موسكو تشيد بعملية الإنزال الجويّ لوحدات من الجيش في مناطق انتشار «داعش» بين ريفَيْ الرقة وحمص
أشادت وزارة الدفاع الروسيّة بعملية الإنزال التي قامت بها وحدات من الجيش العربي السوري في عمق مناطق انتشار تنظيم «داعش» الإرهابيّ بين ريفَيْ الرقة وحمص، ووصفت العمليّة بأنّها «بارعة».
وكانت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوّات الرديفة نفّذت أول أمس، عملية إنزال جوّي ليليّ بعمق 20 كم خلف خطوط تنظيم «داعش» جنوب بلدة الكدير على الحدود الإداريّة بين الرقة وحمص.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها أمس، إنّ «القوّات السورية نفّذت الليلة قبل الماضية عملية إنزال جويّ بارعة في عمق مناطق سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، مبيّنةً أنّ «العملية أسفرت عن تحرير بلدة الكدير على الحدود الإداريّة بين الرقة وحمص».
وأكّدت الدفاع الروسية، أنّ «العملية جرت بقيادة أحد أبرز القادة العسكريّين السوريّين، وهو العميد سهيل حسن وبمشاركة المستشارين العسكريّين الروس بشكلٍ مباشر في التحضير لعمليّة الإنزال الجوّي وإدارتها».
وأسهمت عملية الإنزال الجوّي التي قامت بها وحدات من الجيش العربي السوري في تأمين تقدّم الجيش لمسافة 21 كم والسيطرة على خربة مكمان وبلدة الكدير، والتقدّم لمسافة 12 كم جنوب شرقي الرقة والسيطرة على قرية بير الرحوم بعد القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيّي «داعش» وتدمير 3 دبابات و17 عربة مزوّدة برشاش و7 سيارات مفخّخة وإبطال اثنتين والاستيلاء على دبابتين وعدد من المدافع المتنوّعة.
على صعيدٍ آخر، أعلنت المعارضة المسلّحة في ريف حمص عن التوصّل إلى اتفاق جديد مع الوسيط الروسي بشأن أبعاد وقف إطلاق النار في منطقة تخفيض التوتّر المزمع إقامته.
وذكرت مواقع تابعة للمعارضة، أنّ وفد تفاوض مكلّفاً من قِبل الهيئة العامّة للمفاوضات في ريف حمص الشمالي توصّل للاتفاق على 4 بنود مع الوفد الروسي، وذلك بعد اجتماع تمّ في خيمة أُنشئت لهذا الغرض في بلدة المحايدة قرب بلدة الدار الكبيرة بريف حمص.
وتتلخّص البنود الأربعة في ما يلي:
– بدء صياغة مشروع اتفاق جديد ومناقشته مع الوفد الروسيّ في الجلسات القادمة.
– الالتزام بوقف إطلاق النار ضمن منطقة تخفيف التوتر.
– تسهيل دخول قوافل الإغاثة الأمميّة.
– التأكيد على الإفراج عن كافّة المعتقلين، وأن هذا البند سيكون من أولويّات بنود الاتفاق.
وحسب مواقع المعارضة، وعد الطرف الروسي خلال الاجتماع بإيقاف خروقات وقف إطلاق النار من قِبل الجيش السوري وتجديد الهدنة، إذ من المقرّر أن تُعقد خلال الأيام المقبلة اجتماعات أخرى لتقييم آليّة سير الاتفاق.
وتمّ الإعلان عن الهدنة في ريف حمص أوائل الشهر الحالي، لتشمل المناطق من دير فول حتى طلّف شمال حمص، متضمّناً الحولة والرستن وتلبيسة. كما يتضمّن نشر قوّات روسيّة في معبرين وثلاث نقاط رصد على طول خط التماس، مهمّتها الفصل بين الجيش وفصائل المعارضة.
إلى ذلك، اغتالت «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة سابقاً ، رضا الحريري المعروف بأبي عبدالله الحسيني نائب قائد الأركان في «جيش الإسلام»، وذلك بتفجير عبوة ناسفة بسيارته على طريق الشيفونية في الغوطة الشرقيّة لدمشق.
وجاءت عملية الاغتيال بالتزامن مع هجوم لـ«هيئة تحرير الشام» على مواقع «جيش الإسلام» في الأشعري بالغوطة الشرقيّة باستخدام الدبابات، حيث استهدفت العبوة سيارة الحريري خلال توجّهه إلى نقاط رباط مقاتليه في مواجهة «النصرة» على جبهة الأشعري.
ويُعتبر الحريري الرجل الثاني في «جيش الإسلام»، وكان من أبرز مساعدي زهران علوش، القائد السابق لـ«جيش الإسلام» والذي قُتل في غارة جويّة للجيش السوري .
والحريري من مواليد بلدة بصرى الحرير 1989، وحائز على إجازة جامعيّة في اختصاص هندسة الطيران، وقاد عملية عدرا العماليّة التي ارتكب فيها «جيش الإسلام» مجازر وحشيّة بحقّ المدنيّين وأُسر عشرات الأطفال والنساء.
وكان قائد لواء «الإمام الحسين»، ومن ثمّ اندمج مع جيش الإسلام وتولّى مهام نائب قائد الأركان، و قائد اللواء السادس أحد أكبر ألوية «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية.
وكان الحريري المخطِّط لمعظم معارك «جيش الإسلام» ضدّ الجيش السوري في دمشق والغوطة الشرقية، ومنها معركة «الله غالب» ومعركة «الله أعلى وأجلّ» ومعركة «ذات الرقاع 4»، والتي فشلت جميعها في إحداث أيّ خرق على جبهات الجيش السوري، الذي نفّذ هجمات معاكسة سيطر فيها على مواقع كبيرة لـ«جيش الإسلام».
وكان «فيلق الرحمن» اعتقل الحريري في الغوطة الشرقية، ومن ثمّ جرى الإفراج عنه في عمليّة تبادل أسرى عام 2016، وقاد بعدها عمليّة القضاء على «النصرة» في الغوطة الشرقية على محورَيْ الأشعري والأفتريس حيث جرت عملية اغتياله.
وذكر ناشطون، أنّ «جيش الإسلام» أعدم كلّاً من عبد الرحمن وليد ربيع أحد أبرز أمراء «جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية، وعبد الرحمن صخر الملقّب أبو القعقاع الدرعاوي القائد العسكري في «جبهة النصرة» لقطاع عدرا سابقاً، وذلك ردّاً على عملية اغتيال الحريري، حيث كانوا في سجونه منذ 4 أشهر بعد أسرهم خلال المواجهات في الغوطة الشرقية.
وتشهد الغوطة الشرقية معارك بين «جيش الإسلام» و«هيئة تحرير الشام» منذ نيسان الماضي، ما أدّى إلى مقتل وجرح المئات بينهم قياديّون.