معركة تلّعفر.. ساعة الصفر تقترب ومشاركة الحشد مؤكّدة
في حين أكّد المتحدّث بِاسم وزارة الدفاع العراقية محمد الخضري، أنّ معركة تلّعفر بدأت بضربات جوّية ضدّ تحصينات «داعش» في المدينة، وأنّ الاستعدادات جاهزة لطرد التنظيم من تلّعفر والحويجة بعد تمركز القوّات العراقية في مواقعها المرسومة. في هذا الوقت، أعلن المتحدّث بِاسم الحشد الشعبي العراقي أحمد الأسدي أمس، عن تحديد موعد انطلاق معركة تحرير قضاء تلّعفر غرب الموصل من قبضة تنظيم «داعش».
وقال الأسدي أثناء مؤتمر صحافي عقده في العاصمة بغداد: «تمّ تحديد موعد أوّليّ لهذه العمليات، وستُعلن ساعة الصفر من قِبل رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد اكتمال جاهزية التشكيلات»، مضيفاً أنّ المعركة ستعلَن خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكّد المتحدّث، أنّ مشاركة الحشد في الحملة المقبلة ستكون فاعلية وأساسية، موضحاً أنّ معظم الفصائل المنضوية تحت راية الحشد ستخوض صراعاً إلى جانب الجيش في جميع محاور القتال.
وذكر الأسدي، أنّ الحشد سيشارك في العمليّة تحت غطاء جوي للطيران الحربي العراقي، و«لن نحظى بإسناد من التحالف الدولي»، مشيراً إلى أنّ فصائل الحشد تحرّكت خلال الأيام الماضية على مناطق غرب الأنبار باتجاه الحدود مع سورية بهدف إغلاق الحدود واستكمال السيطرة عليها.
وشدّد المتحدّث على أنّه لدى الحشد حقّ في الردّ على أيّ اعتداء يتعرّض له من أيّ طرف كان، وأشار إلى أنّ حادث استهداف القوّات الأميركية لـ«كتائب سيد الشهداء» عند الحدود السورية العراقية قبل أسبوع وقع في عمق الأراضي السوريّة.
في الوقت نفسه، تتضارب أنباء عن مدى مشاركة الحشد في معركة تلّعفر على خلفية هذا الحادث، إذ أكّد القيادي في الحشد جواد الطليباوي السبت الماضي، أنّ أغلب فصائل الحشد ستمتنع عن المشاركة في المعركة، ووصف الحشد والولايات المتحدة بأنّهما «ضرّتان لا تجتمعان».
تجدر الإشارة إلى أنّ معركة تحرير قضاء تلّعفر ستكون مرحلة مقبلة في الحرب على تنظيم «داعش» في البلاد بعد طرد الإرهابيّين من مدينة الموصل. وأعلن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي، أنّ القوّات العراقية مستعدّة لبدء العمليّة وتنتظر «الضوء الأخضر» من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
ميدانياً، أعلنت قيادة قوّات الحشد الشعبي العراقي مقتل وإصابة 28 من عناصر تنظيم «داعش» خلال عملية على الحدود العراقيّة السوريّة.
وجاء في بيان صادر عن قوّات الحشد الشعب، أنّ الأخيرة صدّت الأحد هجوماً نفّذه عناصر «داعش» من ثلاثة محاور على الحدود السورية العراقية شمال تلّ صفوك.
وبحسب البيان، فإنّ قوّات الحشد الشعبي «قتلت 20 عنصراً من «داعش» وأصابت 8 آخرين، إضافةً إلى تدمير وإحراق أربع عربات تابعة لهم».
وكانت قوّات الحشد الشعبي تمكّنت في التاسع من حزيران الماضي من تحرير معبر تلّ صفوك الحدودي مع سورية، بعد معارك مع «داعش» وكبّدتهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدّات.
وفي السياق، أعلن المعاون التنفيذي لهيئة الحشد الشعبي أبو علي الكوفي، أمس، البدء بإنشاء أكبر ساتر ترابي للفصل بين مناطق غرب الأنبار والفرات الأوسط، فيما أكّد أنّ الساتر يمتدّ لنحو 300 كم لتأمين طريق بغداد دمشق – عمان الدولي.
وقال الكوفي في حديث لموقع «الحشد الشعبي»، إنّ «الساتر الذي تعمل عليه أكثر من 170 آليّة و500 منتسب في صفوف الهندسة العسكرية، سيكون الحدّ الفاصل بين مدن أعالي الفرات والفرات الأوسط وجنوب الفرات، وحتى العاصمة بغداد»، مبيّناً أنّ «السقف الزمني للساتر الترابي الضخم هو 10 أيام بعمق 300 كم لتأمين الطريق الدولي بين بغداد ودمشق وعمان، المار بمدينة بالرمادي والمنتهي بمنفذَيْ طريبيل والوليد الحدوديّين».
وتابع الكوفي، أنّ «أمن مناطق الفرات الأوسط مرهون بالسيطرة على أعالي الفرات بما فيها عنة وراوة وعكاشات، كونها امتداد لمدينة الرقة السوريّة»، مؤكّداً أنّ «الحشد الشعبي سيعمل على قطع طرق «داعش» في تلك المناطق، وفتح الطريق الدولي للمدنيّين والأرتال العسكرية التي تستعدّ لعمليات تحرير مناطق غرب الأنبار».