نصرالله ورسائل النصر: للإسرائيليين: فكّكوا ديمونا للبنانيين: مقاومتكم وطنية لا فئوية حرب داعش لا تحتمل مزايدات العلاقة بسورية مصلحة لبنانية محور المقاومة ينتصر
كتب المحرّر السياسي
على إيقاع الاستعدادات لمعركة تحرير ما تبقّى من الجرود بيد داعش، والاستعداد لمواصلة الحرب إلى جانب الجيش السوري في دير الزور، وملاقاة انتصارات العراق، والانتصار لمعاناة اليمن وجراحاته، جاء خطاب النصر للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى الحادية عشرة لانتصار المقاومة في حرب تموز 2006، كشف حساب لمشروع المقاومة وتعاظم قوتها أمام الأعداء والخصوم والأصدقاء وجمهور المقاومة.
رسائل السيد الأهمّ بقيت لـ«الإسرائيليين» بتأكيد أنّ زمن التهديد «الإسرائيلي» بالحرب قد ولّى، وليس زمن الهزائم فقط، وأنّ زمن الذعر «الإسرائيلي» من خطر الحرب قد بدأ بتفكيك حاويات الأمونيا بعد حملة المقاومة بالتهديد باستهدافها في أيّ حرب مقبلة، مفتتحاً حملة تفكيك مفاعل ديمونا النووي، باعتباره أشدّ خطراً إذا ما أصابته صواريخ المقاومة في أيّ مواجهة محتملة، واعداً بجيل أشدّ خبرة من المقاومين، وبجيل أشدّ فتكاً من السلاح، وبجيل أوسع مدى من التحالفات والتداعيات في الحرب المقبلة، حيث الكلفة للحرب أعلى بكثير من عائداتها المفترضة.
نحو المنطقة صوّب السيد على أولوية الحرب على الإرهاب، وموقع المقاومة منها مقابل الموقع المتحالف مع الإرهاب والمنافق في حربه المدّعاة عليه، لمن يهاجمونها ويعقدون الأحلاف ضدّها، ويستصدرون العقوبات بحقها وحق جمهورها ومريديها، وواشنطن وحلفائها في مقدمة هؤلاء، واصفاً تهديداتهم بالتهويل والحرب النفسية لزعزعة الإرادات ومنعها على المستويين اللبناني والعربي، من إباء التعاطف مع المقاومة وانتصاراتها، داعياً للثبات والصلابة بوجه التهديدات، لأنّ القوة أولاً وأخيراً هي قوة الإرادة والإيمان بالحق، ورفض الرضوخ للابتزاز، والمنطقة ترسم مستقبلها عكس المشيئة الأميركية، فكيف يخاف منتصر من مهزوم. فالمشروع الأميركي سقط أو هو في طريق السقوط، وسورية تتعافى وتنتصر، وقوى المقاومة تنهض في الساحات كلّها ويشتدّ عودها ويصلب. وهذه المقاومة لا تطلب شيئاً لنفسها، ولا لفئة ولا لطائفة، فلا خوف منها ومن تنامي قوتها، بل الخوف إنْ ضعفت، وهي لن تضعف، بل إلى المزيد من القوة والمزيد من الانتصارات.
عن الداخل اللبناني، ركّز السيد نصرالله على معارك الجرود مع داعش من موقع الحرص الوطني والوقوف وراء الجيش اللبناني، محذّراً من المزايدات وفرض المهل والمقارنات، واعداً بنصر حاسم ما لم تذهب الأمور نحو حلّ ينهي وجود داعش. ومن حرب الجرود فتح السيد باب العلاقة اللبنانية السورية داعياً لمقاربة من باب مصلحة لبنان، وليس من باب الكيد والعناد. فها هي سورية عائدة بنظامها وجيشها ورئيسها وقدر لبنان الجغرافي أنها جاره الوحيد، وبوابة عبور زراعته وصناعته، ومسؤولية أيّ حكم في لبنان مراعاة مصالح البلد والمواطنين، ومن بينها إقامة أفضل العلاقات مع هذا الجار الأوحد وليس إسقاط الرغبات السياسية والالتزامات لتدفيع البلد وأهله ومصالحه ثمنها، مشيداً بموقف رئيس الجمهورية تصويبه للأمور في مجال التنسيق العسكري بين الجيشين اللبناني والسوري ومنع الضغوط على الجيش لفرض مقاربة للمعركة بطريقة تغامر به وتعرّضه للمخاطر.
