واشنطن تتريث بشأن المنطقة التركية العازلة مع سورية
أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وقوف الحكومة السورية التام إلى جانب مواطنيها السوريين من سكان عين العرب على اختلاف مكوناتهم وتشيد بتصديهم البطولي للهجمات التي يشنها عليهم مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي وتترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بدمائهم دفاعاً عن سورية.
وأضاف المقداد إن سورية تستنكر بأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول دعمه لما تسعى إليه تركيا في شأن المنطقة العازلة وإن هذا الموقف الفرنسي يعري سياسات هولاند وحكومته المؤيدة للإرهاب والداعمة لسياسات أردوغان وحكومته المعادية للشعب السوري.
وأشار المقداد إلى أن دمشق تؤكد أن هذا الدعم يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى مكافحة الإرهاب وبخاصة القرار 2170، وتؤكد أن هذا الدعم الفرنسي لتركيا هو عدوان على سورية، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة قيامه بواجبه تجاه الكارثة الإنسانية في عين العرب ووقف أي دعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة بما في ذلك الدعم الفرنسي والتركي لهذه التنظيمات بمختلف أشكالها وأنواعها.
جاء ذلك في وقت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن محاربة الإرهاب يجب أن تتم بموافقة الدول التي تعاني منه، مشيراً إلى أن الغرب لا يزال يستخدم سياسة ازدواجية المعايير في محاربة الإرهاب.
تصريحات الوزير الروسي جاءت رداً على سؤال حول إمكانية التدخل التركي عسكرياً في سورية. مضيفاً: «لقد أعلنا موقفنا من التحالف الذي تم تشكيله لمكافحة «داعش»، ونعتقد بأن أي خطوات تتخذ لمواجهة «الدولة الإسلامية» وأي تنظيم إرهابي آخر يجب أن تقوم على أساس القانون الدولي، وقبل كل شيء، موافقة السلطات الشرعية لتلك الدول التي يوجد فيها هذا الخطر الإرهابي».
وشدد لافروف على أنه من غير الجائز استغلال شعارات مكافحة الإرهاب من أجل تغيير الأنظمة، مؤكداً أن روسيا كانت تدعو لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الدولي طوال السنوات الماضية، وتسنى تحقيق بعض النتائج، لكن كانت هناك أيضاً معايير مزدوجة في سياسات الشركاء الغربيين الذين كانوا يرفضون إدانة عمليات إرهابية محددة في سورية، مؤكداً أن الشركاء الغربيين لم يدركوا خطر «داعش» إلا حين «رفع هذا التنظيم صوته وارتكب جرائم بشعة».
وفي السياق، لمح وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم أمس إلى أن الحيلولة دون سقوط بلدة كوباني السورية في أيدي مسلحي «داعش» لا يمثل هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة وقال إن فكرة إقامة منطقة عازلة يتعين أن تحظي بدراسة متأنية.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند: «من المروع متابعة ما يجري في كوباني في حينه… يتعين عليك أن تتروى وتتفهم الهدف الاستراتيجي». وأضاف: «على رغم الأزمة في كوباني فإن الأهداف الأصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنية الأساسية. نحن نسعى لحرمان الدولة الإسلامية من القدرة الكاملة عن شن ذلك ليس في كوباني فقط ولكن في جميع أرجاء العراق وسورية».
وأضاف كيري أنه يتوقع أن تقرر تركيا خلال الساعات والأيام المقبلة الدور الذي قد تلعبه ضد تنظيم «داعش»، في حين أشار هاموند إلى أن فكرة المنطقة العازلة مطروحة منذ بعض الوقت وإنها بحاجة إلى دراسة متأنية.
وقال هاموند: «فكرة المنطقة العازلة مطروحة. علينا أن نستطلع مع حلفائنا وشركائنا الآخرين ما هو المقصود بالمنطقة العازلة وكيف يمكن تطبيق هذا المفهوم لكني لا أريد بالقطع أن استبعدها في هذه المرحلة».
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إن اقتراح تركيا إنشاء منطقة عازلة ليس ضمن الخيارات العسكرية التي يجري بحثها في الوقت الذي يواصل التحالف العسكري بقيادة واشنطن ضرباته الجوية في سورية إلا أنه أقر بأنه أحدث بنود المحادثات مع أنقرة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحافي: «هذه ليست مسألة جديدة.» مشيراً إلى اهتمام تركيا السابق بإقامة المنطقة العازلة. وأضاف: «الموضوع ليس على طاولة البحث الآن بوصفه خياراً عسكرياً قيد البحث».
من جانبها أكدت طهران على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها مرضية أفخم استعدادها لتقديم الدعم اللازم في شأن مدينة عين العرب كوباني لو طلبت الحكومة السورية منها ذلك صفحة 13 .
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن أميركا وحلفاءها الإقليميين لا يحظون بالصدقية والجدية اللازمة في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي واصفاً الغارات التي يشنها التحالف ضد مواقع هذا التنظيم بالاستعراضية.
وقال بروجردي خلال استقباله رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان في طهران: «إن أميركا وحلفاءها في المنطقة وفروا الأرضية لتبلور الوضع الراهن عبر دعمهم للأعمال الإرهابية في سورية منذ نحو أربعة أعوام ولغاية الآن»، معرباً عن قلق بلاده إزاء تحركات التنظيم الإرهابي في المنطقة.
وفي السياق، أكدت مصادر في وحدات الحماية الكردية في عين العرب استعادة سيطرتها على الإحياء الشرقية للمدينة في مقتلة، وكاني، والصناعة وتمكنت من طرد مسلحي «داعش» إلى خارج المدينة.
وأضافت المصادر إن عملية استعادة السيطرة جرت بالتوازي مع سلسلة غارات لطائرات أميركا وحلفائها على مواقع «داعش» في عين العرب ومحيطها، حيث دمرت الغارات أكثر من ستين في المئة من آليات التنظيم الإرهابي بينما قتل ما لا يقل عن 45 عنصراً منه.
في هذا الوقت دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا المجتمع الدولي إلى التحرك فوراً للدفاع عن مدينة كوباني التي باتت على وشك السقوط بأيدي تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن التنظيم يستخدم دبابات ومدافع هاون مقابل أسلحة خفيفة للمقاتلين الكرد.
ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها في محيط مدينة دوما المعقل الأساسي للمسلحين في الغوطة الشرقية لدمشق، وتمكنت من فرض سيطرتها على منطقة المعامل في مزارع الريحان، وسط قصف مدفعي وجوي مركز استهدف تحصينات المسلحين وتحركاتهم داخل المدينة.