مكتبة الأسد في معرض دمشق الدولي للكتاب 29… دُررٌ نادرة ومخطوطات

رشا محفوض

عندما تدخل إلى جناح مكتبة الأسد في معرض دمشق الدولي للكتاب التاسع والعشرين تجد نفسك أمام عصور قديمة موغلة في التاريخ ومرصعة بالعلوم والمعارف بتعدّد مواضيعها وتنوّع أطيافها عبر حقب زمنية مرت على سورية الوطن العريق.

وتضمّن جناح المكتبة ما يقارب 48 مخطوطاً وكتاباً نادراً لحقب زمنية مختلفة وهو جزء يسير مما تضمه المكتبة من المخطوطات والكتب النادرة والنفيسة. وتنوعت الموضوعات المعروضة من التراثية والحديثة والعلمية إضافة إلى تنوع الاحجام والخطوط العربية.

وعرض الجناح مخطوطات ورحلات تتكلم عن القدس وفضائلها وفن العمارة بالمسجد الاقصى، وكذلك كتب تراجم لأطباء من اليونان إلى أطباء دمشق وتأويل الحديث الشريف ومخطوطات دينية، وكتاب مقدّس، إضافة إلى كتابات أدبية للكاتبة السورية ماري العجمي وأوّل مجلة حرّرتها عام 1910.

ومن الكتب النادرة التي عرضت في جناح مكتبة الاسد الكتاب النادر «أزهار الشرّ» وفيه لوحة عن دمشق، ومطبوع في ألمانيا. والرواية العالمية الشهيرة «دون كيشوت» وأطلس الفنون والزخارف والتصاوير الاسلامية التي كانت تكتب على الأعمدة الطينية والرقم وغيرها من الكتابات العربية التي كانت تكتب على جامع قرطبة وهو مطبوع في إسبانيا، وكتاب عن الرحلة إلى سورية والديار المقدسة مزود بمئة لوحة فنية، وكتاب «تحرير القدس من الاحتلال الصليبي» الذي تميز بوجود لوحة نادرة بخطّ اليد للقائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي.

المستشارة السياسية والإعلامية لرئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان كانت من زوار معرض الكتاب وتحديداً جناح مكتبة الأسد، وقالت في تصريح صحافيّ إن وجود معرض للمخطوطات والكتب النادرة أمر جميل ومهمّ، يعرّف الأجيال إلى أهمية اللغة العربية وعراقتها وعراقة هذه المدينة، إضافة للعيش المشترك بين السوريين حيث نرى إنجيل مار لوقا ونسخاً من المصحف مكتوبة بماء الذهب عمرها مئات السنين.

تفرّد سورية بحضارتها العريقة كان بحسب شعبان أحد اسباب استهدافها من قبل أنظمة ليس لها اي تاريخ ولم تقدم للبشرية اي منجز حضاري. معربة عن سعادتها بإقبال السوريين على زيارة المعرض وهذا مؤشر على أن الشعب السوري تجاوز الازمة وهو يعيش حياته الطبيعية ويتابع الجديد في العلم والثقافة ويتمسك بالتراث والأصول.

أمينة الحسن مديرة المخطوطات والكتب النادرة في مكتبة الأسد قالت إن جناح المخطوطات يعود للمشاركة في معرض الكتاب بعد ان كان ركناً اساسياً في اجنحة المعرض قبل الأزمة بهدف إظهار الكنوز التي يضمها ارشيف المكتبة من مخطوطات ذات قيمة عالية مبينة ان المخطوط يطلق على كل وثيقة مكتوبة بخط اليد يعود تاريخ نسخه إلى 50 عاماً أو أكثر.

وقالت الحسن ان جناح المخطوطات يضم مخطوطات خزائنية مكتوبة بماء الذهب لأمراء وسلاطين وملوك وانتقلت الينا عبر التاريخ لافتة إلى أن الجناح يضم مصحفاً من اهداء الرئيس بشار الأسد يمتاز بأنه كتب بخطّ صغير جداً فلا تتجاوز عدد صفحاته 33 صفحة، ويضمّ أيضاً أصغر كتاب نادر وهو عبارة عن قاموس فرنسي فرنسي إضافة إلى أكبر مخطوط للمصحف.

وراعى جناح مكتبة الأسد بدورة هذه السنة كما بيّنت الحسن أكبر قدر من التنوع من المخطوطات المكتوبة بماء الذهب إلى المتنوعة بكل مجالات العلوم ومختلفة الاحجام والمخطوطات متعددة الموضوع كمخطوط بعلم الفراسة ولدينا اقدم مخطوط وهو مسائل الامام احمد بن حنبل يعود تاريخه إلى 266 للهجرة مؤكدة ان هذه المعروضات لا تشكل الا الجزء اليسير مما تمتلكه المكتبة من كنوز، منوهة بالوقت نفسه بإقبال الزائرين على الجناح من مختلف الشرائح.

جميلة دقدوقة مسؤولة قسم السمعيات والبصريات في جناح المكتبة في المعرض أشارت إلى وجود مخطوطات حديثة من مؤءلفات الفنانين الراحلين عبد اللطيف فتحي وحكمت محسن إضافة إلى عملات ورقية ومعدنية قديمة وتماثيل مجسمة للفنانين الراحلين رفيق سبيعي وعبد اللطيف فتحي مع ملابسهما التي كانا يرتديانها في أعمالهما الدرامية وهي إهداء من الورثة.

وأوضحت دقدوقة أن الجناح يضمّ الأعداد الأولى للجرائد السورية الرسمية القديمة وصحفاً ومجلات عربية إضافة إلى عدد نادر من مجلة «العروس» التي أصدرتها الأديبة السورية الراحلة ماري العجمي عام 1910، ومكبس نصف آلي كان يستخدم لطباعة الجرائد، ومنحوتات ومع لوحات فنية صنعها فنانون سوريون لعشتار، وعملة الملكة زنوبيا.

أما زوار الجناح فعبّروا عن سعادتهم لما شاهدوه من إرث تاريخي عريق حيث قال حسين موسى إن الجناح هو صورة عن الإرث الحضاري والاقتصادي والتاريخي. مؤكداً اهمية تعريف الأطفال بهذه الحضارة والثقافة لكونها امتداداً من الأجداد إلى الأحفاد وهذا ما أكدته ايضاً الدكتورة رويدة علي.

بدوره، أثنى المحامي عصام مرتضى على الجهد المبذول من قبل إدارة المعرض لإبراز التراث السوري الأصيل الذي يوثق لمراحل تاريخية قديمة بهدف تعريف الزائر إلى هذا الإرث الكبير وتعريف الأجيال القادمة عليها لكون مستقبلهم سيكون قائماً على أسس وركائز كثيرة ومتجذرة عبر التاريخ.

يذكر أن معظم المخطوطات والكتب النادرة في مكتبة الأسد هي من مقتنيات المكتبة الظاهرية ومكتبات حلب وحماة والأديرة والكنائس والجوامع ومن الورثة ومن المكتبات الخاصة وإهداءات وغيرها الكثير.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى