى تظاهرات دعم عين العرب إلى 14
أصيب العشرات في مواجهات اندلعت في مدينة هامبورغ الألمانية الشمالية بين متظاهرين أكراد كانوا يحتجون على حصار بلدة عين العرب كوباني السورية وسلفيين، إذ تظاهر المئات من الأكراد ضد تنظيم «داعش» الارهابي الذي ينفذ هجوماً للسيطرة على المدينة السورية التي تقطنها غالبية من السوريين الأكراد.
وبعد تجمع المتظاهرين خرج المئات ممن وصفتهم الشرطة بالسلفيين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين استخدم فيها السلفيون السكاكين والسواطير ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفيات، في ما استخدمت الشرطة الألمانية الهراوات والغاز وخراطيم المياه لتفريق المشتبكين.
من جانب آخر، تصاعدت حدة التوتر في مدينة سيلي الألمانية الواقعة في ولاية سكسونيا السفلى بين مئات الأكراد الإيزيديين من جهة ومهاجرين شيشان من جهة أخرى، واضطرت الشرطة للتدخل وفض الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين.
وفي السياق، ارتفع إلى 14 عدد ضحايا المواجهات التي شهدتها مدن تركية خلال تظاهرات عنيفة للأكراد خرجوا تنديداً بتقاعس أنقرة عن نجدة مدينة عين العرب السورية ومنع سقوطها في أيدي «داعش» الإرهابي.
وبحسب وكالة «دوغان» التركية للأنباء، فقد دارت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المؤيدين للأكراد في عدد من مناطق اسطنبول التي تضم مجموعة كردية كبيرة ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى وإيقاف 98 شخصاً على الأقل من قبل الشرطة.
بينما لحقت أضرار مادية جسيمة بمبان عامة ومقار تعود لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم كما أحرقت آليات ونهبت مصارف ومتاجر في هذه المدينة، في ما أفادت وكالة «فرانس برس» في وقت سابق نقلاً عن وسائل إعلام التركية، بمقتل 12 متظاهراً 5 منهم في ديار بكر عاصمة أكراد تركيا في حين قتل 3 في ماردين و2 في سيرت وواحد في باتمان وآخر في موش، مؤكدة أن غالبية القتلى سقطوا في صدامات بين ناشطين أكراد وخصومهم السياسيين.
إلى ذلك فرضت السلطات المحلية حظر تجوال في ديار بكر ومناطق ماردين وفان، بينما دعا وزير الداخلية أفكان علاء إلى الهدوء، مؤكداً للصحافيين أن «العنف ليس حلاً وغير مقبول». مطالباً بأن «تتوقف ردود الفعل غير العقلانية هذه فوراً» ومحذراً من عواقب وخيمة.
وأحرق المتظاهرون الأعلام التركية ومجسمات لمؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك في خطوة من المرجح أن تغضب الأتراك والحكومة القوميين.
في حين قال صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب الشعب الديمقراطي أكبر الأحزاب الكردية في تركيا: «أستنكر عمل أولئك الذين أحرقوا الأعلام ومجسمات أتاتورك. هذه خطوات استفزازية يقومون بها لمنع المساعدة من التوجه من الغرب إلى الشرق باتجاه كوباني ».
وحذر عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني المعتقل في السجون التركية الأسبوع الماضي من أن يؤدي ارتكاب مجزرة في كوباني إلى فشل محادثات السلام مع السلطات التركية التي تهدف إلى إنهاء تمرد مسلح للحزب منذ 30 عاماً سعياً إلى الحصول على مزيد من الحكم الذاتي.
وعلى رغم الضوء الأخضر الذي أعطاه البرلمان لتنفيذ عملية عسكرية في سورية والعراق ضد تنظيم «داعش» الإرهابي رفض النظام الإسلامي المحافظ التركي التدخل حتى الآن ما أثار غضب السكان الأكراد.