شعبان ترى مشروع الأعداء هُزم .. وعبد الرحمانوف يؤكّد التحضيرات لأستانة 6

أكّدت المستشارة السياسية والإعلاميّة في رئاسة الجمهورية العربية السورية بثينة شعبان، أنّ سورية في هذه المرحلة تعمل باتجاهين الأول هو الوضع الميداني لتحرير كلّ شبر من الأراضي السورية، والثاني الخط السياسي حيث لا توفّر الحكومة أيّ جهد لحقن دماء السوريّين ووضع حدّ لهذه الحرب التي تستهدفنا جميعاً.

وأوضحت شعبان في حوار مع التلفزيون العربي السوري ليلة أول أمس، أنّ إقامة معرضَي الكتاب ودمشق الدولي هي مؤشّرات الصعود بالحياة العامّة في سورية، ومحاولة لإعادة الحياة الاقتصادية والثقافية المجتمعيّة فيها.

وأضافت شعبان، أنّ «الاستهداف والتواطؤ من الداخل والخارج اللذين كان يتخيّل أنّهما سوف يقتلعان سورية انتهيا، ومحاولات التقسيم والغزو من قبل نظام أردوغان أصبحت وراء ظهرنا، والواقع والميدان أثبتا أنّنا موجودون لا نقهر وسنحرّر بلادنا من براثن الإرهاب».

وأكّدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، أنّ مشروع الأعداء هُزم وجميع الجهود العسكرية والسياسية والمجتمعية تصبّ في انطلاق مشروع إعادة بناء الدولة السورية، مؤكّدةً أنّ «الأكراد» جزء ومكوّن أساس من الشعب السوري، ومعظمهم وطنيّون ويريدون لسورية أن تكون مستقلّة، وأن يكونوا فاعلين في إعادة إعمارها، أمّا من ذهب منهم في رؤية مضلّلة فهم ليسوا الأغلبيّة.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف أمس، أنّ بلاده تواصل الإعداد لعقد الاجتماع المقبل في أستانة حول الأزمة السورية، والمقرّر نهاية الشهر الحالي.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن عبد الرحمانوف قوله للصحافيّين: «ليس لديّ ما أضيفه، فنحن نقوم بشكل منهجي بالإعداد للاجتماع المقبل الذي من المقرّر عقده وفقاً للاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها في إطار عملية أستانة نهاية آب الحالي».

وكان عبد الرحمانوف أكّد قبل يومين، أنّ التحضيرات لاجتماع أستانة 6 لا تزال مستمرّة، لافتاً إلى أنّ أجندة المحادثات ستحدّد بناءً على نتائج الاجتماع بين الدول الضامنة لعملية أستانة، وهى روسيا وإيران وتركيا في العاصمة الإيرانية طهران على مستوى الخبراء.

وعُقد في اليومين الماضيين فى طهران اجتماع على مستوى الخبراء للدول الضامنة، تناول قضية وقف الأعمال القتالية ومناطق تخفيف التوتّر، إضافة إلى طرح القضايا التى سيناقشها مساعدو وزراء خارجية الدول الضامنة الثلاث في اجتماع أستانة.

من جهته، قال الممثّل الخاص للرئيس الروسي لشؤون «الشرق الأوسط» وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: «آمل أن يجري اجتماع أستانة 6 كما هو مقرّر قبل نهاية هذا الشهر.. ولكن ذلك لا يعتمد على الدول الضامنة فحسب، وإنّما على إرادة الأطراف السوريّة، وأعني بذلك حكومة الجمهورية العربية السورية و«المعارضة المسلّحة» التي انضمّت إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، وبالتالي نحن نتوقّع معلومات منهم بهذا الشأن».

ميدانياً، أعلن الإعلام الحربي أنّ الجيش السوري وحلفاءه أحكموا سيطرتهم على كامل بادية السويداء، مشيراً إلى أنّ 4000 كلم مربّع هي المساحة التي أُحكم السيطرة عليها منذ بدء العمليات في أيار الماضي.

وأفادت مصادر بأنّ الجيش السوري حرّر نقطتَي «المخفرين الحدوديّين 154 و143»، ونقاطاً حاكمة على الحدود مع الأردن. وأشارت إلى أنّ «الجيش السوري وحلفاءه باتوا يسيطرون على النقاط الحاكمة والمخافر الحدودية مع الأردن ضمن السويداء»، وذلك بعد سيطرتهم على نقطة المخفر الحدودي 154 ونقطة المخفر الحدودي 143 وعدد من النقاط بريف السويداء الجنوبي الشرقي على الحدود الأردنية السورية، ويقوم الجيش بإزالة الألغام والمفخّخات التي خلّفتها الفصائل المسلّحة التي هربت من المنطقة.