المقاومة لا تريد مكاسب لحزب أو طائفة، فلا تخافوا من انتصاراتها، هي كلمة السيد للذين يحاولون زرع المخاوف من كيفية توظيف المقاومة لانتصاراتها. ودليله تاريخ المقاومة وانتصاراتها، التي أثبتت أنها مقاومة وطنية لا همّ لها سوى تحقيق أهداف وطنية تسعى لتحقيق أوسع إجماع حولها، وأوسع شراكة باستثمار عائدات انتصاراتها.
نصرالله: انتهى زمن التهديد «الإسرائيلي»
أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب بالذكرى السنوية الحادية عشرة للانتصار عام 2006 في بلدة الخيام الجنوبية، مطلقاً عدداً من المواقف التي تحمل رسائل في أكثر من اتجاه.
بداية ومن وحي ذكرى انتصار تموز، خاطب السيد نصرالله كيان الاحتلال، مستشهداً بحديث أحد قادته العسكريين عن ملحمة تدمير الدبابات «الإسرائيلية» في سهل الخيام خلال عدوان تموز، مشدّداً على دور والمقاومة أهميتها وتعاظم قدرتها وتراكم نقاط القوة لديها منذ تحرير العام 2000 حتى الآن، وقد خرج السيد نصرالله عن المألوف في تظهير وإعلان معادلات الردع كمثل قصف مواقع أو منشآت «إسرائيلية»، وذهب الى مكان آخر في النقاش، كاشفاً عن معادلة جديدة وهي عجز العدو عن منع تعاظم قوة وقدرات المقاومة إلى درجة إعادة النظر بلجنة «فينوغراد» والحديث عن ثغرات جديدة لم يذكرها التقرير، وبالتالي بات العدو عاجزاً عن وقف أو الحدّ من تعاظم هذه القوة المتراكمة التصاعدية.
واعتبر أن «الزمن الذي كان فيه الإسرائيلي يهدد وينفذ انتهى ونحن في زمن النصر». وأضاف: «كل مَن راهن ويراهن على ضرب محور المقاومة خابت وتخيب وستخيب آماله»، ولفت الى أن «الإسرائيليين يتجنبون خوض أي حرب على لبنان، لأنهم يعلمون الكلفة الباهظة عليهم».
وحذّر السيد نصرالله من أن أي «قوات برية صهيونية ستدخل إلى جبالنا وسهولنا لن ينتظرها سهل الخيام كما 2006 بل مضروباً بالمئات»، مبيّناً أن «القصة ليست في العدد ولا الدبابات لكن القصة في الثبات في الأرض»، ومؤكداً أن «معادلة حرب تموز قدمت نموذجاً لرجالنا الذين ثبتوا في الأرض في مقابل فرار جنود العدو كالفئران».
وثبت نجاح الحرب النفسية التي فرضتها المقاومة والسيد نصرالله تحديداً على كيان العدو ومستوطنيه ومؤسساته مع تحديد العدو 13 أيلول المقبل، موعداً لنقل حاويات الأمونيا في حيفا إلى مكان آخر، لكن السيّد بشر العدو بأننا نملك المزيد من المفاجأت الأكثر خطراً وتأثيراً على الكيان، وهو مفاعل ديمونا في إشارة منه بطريقة مرمّزة تحمل رسالة بأن ما بعد الأمونيا في حيفا هو ديمونا في النقب.
وذكّر الأمين العام لحزب الله القادة والسياسيين اللبنانيين المعنيين بتلقي التهديدات الأميركية في كواليس الصالونات والاجتماعات، بأن لا داعي للرضوخ لهذا الابتزاز والتهديد بإمكانية شن حرب «إسرائيلية» على لبنان ما دام القادة «الإسرائيليون» ومراكز الدراسات «الإسرائيلية»، يتحدثون عن قدرة الردع لدى المقاومة وعن الكلفة العالية التي قد يتكبّدوها مقارنة بتحقيق بالأهداف المنشودة، فلا خيار أمام العدو إلا الانضباط ضمن معادلة القوة التي فرضتها المقاومة. وبالتالي لماذا يخضع اللبنانيون لتهديدات خارجية هدفها تحقيق مكاسب سياسية فقط؟
وتطرّق السيد نصرالله إلى مشروع قرار العقوبات المالية على لبنان. وكان واضحاً بأن من يبشرنا ويهددنا بعقوبات مقبلة لن تغير شيئاً باستمرار تعاظم قدرة المقاومة. وبالتالي لا حاجة للتفاعل مع هذا التهديد، إذا استطعنا أن نكون موحّدين لتفويت الفرصة على الأعداء للاستثمار على العدوان.
وطمأن سيد المقاومة بأن المقاومة لن تسعى الى الاستثمار السياسي في الداخل لانتصارات الجرود، بل إن المقاومة تدرس وتخطط وتبحث على مدار الساعة واليوم والسنوات المتراكمة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، ودعا الى الاستثمار الداخلي على هذه المقاومة كعنصر قوة ضمن المعادلة الذهبية.
ولفت الى الثغرة التي مثلها آنذاك الرئيس فؤاد السنيورة في حرب تموز غامزاً بشكلٍ ايجابي من قناة رئيس الحكومة سعد الحريري ضمن الحديث عن الرئاسات الثلاث المنتجة المنسجمة التي تشكل الموقف الوطني المتضامن في وجه أي حرب أو ضغوط على لبنان، وألمح الى أن الفريق اللبناني لم يتجاوب مع طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وكشف السيد نصرالله في موضوع الجرود أمرين:
الأول دعا لعدم تحديد مهلة زمنية لتحقيق الإنجاز والابتعاد عن إجراء مقارنة بين ما أنجزته المقاومة في الحرب على «جبهة النصرة» في عرسال، وبين ما قد يقوم به الجيش في المعركة مع «داعش» وقطع بذلك دابر أي استثمارٍ فتنوي بين الجيش والمقاومة والثاني وقوف المقاومة والجيش السوري خلف قيادة الجيش اللبناني في تحديد الساعة الصفر للمعركة، وما يعنيه ذلك من إعطاء الاولوية للجيش في هذه المعركة.
وعلى صعيد العلاقات اللبنانية السورية، دعا السيد نصرالله الفريق الآخر الى نقاشٍ موضوعي هادئ بعد هزيمة المشروع الذي راهن عليه للتفكير بالمصلحة الوطنية العليا في إطار مقاربة العلاقة بين البلدين، لا سيما أن هذا الفريق يقبل بالجلوس والتفاوض مع «إسرائيل» ولا يقبله مع الدولة والجيش والنظام في سورية التي اعترف به العالم وسلّم ببقاء رئيسه ودور جيشه في مكافحة الإرهاب، علماً أن العلاقة بين الدولتين مصلحة لبنانية قبل أن تكون سورية بحكم الجغرافيا. وعدّد نصرالله كافة الاعتبارات السياسية والأمنية والعكسرية والاقتصادية والنفطية التي تعزز هذا المنطق.
في الشأن السوري أكد الامين العام للحزب بأن الرئيس الأسد باقٍ والدولة السورية باقية والجيش باقٍ، مشيراً إلى أن مشروع المقاومة انتصر والمشروع الآخر هزم أو في المرحلة الأخيرة من الهزيمة جازماً بأن سورية مقبلة على تسوية سياسية في نهاية المطاف لن تطول كثيراً، وربما بمشاركة بعض المعارضة «المعتدلة» في السلطة مع النظام.
وعدّد السيد نصرالله بعض من التحولات في المنطقة والعالم التي تصبّ في مصلحة محور المقاومة، في ظل استعداد دول الخليج للتخلّي عن أثقال المرحلة الماضية وكلام وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الى أركان المعارضة بأن عليكم أن تتأقلموا مع بقاء الرئيس الأسد واضح، ما يؤكد بأن النظام السعودي يستعدّ للحاق بركب الدول الجديد ويمثل موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قاطرة لمواقف آخرين.
وختم السيد خطابه بلفتة إنسانية لجهة استمرار الحرب على اليمن وحمّل المسؤولية للولايات المتحدة والسعودية، داعياً الى تسوية سياسية توقف القتل والحرب وتفشي المرض بين الشعب اليمني والتخلي عن المكابرة والاقتناع بأن المشروع وصل الى طريق مسدود.
جهاز تجسّس للعدو في الباروك
وفي غضون ذلك، كشفت المقاومة عن جهاز تجسس إسرائيلي جديد في جبل الباروك مقابل بلدة صغبين وبحيرة القرعون في البقاع الغربي، وكان العدو الإسرائيلي قد فجّره عن بُعد قبل فترة، خشية من انكشافه، وقد تناثرت قطعه في المنطقة.
وبحسب ما أفاد الإعلام الحربي، فإن الجهاز يكشف كامل قرى البقاع الغربي، مروراً بالطريق الدولية، ووصولاً إلى السلسلة الشرقية للبنان.
وقد تمّ العثور على مادة «الفبركلاس» التي كانت تغلف جهاز التجسس على شكل صخرة كانت مثبتة بإحدى الصخور، كما عاين الجيش اللبناني مكان اكتشاف الجهاز.
