برلمان العراق يحتجّ على استهداف الأميركيّين لـ«الحشد».. والبرزاني لن يسمح بدخوله إلى «كردستان»!

طالبت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي باستدعاء السفير الأميركي وتسليمه مذكّرة احتجاج لاستهداف كتائب سيد الشهداء.

وذكرت كتائب سيد الشهداء في بيان لها، أنّه «بعدَ أنْ أعْلنتْ قواتُ الطّاغوتِ الأميركيةِ أنَّ الحدودَ العراقيّةَ السّوريّةَ خطً أحمر لَاْ يجبُ لقواتِ الحشدِ الشّعبيّ أو غيرهُ الاقترابَ مِنهُ، قامتْ هذهِ القواتُ الآثمةُ صباحَ الاِثنينِ بقصفٍ شديدٍ لمواقعِ مجاهدِي كتائبِ سيّدِ الشّهداءِ فِيْ خطِ هذهِ الحدودِ وفِي الجهةِ المُقابلةِ لعكاشات، الأمرُ الذّي أدَّى إِلى سقوطِ أعدادٍ كبيرةٍ مِنَ الشّهداءِ والجرحَى، وذلكَ لاِستعمالهِمِ الذّخيرةَ الذّكيّةَ».

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تعليقه على هذا الاستهداف، إنّ قوات التحالف الدولي لا تملك الصلاحيات لتنفيذ ضربات جوّية من دون موافقة الحكومة في بغداد، مؤكّداً أنّ لا خطوط حمراء أمام القوّات العراقية داخل حدود البلاد.

إلى ذلك، أشار رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني في حديث لصحيفة «الحياة» إلى وجود مخاوف من «عمليات انتقام تطاول الأبرياء» في تلّعفر، إذا شارك الحشد الشعبي في استعادة هذه المنطقة من قبضة تنظيم «داعش»، بحسب تعبيره.

وأضاف أنّه «على الجيش العراقي تحرير تلّعفر، وليست لدينا مشاكل مع الحشد الشعبي، لكنّنا بالتأكيد لن نسمح بدخول هذه – قوات الحشد – إلى أراضي كردستان… لن ندعو إلى الحرب ولن نبادر إليها، ولكن لدينا حقّ الدفاع عن النفس إذا فُرضت علينا».

وكان المتحدّث الرسمي بِاسم هيئة الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، أكّد أمس، أنّ كلّ المؤشّرات تبيّن أنّ معركة استعادة تلّعفر ستنطلق أولاً، ومن ثمّ ستتمّ استعادة الحويجة وبعدها مناطق غرب محافظة الأنبار.

وقال الأسدي، إنّ «القائد العام للقوّات المسلحة، حيدر العبادي، أمر بشكل مباشر قيادة العمليات المشتركة بإعطاء التوجيهات لكلّ القطعات العسكرية التي ستشترك بمعركة استعادة تلّعفر منذ حوالى أسبوعين»، لافتاً إلى أنّ تلك القطعات بدأت بالاستعداد واستكمال جهوزيّتها.

وأوضح أنّ عملية استعادة تلّعفر سيشارك فيها كلّ من قوّات الحشد الشعبي والجيش العراقي والشرطة الاتحادية، فضلاً عن قوات جهاز مكافحة الإرهاب والردّ السريع، مبيّناً أنّ المحاور ستكون مشتركة بين جميع هذه القطعات. وأضاف أنّ ساعة الصفر لانطلاق العملية ستُحدّد من قِبل القائد العام للقوّات المسلّحة بعد استكمال جهوزيّة جميع القطعات.

وفي السياق، نفت هيئة الحشد الشعبي في بيان، وقوع أيّ هجوم على قوّاتها غرب محافظة الأنبار، قرب الحدود العراقية السورية.

