باسيل: الجيش هو الأدرى بكيفيّة إدارة المعركة ضد داعش
اعتبر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن «من الطبيعي أن يكون الجيش هو مَن يقوم بتحرير أرض لبنانية، ونحن نحتفل بعودة القرار السيادي اللبناني الذي لطالما غاب».
وزار باسيل بلدة رأس بعلبك يرافقه الوزراء: بيار رفول، طارق الخطيب وسيزار أبي خليل، والنواب: حكمت ديب، نبيل نقولا، زياد أسود، عباس هاشم، سيمون أبي رميا، ناجي غاريوس، الوزراء السابقون: غابي ليون، الياس بو صعب، ماريو عون ونقولا صحناوي، والنائب السابق سليم عون.
وفور وصولهم إلى صالون كنيسة مار الياس عقدوا اجتماعاً استثنائياً للمكتب السياسي لـ«التيار»، ألقى بعده الأب إبراهيم نعمه كلمة قال فيها «مبادرة تستحقّ التقدير باجتماع المكتب السياسي هنا في رأس بعلبك، ونحن اليوم بدأنا نعيش زمن الانتصار لا الحرب، الانتصار على الإرهابيين بهمّة الجيش مدعومة بحكمة الرئيس ميشال عون، كما نتمنى عليكم التفكير بما بعد التحرير، ونطلب منكم إلى البقاع الشمالي درّ. وكلنا أمل في ظل قيادة الرئيس عون أن البقاع الشمالي سيحظى بالإنماء الذي يستحق».
ثم كانت كلمة لرئيس المجلس البلدي العميد المتقاعد دريد رحال الذي رحّب بالضيوف وقدّم وثيقة تحمل معاناة البلدة ومطالبها.
وقال باسيل «عقدنا اليوم أمس اجتماعاً استثنائيّاً هنا في رأس بعلبك. وهذا الأمر جديد واستثنائي لأنّ الظرف استثنائي، ويأتي من أمور عدّة، أنّنا في عمليّة استرداد للقرار السيادي اللبناني، نستردّ قراراً غاب، ولأوّل مرة منذ فترة نشهد أشياء غابت عنا، ونحن مضطرّون أن نحدّد لماذا الوضع استثنائي».
وأضاف «قبل الاتحتفال بالنصر والتحرير، نحتفل بأخذ القرار. فالقرار كان غائباً. عندما احتلّت الأرض من قبل الجماعات الإرهابية، كنتُ في طهران وقلت في كلمتي إنّنا أمام احتلال أرض من قبل تنظيم داعش، وعلى الدولة تحريرها، والحكومة عقدت اجتماعاً ووزراء التيار طالبوا بتحرير الأرض فاتخذ القرار حينها، ولكنّه لم ينفّذ بقرار سياسي داخلي لبناني وبغطاء خارجي إقليمي دولي، بل سمح باحتلال الأرض وسمح بالنزوح السوري».
وأشار إلى أنه «لطالما تطرّق إلى خطري الإرهاب والنزوح المتلازمين مع بعضهما، لكن لن نستعيد التغطية كيف كانت، لأنّها ذهبت ولن نعود إلى الوراء ونذكّر بتصريحات ومواقف أدّت إلى غياب القرار اللبناني والفراغ على الأرض، ففي ذلك الوقت سقطت صواريخ الإرهابيين على قرانا واحتلّت أراضٍ إضافية، ودخلوا إلى الهرمل وحصلت هبّة شعبيّة من الناس، وبدأت الحركة الشعبية تتنامى، وأخذ حزب الله أكثر من مبادرة وحرّر أراضي ودافع عنّا جميعاً وعن أهل المنطقة».
وأعلن أن «الآن لدينا رئيس جمهورية قوي وقائد جيش قوي وحكومة قوية، واتُّخذ القرار بالدفاع والتحرير. في الأحداث الأخيرة، الجيش إراديّاً أخذ القرار وقرّر، وبتشجيع من رئيس الجمهورية وبموافقة الحكومة، بأن يقوم بمعركة الجرود، وهنا نحن أمام قرار لبناني مئة في المئة، اتُّخذ رسميّاً من لبنان بشكل رسمي، من دون أخذ الإذن من أحد، وتلاقى شعبيّاً ومن القوى السياسية بتشجيع ومساعدة ليكون له الاحتضان السياسي والشعبي، وأي تصوير لهذا الأمر بأنّه ليس قراراً لبنانيّاً رسميّاً صافياً، هو محاولة عرقلة له، موضحاً أنّ «هذه العرقلة لن تحصل لأنّ القرار أُخذ ولا رجوع عنه، والمعركة بدأت. فأمس سمعنا واليوم تأكّدنا من تحرير تلال أساسيّة. تحرير الأرض من قبل الجيش بدأ ولن يتوقّف حتّى تتحرّر الأرض كلّها».
وأوضح أنّ «مسؤوليّة الجيش الّتي غابت عنه بفعل قرار سياسي وخارجي، عادت له. هذا الأمر حصوله استثنائي، ومن الطبيعي أن يواكبه التيار بمراحله كلّها ويعطي الموافقة والتشجيع والاحتضان الشعبي للجيش، حتّى نعيش مشهد الألفة والوحدة والتكامل بين الجيش والشعب الّذي عشناه في المراحل السابقة، وهذه أقوى قوّة أن نرى التكامل بين الجيش والشعب، على أنّ يواكب الأمر معرفة مصير العسكريين. فغيابنا عن الموضوع زاد خطر الإرهاب وخطر النزوح. والمسؤوليّة كبيرة علينا كشعب، وعلى الجيش التعاطي بملف النزوح من خلال القوانين الدولية والإنسانية وقوانين الحرب الّتي ترعى طريقة تعاطي الجيوش مع هذه المسألة»، مؤكّداً أنّ «الخطر يأتي من أماكن عديدة، ولا بدّ من معالجة سريعة للنزوح».
وقال «نعيش فرحاً كبيراً بأنّ الدولة تستعيد ثقة الناس بها وهذا الأهم. نعرف أنّ الدولة غائبة عن هذه القرية، ومهما فعلنا يبقى هناك تقصير، لأنّ ما قمتم به أنتم للوطن أكبر بكثير، ونحن لن نفي لكم حقّكم بالحماية الّتي قدّمتموها للبنان»، مشيراً إلى أنّه «يجب أن تعود الدولة لإعطائكم حقوكم والخدمات اللازمة. واشار إلى أن قضية تحرير الأرض تخصّ الجيش وقيادته، وهو الأدرى بكيفيّة إدارة المعركة، ولن يأتي أي قرار خارجي لوقفها».
ثم انتقل الوفد إلى بلدة القاع واجتمع بأهل البلدة محاطاً بأمهات الشهداء الذين سقطوا بتفجيرات القاع في العام 2016. فرحّب الأب اليان نصرالله بالحضور، عارضاً مطالب البلدة.
وتحدّث الوزير باسيل فقال «لسنا بحاجة إذن من أحد لتحرير جرودنا من الإرهاب، فنحن قادمون على مرحلة فيها شهداء وألم، ولكن فيها فرح وكرامة وسيادة واستقلال بوجه احتلال إرهابي حاول أن يدخل أرضنا وقرانا وبلداتنا، ولبنان اليوم منتصر في وجه هذا الإرهاب».
وكان باسيل استهلّ زيارته إلى المنطقة بتفقد مقرّ قيادة اللواء التاسع للجيش اللبناني في بلدة اللبوة، واجتمع بضباطه.