وبذلك أصبح الجيش السوري يسيطر على كامل الحدود السورية الأردنية في محافظة السويداء، حسبما أوضحت صفحة شبكة الإعلام الحربي السوري على «فايسبوك».

وفي وقتٍ سابق، سيطر الجيش السوري على مساحة 100 كلم مربّع في ريف السويداء، وتحديداً في المنطقة القريبة من الحدود السورية الأردنية، والتي شملت منطقة قاع سارة ووادي الشعاب ونقطة المخفر 133.

وتقع أهمية هذا التقدّم في قطع طرق الإمدادات التي كانت تأتي من المنطقة الجنوبية السورية للمجموعات المسلّحة في مدينة درعا وحتى المسلّحين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأشارت المصادر إلى أنّ الجيش السوري دعا الأهالي للعودة إلى ثلاث بلدات في ريف الرقة اعتبارا من يوم أمس، كما وجّه الجيش السوري دعوات مماثلة لأهالي ريف حلب الشرقي لكي لا تبقى هذه القرى مهجورة ولا يعود هناك احتمال لعودة الجماعات المسلّحة إليها.

ويأتي تقدّم الجيش السوري في الأجزاء التي لا تشملها المنطقة الجنوبية لتخفيف التوتر.

ونقلت «رويترز» عن سعيد سيف، الناطق الرسمي بِاسم قوّات «الشهيد أحمد عبدو»، قوله إنّ الجيش السوري شنّ هجوماً من محورين في ريف السويداء الشرقي، وبات يسيطر على معظم أراضي المنطقة.

وفي السياق، أوقعت وحدات من الجيش السوري والقوّات الحليفة أكثر من 80 من إرهابيّي «داعش» بين قتيل ومصاب، ودمّرت وصادرت آليّات وذخائر كانت بحوزتهم أثناء محاولتهم مهاجمة مواقع للجيش بريف حمص الشرقي.

وأفادت وكالة «سانا» بأنّ وحدات من القوّات الحكومية السورية والحليفة اشتبكت مع التنظيم الإرهابي الذي شنّ هجوماً عبر عدّة مجموعات من الانتحاريين و5 آليات مفخّخة من عدة محاور باتجاه نقاط للجيش في محيط حميمة «نحو 70 كم» جنوب غربي مدينة البوكمال بهدف استعادة السخنة.

وبيّن المصدر، أنّ الاشتباك أسفر عن إفشال هجوم الإرهابيّين، وقتل أو جرح أكثر من 80 من المهاجمين ومصادرة كميات كبيرة من البنادق الحربية والقناصات والرشاشات والآليّات المصفّحة.

وفي ريف حماة الشرقي، نفّذت وحدات من الجيش السوري ومجموعات الدفاع الشعبية وبإسناد من سلاح الجو «عمليات نوعيّة» ضدّ تجمّعات وتحرّكات لتنظيم «داعش».

وذكر مصدر عسكري، أنّ هذه العمليات أسفرت عن «تدمير 3 سيارات «بيك أب» مزوّدة برشاشات وطائرة استطلاع مسيّرة لتنظيم «داعش»، ومقتل العديد من إرهابيّيه على اتجاه قرية الدكيلة» بالريف الشرقي.

وأشار المصدر إلى أنّ سلاح الجو الروسي وجّه ضربات مكثّفة على مقارّ لتنظيم «داعش» الإرهابي وطرق إمداده، ما أسفر عن «تدمير مستودع ذخيرة في بلدة عقيربات وتجمّع آليّات على طريق عقيربات – السخنة».

وفي دير الزور ومحيطها، دمّر الجيش السوري تجمّعات ومقارّ لتنظيم «داعش». واشتبك الجيش مع مجموعات إرهابيّة في حيّ الموظفين ومناطق البانوراما والمقابر والثردة، ما أسفر عن مقتل العديد من الإرهابيّين وإحراق أحدّ المقارّ التي كانوا يتحصّنون فيه.

كما دمّرت القوات الحكومية مقرّين، أحدهما يسمى «الشرطة الإسلامية» بحيّي الخسارات والمطار القديم، وذلك بالتزامن مع تدمير سلاح المدفعية بؤراً للتنظيم الإرهابي في حيّي الصناعة والجبيلة ومنطقة المقابر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى