ترامب: العقوبات على بيونغ يانغ ستقصم اقتصادها
أشاد الرئيس الأميركي بـ «قرار مجلس الأمن بالإجماع القاضي بفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية لثنيها عن الاستمرار في برنامجها الصاروخي»، مشيراً إلى «تأييد روسيا والصين للعقوبات».
وفي حديث بهذا الصدد، قال دونالد ترامب: «لقد صوّت أعضاء مجلس الأمن الـ15 بالإجماع لصالح قرار العقوبات على بيونغ يانغ، والصين وروسيا صوّتتا إلى جانبنا، وسيكون لهذا القرار أثر اقتصادي هائل على كوريا الشمالية».
وأضاف: «قرار مجلس الأمن، شمل حزمة العقوبات الاقتصادية الأكبر من نوعها المتخذة ضد بيونغ يانغ، حيث ستفوق خسائرها المليار دولار».
وتحظر العقوبات استيراد الحديد والفلزات والرصاص والفحم والأسماك من كوريا الشمالية، ودخول سفنها المخالفة لقرارات مجلس الأمن موانئ الدول المنخرطة في العقوبات.
كما تحظر العقوبات على بلدان العالم زيادة أي معدلات إضافية في العمالة الكورية الشمالية لديها، وعدم إطلاق أي مشاريع أو مؤسسات مع بيونغ يانغ وتجميد تطوير المشاريع الحالية معها، وتشدّد القيود المفروضة على العاملين في الحقلين النووي والصاروخي في كوريا الشمالية.
ويشير الجانب الأميركي صاحب مشروع قرار العقوبات إلى أن قيود مجلس الأمن سوف تقتطع من إيرادات بيونغ يانغ مليار دولار سنوياً من مجمل قيمة صادراتها البالغة ثلاثة مليارات في السنة، بما يحرمها من ثلث عائداتها.
كوريا الشمالية من جهتها، لم تأبه بالتهديدات الأميركية والمطالب الدولية، وأطلقت قبل أيام على قرار العقوبات صاروخين باليستيين، أكدت واشنطن أنهما عابران للقارات، فيما جزمت موسكو بأنهما متوسطا المدى.
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «إن موضوع كوريا الشمالية سيحتلّ مكانة خاصة في لقاء القمة الروسية الصينية، المقرّر في مدينة سيامين الصينية الشهر المقبل».
وأوضح لافروف خلال لقائه نظيره الصيني فانغ يي، أمس: «أمامنا اتصالات جديدة، بما في ذلك في سيامين قريباً جداً، بعد شهر. إننا بصدد التحضير للقاء جديد سيجمع رئيسَيْ بلدينا، ونأمل أن يتيح هذا اللقاء للرئيس بوتين والرئيس بينغ، إمكانية بحث أهم القضايا الثنائية وتعاوننا في الشؤون الدولية، مع التركيز على موضوع كوريا الشمالية».
وأشار لافروف إلى «توافق كامل بين موسكو وبكين في تقييم العلاقات الروسية الصينية على مستوى الحكومتين والشعبين، وكذلك العلاقات الشخصية بين الزعيمين».
وجرى لقاء لافروف وفانغ على هامش قمة «آسيان» في العاصمة الفلبينية مانيلا.
وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق، أن «بوتين وبينغ سوف يعقدان لقاءً ثنائياً خلال قمة مجموعة بريكس، المقرّرة في مدينة سيامين الصينية مطلع الشهر المقبل».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي «أنّ المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل مشكلة كوريا الشمالية، ولكن يجب بذل جهود مشتركة لاستئناف المحادثات السداسية».
وقال الوزير للصحافيين بعد مباحثاته مع نظيره الكوري الشمالي لي سون يو: «فقط الحوار والمفاوضات هي الطريق الصحيح لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية».
وشدّد على أن «المطلوب ليس فقط استئناف المفاوضات، بل يجب العمل بشكل مشترك للتحرك في هذا الاتجاه».
وأضاف وانغ القول: «نحن الصين سنساعد كوريا الشمالية على اتخاذ الحل الصحيح والمعقول».
من جانبها، أفادت الخارجية الصينية في ختام المباحثات بين الوزيرين بأن: «وانغ أبلغ نظيره الكوري الشمالي، بأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقّد وحسّاس حالياً، وهو ما يؤثر على العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية. وأوضح موقف الصين المبدئي حول القضية النووية في شبه الجزيرة، وقال إن الوضع يقترب من النقطة الحرجة وحلّت اللحظة الحاسمة لاتخاذ القرار بشأن استئناف المفاوضات».
وقالت الخارجية: «إنّه من أجل خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية حثّ الجانب الصيني سلطات بيونغ يانغ على ضرورة الابتعاد عن الإسراف في انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي، وكذلك طالب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بعدم تصعيد التوتر في شبه الجزيرة».
بدوره، رحّب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بـ «اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً حول تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية على خلفية استمرارها بإطلاق الصواريخ».
وشدد شينزو آبي على «عزم حكومته على التعاون مع المجتمع الدولي، ولا سيما مع الصين وروسيا، لضمان الامتثال لأحكام القرارات».
وجاء ذلك في تعليق صدر عن رئيس الوزراء الياباني ونشر أمس، على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية اليابانية.
وقالت الوثيقة: «لا يجوز بتاتاً أن تواصل كوريا الشمالية تجاهل الاحتجاجات والتحذيرات الشديدة من جانب المجتمع الدولي وتستمر في الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك إطلاق اثنين من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لقد أثبت هذا التصرف إطلاق الصواريخ بوضوح أن كوريا الشمالية أصبحت أكثر خطورة وتهديداً حقيقياً ليس فقط لمنطقة آسيا ، بما في ذلك اليابان، بل بالنسبة للمجتمع الدولي بالكامل».
كما جاء في الوثيقة: «انطلاقاً من ذلك تدعو حكومة اليابان كافة الأطراف لإظهار وجود العزم الصلب والنيات القوية والتصرّف الواضح أمام بيونغ يانغ لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وبصفتها عضواً في مجلس الأمن الدولي، ستواصل حكومة اليابان العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وكذلك البلدان الأخرى المشاركة، وهي تعتزم أيضاً التعاون بشكل وثيق مع الصين وروسيا لضمان التنفيذ الفعال لقرارات مجلس الأمن الدولي».
في السياق نفسه، يسعى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي يبدأ في الفلبين محادثات دبلوماسية، إلى ممارسة مزيد من الضغوط على كوريا الشمالية بعد تبنّي مجلس الأمن قراراً بفرض عقوبات جديدة عليها.
ووصل تيلرسون إلى الفلبين للمشاركة في اجتماعات رابطة جنوب شرق آسيا آسيان التي تضمّ 10 دول، لكن التركيز سيكون منصبّاً على اجتماعاته المنفردة مع نظيريه الروسي والصيني.
وسيكون تيلرسون للمرة الأولى في الغرفة نفسها مع وزير خارجية كوريا الشمالية ري هونغ يو، الذي تحدّى محاولات الولايات المتحدة عزل بلاده بحضوره المنتدى الإقليمي.
وقبيل محادثات الأحد، زار تيلرسون المقبرة الأميركية في مانيلا، لتكريم أكثر من 17 ألف جندي أميركي وفلبيني سقطوا جنباً إلى جنب في الحرب العالمية الثانية.
ثم اجتمع وزير الخارجية الأميركي وكبار معاونيه، بوزير الشؤون الخارجية البورمي كياو تين، ثم بوزير خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ وا.
وقال تيلرسون للصحافيين «إنه سيناقش مع نظيره الكوري الجنوبي الخطوات التالية بشأن كوريا الشمالية، ولم يُدلِ بتفاصيل»، لكنّه أكد أن «التصويت على العقوبات في مجلس الأمن كان نتيجة جيدة».
من جانبه أكد وزير خارجية كوريا الجنوبية «أن فرض العقوبات كان نتيجة جيدة جداً جداً».
وكانت الخارجية الأميركية قد استبعدت في وقت سابق أي محادثات مباشرة مع وزير خارجية كوريا الشمالية خلال زيارة تيلرسون إلى مانيلا.
جدير بالذكر أنه وقبل ساعات على بدء الاجتماعات تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرار أميركياً يقضي بتعزيز العقوبات على كوريا الشمالية.
من جهتها أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العالم سيراقب عن كثب حركة الوفدين الأميركي والكوري الشمالي خلال الاجتماعات، بمعزل عما إذا كان تيلرسون سيصافح نظيره الكوري أو أنهما سيتجنّبان الاقتراب من بعضهما البعض.