ورد وشوك
ما همّي لو أنك همت بالأدب أو اهتممت بالرياضيات. فكم من أديب يتقن فنّ المضاربة وإعمال مفهوم الحساب في كل مناحي الحياة. وكم من طبيب جرّاح بمبضعه يستأصل الداء من جذوره، وبلمسة حبّ يزرع مكانه الأمل في استمرار الرجاء.
هي قصة تصالح الجينات على تنوّعها في نفسنا البشرية وعلاقتها الوثقى بعلم الموروثات. ففاقد الشيء لا يعطيه مهما بذل من جهد لتدارك ما افتقده في ما مضى من السنوات. ومن كان امتداداً للحب والشفافية ورقّة الإحساس يبقى دائماً كريماً تفيض مشاعره بالصدق فيعطي بغير حساب.
إذاً هي فلسفة الحياة أخذ وعطاء. فطوبى لمن اعتمد الأسلوب الراقي في التعامل بعيداً عن الأنانية والتسبّب للآخرين بالأوجاع. وقريباً من مبدأ القناعة بأن لكل مجتهد نصيباً في هذه الحياة بصرف النظر عن الغيرة والحسد والرياء مستغلاً ميزة امتلاكه كإنسان العقل المدبر الحليم إلى جانب امتلاكه قلباً نابضاً بجملة من الأحاسيس المتضادّة بين السلب والإيجاب.
المهم أن نحسن شحن قطبَي أحاسيسنا بما فيه ضمان لاستمرارية معادلة تفوق إنسانية الإنسان.
رشا المارديني