ترحيل الجزء الثاني من المسلحين فجراً
وأرجئ ترحيل ما تبقى من مسلحي «سرايا أهل الشام» وعائلاتهم الى الخامسة فجر اليوم بعد أن تأخر انتقالهم لأسباب لوجستية وتوقف الحافلات في عدد من المحطات أثناء دخولها من فليطة إلى الأراضي اللبنانية، وبعض الإجراءات الأمنية والميدانية وعمليات التفتيش للمرحَّلين، للتأكد من هوياتهم بإشراف الجيش اللبناني والأمن العام، ورقابة من الصليب الأحمر.
وقد تمّ ترحيل الجزء الأول فجر أمس الأول الى منطقة الملاهي في جرود عرسال، حيث أقلت عشرين حافلة عدداً من المسلحين الى الداخل السوري، على أن يتوزّعوا بين مناطق سيطرة الدولة السورية ومنطقة الرحيبة التي يسيطر عليها «الجيش الحر».
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن «انتقال المسلحين الى الرحيبة لاقى اعتراض الدولة السورية في بادئ الأمر، لخضوع هذه المنطقة الى سيطرة المعارضة مع اقتراب إنجاز تسوية فيها مع الحكومة السورية برعاية روسية، وكان الخوف بأن يرفع المسلحون من شروطهم بعد انضمام مسلحي سرايا أهل الشام اليهم، لكن التنسيق بين قيادة حزب الله والقيادة السورية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أدى الى تسهيل الأمر». أما العقدة الثانية، بحسب المصادر، فكانت «رفض الدولة السورية طلب المسلحين الخروج بسياراتهم الخاصة والأسلحة الثقيلة، بينما نشأ خلاف بين المسلحين أنفسهم، بين مَن يريد العودة الى مناطق سيطرة الدولة السورية لتسوية أوضاعه وبين مَن يريد الانتقال الى مناطق سيطرة ما يُسمّى بالجيش الحر».
وقد أعلن اللواء إبراهيم ، في حديث صحافي، أنّ «اتفاقية خروج « سرايا أهل الشام » أُنجزت بشكلها النهائي عند الرابعة فجراً من دون أي تغيير في مضمونها»، مشيراً إلى أنّ «المسلحين سيخرجون بالباصات بسلاحهم الفردي فقط إلى الرحيبة بمواكبة الأمن العام».
«السلسلة» في بعبدا
وعلى وقع الإضراب الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية ينعقد اللقاء الحواري الاقتصادي الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، بحضور رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري وعدد من الوزراء المختصين وممثلين عن القطاعات المختلفة، للتشاور في قانونَيْ سلسلة الرتب والرواتب والضرائب لتمويلها.
ورفعت حركة أمل من لهجتها لناحية رفضها المساس بـ»السلسلة»، فقد ناشد وزير المال علي حسن خليل ، رئيس الجمهورية، إلى أن يبادر إلى توقيع القانون «السلسلة»، ولفت حسن خليل، إلى «أنّنا مستعدّون أن نناقش بعد هذا الأمر كقوى سياسيّة وكتل نيابية أي تعديل تفرضه الوقائع والمعطيات العلمية الّتي لا أحد يمكن أن يهرب من مواجهتها أو التعاطي معها».
«خلية العبدلي»
على صعيد آخر، يبدو أن قضية ما يُسمّى بـ»خلية العبدلي» تتجه الى المعالجة بين الحكومتين اللبنانية والكويتية، حيث أكد نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ، في حديث تلفزيوني، حرص بلاده على استمرار العلاقات الجيّدة التي تربط الكويت بلبنان . وقال: «شددنا على أشقائنا في لبنان على ضرورة أن نعمل سوياً على تعزيز أمن البلدين ونمو العلاقات في مختلف جوانبها، ونحن في الكويت سنبقى ندعم أشقاءنا في لبنان».
و أشار الرئيس الحريري ، في تصريح له من الكويت إلى أن «هناك استياء كبيراً من قبل الكويت على خلفية ملف خلية العبدلي وسنتعاون بهذا الموضوع لمعالجته»، وأوضح أن «هذه الزيارة قمنا بها لنقول إن لبنان بلدكم ونحن في الحكومة ضد اي عمل أمني وإن أمن الكويت من أمن لبنان». وقال: «علينا أن نعالج الموضوع بشكل واضح وجريء، لأن هذا واجبنا كدولة».
والتقى الحريري أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.