وقالت الهيئة في بيان: «في غمرة الانتصارات العظيمة التي حقّقتها قوّاتنا المسلّحة وأبطال الحشد الشعبي وتواصل الاستعدادات لحسم المعركة على مجمل الأرض العراقية، وفي الوقت الذي نؤكّد فيه اعتزازنا بتضحيات مقاتلينا الأبطال عموماً، فإنّ هيئة الحشد الشعبي تنفي وقوع أيّ هجوم على منتسبينا في منطقة غرب الأنبار».

وأضاف البيان، أنّ «الحوادث التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخّراً وقعت خارج الحدود العراقية، ولذلك اقتضى التنويه».

وكانت «كتائب سيد الشهداء» التابعة للحشد اتّهمت قبل يومين، القوّات الأميركيّة بقصف مواقعها في منطقة عكاشات غرب العراق، مهدّدةً بأنّها لن تسكت عن ذلك، فيما نفت وزارة الدفاع الأميركية شنّ التحالف الدولي أيّ هجمات هناك.

إلى ذلك، شنّ مسلّحو تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مقرّ للحشد الشعبي العراقي شمال منفذ الوليد الحدودي مع سورية غرب محافظة الأنبار.

ونقل موقع «السومرية نيوز» عن مصدر محلّي قوله، إنّ مقاتلي الحشد تمكّنوا من صدّ الهجوم في منطقة تبعد 70 كم شمال المنفذ الحدودي، مرجّحاً سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين جرّاء مواجهات عنيفة.

من جانبها، أفادت وكالة «الأناضول» التركية نقلاً عن ضابط برتبة مقدّم، بأنّ الاعتداء أسفر عن مقتل 9 مقاتلين من الحشد وإصابة 23 آخرين، بينما خسر «داعش» 11 عنصراً.

وأوضح الضابط، أنّ الهجوم كان عنيفاً جداً، إذ استخدم مسلّحو التنظيم خلال اشتباكات استمرّت لساعات أنواعاً مختلفة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالإضافة إلى قذائف الهاون والصواريخ، ثمّ تراجعوا إلى مدينة القائم الحدودية.

تجدر الإشارة إلى أنّ ضمان الأمن في محافظة الأنبار يشكّل في الوقت الراهن إحدى أولويّات الحكومة العراقية، إذ تشترط السلطات الأردنية ذلك لإعادة فتح طريق عمّان – بغداد الاستراتيجي. وتُظهر آخر التطوّرات، أنّ قوات الأمن العراقية لا تزال تعجز عن ضمان ذلك، بالرغم من تصريحات المسؤولين رفيعي المستوى في بغداد.

وكانت قد تواصلت ردود الأفعال المندّدة بالاعتداء الأميركي على كتائب سيد الشهداء التابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي على الحدود مع سورية، حيث أكّدت قيادات في الحشد الشعبي أنّها بانتظار تشكيل لجنة حكوميّة للوقوف على ملابسات الاستهداف الأميركي لقوّاتها.

وأكّدت القيادات وجود مشروع أميركي على الحدود مع سورية باستهداف قوّات الحشد الشعبي، وأكّد نوّاب أنّ استهداف أميركا للحشد يكشف عن دعمها للمسلّحين.

وقال القيادي في الحشد الشعبي كريم النوري، إنّ «أميركا كان لديها سابقاً أخطاء، وهي دائماً لا تحمل أخطاءها على أنّها أخطاء بل تحملها على سوء الظنّ، خاصة أنّها تتوجّس وتسيء الظنّ بنا. لذلك ليس من الصحيح أن نحسن الظنّ بالأميركان، فهي لديها مواقف سابقة، وفي هذا الحادث سوف ننتظر التحقيقات حتى نتحدّث بوضوح».

هذا، فيما أوضح القيادي في الحشد الشعبي ريان الكلداني، أنّ «الحشد الشعبي هو جزء لايتجزّأ من المنظومة الأمنيّة والعسكريّة، وهو مرتبط بالقائد العام للقوّات المسلحة. ننتظر نتائج المجلس التحقيقي الذي سيقوم به مكتب رئيس الوزراء حول هذا الموضوع، وبعدها سوف نناقش ما نفعله، وستكون لدينا عدّة خيارات مفتوحة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى