المقداد: وفد من منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة يزور سورية خلال أيام

أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أنّ وفداً من منظّمة حظر الأسلحة الكيميائية سيزور دمشق في غضون الأيام العشرة المقبلة، في إطار التحقيق في استخدام الكيميائي ببلدة خان شيخون.

وأكّد المقداد في حديث لوسائل إعلاميّة، «استعداد الحكومة السورية لبذل كلّ ما بوسعها لمساعدة خبراء المنظّمة على إنجاز عملهم والوصول إلى المكان الذي حصل فيه الهجوم الكيميائي المفترض».

وأشار إلى أنّ وفد المنظّمة الذي زار سورية في مطلع العام الحالي، لم يصل إلى خان شيخون، لأسباب أمنيّة، كما أنّه لم يزر قاعدة الشعيرات الجويّة بريف حمص حينذاك.

وأضاف المقداد، أنّ دمشق تعوّل على «مهنيّة وحياديّة» آليّة التحقيق المشتركة التي ستزور سورية، «من أجل بيان مَن استخدم السلاح الكيميائي».

وتابع: «سنطلب منهم التوجّه إلى قاعدة الشعيرات، وبذلك ستقدّم سورية الدلائل على أنّه لا صلة لها باستخدام الغاز السام» في خان شيخون.

وسبق لبعثة التحقيق أن أكّدت واقع استخدام غاز السارين السام في خان شيخون بريف أدلب، في 4 نيسان الماضي، من دون زيارة مكان الحادث.

تجدر الإشارة إلى أنّ خان شيخون لا تزال تقع ضمن نطاق سيطرة الميليشيات الإرهابيّة.

وحمّلت الولايات المتحدة الحكومة السورية المسؤولية عمّا حدث، وقامت بقصف مطار الشعيرات التابع للجيش السوري في 7 نيسان، بحجّة أنّ الطائرات التي نفّذت هجوم خان شيخون انطلقت من الشعيرات.

وتنفي الحكومة السوريّة التي انضمّت لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائيّة في العام 2013، كافّة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائيّة، مؤكّدة أنّها لم تعد تملك أيّ أسلحة كيميائية بعد إتلاف كافة ترسانتها من هذه الأسلحة تحت إشراف دوليّ.

ميدانياً، أكّدت وزارة الدفاع الروسيّة أنّ الجيش السوريّ استكمل أمس عملية استعادة مدينة السخنة من قبضة تنظيم «داعش»، ما يفتح أمامه الطريق للتقدّم بُغية رفع الحصار عن دير الزور.

وأعلنت الوزارة في بيان لها، أنّ وحدات الجيش السوريّ مدعومة من القوّات الرديفة وبإسناد من سلاح الجوّ الروسي، طردت مسلّحي التنظيم من الأحياء الشرقيّة والغربيّة من المدينة، وواصلت تقدّمها لتحرير وسط وجنوب السخنة وإحكام السيطرة الكاملة عليها بحلول الساعة السابعة صباحاً.

وكشفت الوزارة، أنّ المرحلة الحاسمة لعملية تحرير المدينة جرت عبر مراحل عدّة، إذ تمكّن الجيش الخميس الماضي من إحكام السيطرة على جميع المرتفعات الحاكمة في محيط السخنة ومحاصرتها بالكامل.

وفي سياقٍ متّصل، قال الاعلام الحربيّ إنّ الجيش السوري وحلفاؤه قطعوا الطريق بين «المحطة الثانية» و«حميمة» بريف حمص الشرقي، موقعين قتلى وجرحى في صفوف تنظيم «داعش».

وكانت القوّات السورية رفعت العلم السوري وسط مدينة السخنة، وقالت مراسلة «الميادين» إنّ الجيش السوري وحلفاءه تمكّنوا من تأمين كامل محيط السخنة بريف حمص الشرقي، مؤكّدةً أنّ السخنة كانت ممرّ إمداد رئيسي لـ«داعش» في معارك الرقة ودير الزور.

وكشفت مصادر، أنّ «داعش» انطلق من السخنة لاحتلال تدمر ومهين وحوارين وغيرها نظراً لموقعها الاستراتيجي، وأشارت إلى أنّ التنظيم حاول إرسال وساطات لإفساح المجال له للانسحاب من السخنة بدون قتال، لكنّ الجيش والحلفاء رفضوا. وأضافت أنّ استعادة مدينة السخنة بريف حمص الشرقي تعني أنّ قرار معركة دير الزور بات قريباً.

وأكّدت المصادر، أنّ «داعش» قاتل بشراسة في السخنة لأهميتها كموقع استراتيجي، حيث أنّ المدينة تقع في قلب خريطة سورية جغرافيّاً، وذكرت أنّ أبناء العشائر في المنطقة شاركوا إلى جانب الجيش السوري في المعركة ضدّ «داعش» لتحرير أراضيهم وإعادة زراعتها.

من جهته، قال القائد العسكري للمنطقة الشرقيّة اللواء محمد خضّور للـ»ميادين»، إنّ «تحرير السخنة كان المرحلة الأصعب، وسنتجّه بعدها إلى دير الزور لتحريرها من الإرهاب، وفكّ الحصار عن الحامية العسكرية المحاصرة بداخلها».

وأكّد خضّور، أنّ الجيش السوري لجأ إلى المناورات القصيرة والخاطفة، و«داعش» لا يستطيع مواجهة سياسة التطويق بل يعمد للهرب». وأضاف اللواء، أنّ «داعش حاول القيام بهجوم معاكس أكثر من مرة ولكنّنا أفشلنا كلّ هجماته، وبعد السيطرة على جبل طرطور وسلسلة الجبال المحيطة تمّ تطويق السخنة والقضاء على «داعش» فيها».

تجدر الإشارة إلى أنّ الجيش السوري أحرز تقدّماً ملموساً في ريف حمص الشرقي منذ تحرير مدينة تدمر في أوائل آذار الماضي، وأعلنت وكالة «سانا» الرسميّة أمس السبت، أنّ وحدات الجيش استعادت السيطرة على مدينة السخنة، آخر معاقل تنظيم «داعش» في المحافظة.

وواصلت القوّات السورية تقدّمها في ريف حمص الشرقي بالأشهر الأخيرة بُغية الالتقاء بالأخرى القادمة من محافظة الرقة، ممّا سيُتيح لها محاصرة أراض واسعة يسيطر عليها «داعش» في أرياف حمص والرقة وحماة.

في الوقت نفسه، أفادت وسائل الإعلام السوريّة منذ أشهر، بأنّ قيادة الجيش صوّبت أنصارها نحو مدينة دير الزور المحاصرة وتتهيّأ لإطلاق حملة لرفع الحصار عنها.

وأكّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس هذه المعلومات، إذ أشار إلى الأهميّة الاستراتيجية الاستثنائية التي تحظى بها دير الزور كإحدى النقاط الرئيسيّة عند نهر الفرات، مشيراً إلى أنّ تحرير المدينة سيظهر مدى نجاحات الجيش السوريّ في الحرب على «داعش».

ووصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، مدينة دير الزور، بأنّها إحدى النقاط الرئيسيّة في سورية، قائلاً إنّ تحريرها سيظهر مدى النجاح في الحرب على «داعش» بهذا البلد.

وأشار شويغو إلى أنّ الجهود التي بذلتها روسيا في الآونة الأخيرة من أجل الفصل بين العناصر المتطرّفة وفصائل المعارضة، أتاحت للجيش السوريّ إرسال قوّة إضافيّة ملموسة إلى جبهات القتال ضدّ المتطرّفين، مضيفاً أنّ مساحة الأراضي التي تسيطر عليها القوّات الحكوميّة توسّعت مرّتين ونصف المرة خلال الشهرين الماضيين، مقارنةً مع ما كان عليه الوضع قبل وصول قوّات المساعدة الروسيّة إلى سورية.

وذكر وزير الدفاع الروسي، أنّ سورية شهدت في ذلك الوقت حربين متوازيتين، إحداهما الأهليّة بين الحكومة والمعارضة، والثانية ضدّ الإرهاب، وقال إنّ موسكو بدأت العمل منذ البداية على إقناع الأميركيّين بضرورة الفصل بين المتطرّفين والمعارضة، غير أنّها لم تتمكّن من المضيّ قُدُماً في هذا الاتجاه على مدى نحو عام، قبل إنشاء مناطق خفض التوتّر ونشر الشرطة العسكريّة الروسيّة فيها.

وتابع شويغو: «إنشاء مناطق خفض التوتّر يمثّل ذلك الفصل بين المتطرّفين والمعارضة الذي جرى الحديث عنه، وعندها قلنا هذه منطقة لخفض التوتّر، وهناك فيها معارضة معتدلة ومعارضة ليست معتدلة إلى الحدّ المطلوب، ولكنّها معارضة، فليس هناك قطّاع طرق. وإذا ما وجد هناك هؤلاء قطاع الطرق فيتعيّن على قوى المعارضة الموجودة داخل تلك المنطقة أن يحاربوهم».

وأضاف شويغو، أنّ مناطق تخفيف التوتر في سورية مفتوحة لتلقّي المساعدات الإنسانية، مشدّداً على أنّ موسكو تنتظر من منظّمات دوليّة، لا سيّما الأمم المتحدة، تقديم دعم إلى السوريّين.

وأعرب شويغو عن جاهزيّة موسكو لتأدية دور الوسيط وتنظيم عمليّات إيصال هذه المساعدات إلى سكان مناطق تخفيض التوتر، مشيراً إلى أنّ التعاون بين روسيا والمنظّمات الإنسانيّة الدوليّة سيسهم في عودة اللاجئين الداخليّين ثمّ الخارجيّين إلى منازلهم.

وكان مصدر عسكري في الجيش السوريّ، أفاد بأنّ قوات الجيش نفّذت عملية إنزال جويّ ليليّ بعمق عشرين كيلومتراً خلف خطوط تنظيم «داعش» على الحدود الإداريّة بين الرقّة وحمص.

المصدر أضاف، أنّ الجيش السوري وحلفاءه يتابعون عمليّاتهم بنجاح في عمق البادية، حيث نفّذ الجيش عملية إنزال جويّ جنوب بلدة الكدير على الحدود الإداريّة بين الرقّة وحمص، حيث جرى تأمين تقدّم القوّات لمسافة واحد وعشرين كيلومتراً على هذا الاتجاه في ظلّ السيطرة على خربة مكمان وبلدة الكدير.

على صعيدٍ آخر، قُتل 40 مسلّحاً على الأقلّ وأُصيب العشرات في تفجير نفّذه انتحاريّ استهدف معسكراً لجيش الإسلام على أطراف بلدة نصيب بريف درعا الشرقيّ جنوب سورية.

وقالت مصادر معارضة، إنّ الانتحاري كان من ضمن المنتسبين إلى الدورة الجديدة التي افتتحها «جيش الإسلام» في أحد معسكراته الذي جرى فيه التفجير، ويدعى «أبو ثابت»، وفق شهادة أحد الجرحى الناجين.

وأشارت المصادر إلى أنّ الانتحاري فجّر نفسه ضمن مقرّ كبير خلال تناول المسلّحين طعام العشاء، ما أدّى إلى وقوع انفجار كبير سُمع دويّه في أرجاء المنطقة وأسفر عن مقتل وجرح كامل من كان ضمن المقرّ، ويبلغ تعدادهم نحو 100 مع المتدرّبين.

وأفادت المصادر، أنّه من بين القتلى والجرحى فتية صغار لم تتجاوز أعمارهم الـ14 عاماً، تمّ استقطابهم من قِبل «جيش الاسلام» لتدريبهم وزجّهم على جبهات القتال.

وتحدّث ناشطون عن استنفار لكافّة الفصائل في المنطقة الجنوبيّة عقب التفجير، والذي أدّى إلى العثور على سيارة مفخّخة كانت مُعدّة للتفجير في بلدة الطيبة شرق درعا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى