المدرِّب السوري ملهم ديركي: السوريون راسخون في علوم الطاقة والمحبة والتأمل يعزّزانها

ناريمان عبيد

ماذا لو لم يكن هذا العنف يكتسح سورية الآن؟ ولم يكتسح سابقاً فلسطين، ولبنان والعراق؟.. ويمتد ليطال العالم؟ لا شك في أن هناك خللاً قيمياً خطيراً أو سلوكياً جوهرياً. يقول خبراء الطاقة إن بداية الجواب وسره في طاقاتنا. كيف ندركها؟ كيف ننمّيها؟ وإلي أي حد تصبح حياتنا طاقة إيجابية فاعلة، بعد السيطرة على الطاقة السلبية فيها..

يقول ديركي إنه بدأ سنة 2012 بحضور دورات مع الأصدقاء للاطلاع، وبعد ما لمس فوائد علاجية قام بعلاج من فقر الدم بالطاقة ونفسية كالتخلّص من الغضب ، بدأ يأخذ الأمر بجدية أكثر ويتوسّع في دراسة هذا النوع من العلوم والعودة إلى الكتب والمراجع وحضور دورات أونلاين والسفر أحياناً لمحافظات أخرى في سورية لزيادة العلم والمعرفة.

ويرى أن الطاقة نوعان. طاقة إيجابية وطاقة سلبية. الإيجابية تحمل في طياتها الحب والعطاء والتفاؤل والسلام الداخلي، ويجب ان تكون ملمّة باتجاه روحي. أما السلبية فتزرع في قلب صاحبها النكد وتنعكس على سلوكه بغضاء وكراهية وسلبية وتشاؤماً.

أما عن مصدر الطاقة فيرى أنّه الله ومحبته في داخلنا. ويعتبر أن هناك علاقة وطيدة بين الطاقة والإيمان. لما يحققه من رضا وسلام ذاتي.

ويؤكد أن تفعيل الطاقة لا يتم بطقوس وشعائر، وإنما بتفعيل القيم الإنسانية المتمثلة بالمحبة والحقيقة والسلام والاستقامة واللا عنف والتي تمثل جوهر الأديان والمدارس الروحية كلها.

ويقول المدرب ديركي أن الطاقة الإيجابية تتجلّى بإحساس عميق بالسلام والمحبة والتناغم مع الوجود، أما الطاقة السلبية فتتجلّى بضياع الهدف من الحياة وعدم الشعور بالسعادة والمحبة.

ويمكن أن تساعد تصرفات على تعزيز الطاقة الإيجابية منها اختيار فرش المنزل بألوان طاقية. وهي الأحمر ـ الأصفر ـ الاخضر ـ الازرق ـ الزهري ـ البرتقالي والبنفسجي، بالإضافة لكيفية توزيع نباتات في المنزل، خصوصاً المطبخ. واستطرد بقوله: كل شيء في الكون هو طاقة. فهي الوحدة الأصغر في تكوين أي شيء وهي موجات تختلف طولها وسرعة ذبذبتها لتأثيرها في الجسم الأثيري، بما هو أول جسم باطني. وقد أثبت وجوده علمياً من خلال أجهزة قياس الموجات الكهرومغناطيسية وتقنية تصوير كيريليان. ويمثل حيوية الإنسان وقوته وقدراته، كما تمثل الكهرباء حيوية الأجهزة الالكترونية. ويصنف أجسام حسب الطاقة إلى أربعة: الجسم المادي، الجسم المحبة، الجسم الروحي، الجسم القدري.

ويرى ديركي أن الإنسان أكثر من مجرد جسد مادّي، إذ يشكل جزءاً فقط من كلية وجود الإنسان. هناك ما نسمّيه الأجسام الباطنية التي تشكل أجزاء النفس البشرية. وهي: الجسد الأثيري، الجسد العاطفي، الجسد العقلي بحدّيه الجزئي والكلي، جسد المحبة، جسد القدر، الروح.. ويشكل التوازن على المستويات الباطنية جسماً أثيرياً متوازناً، وبالتالي جسداً مادياً متوازناً.

وذلك يعني حيوية عامة وعلاقات متوازنة وقدرات أثيرية متوازنة كالبصيرة والقدرة على العلاج.

وجواباً على سؤال كيف ننمّي قدراتنا، يجيب بأننا يجب أن لا ننمّي طاقة على حساب قدرة أخرى حتى لا ندمّر أنفسنا. ويجب الاعتماد على عملية التوازن والسلام وننمّي المحبة بكامل مستويات الباطنية يجب أن تكون المحبة غير مشروطة. يمكن لنا تنمية القدرات كالعلاج مثلاً بشكل متوازن من دون تنمية جزء من النفس على حساب أجزاء أخرى. فالتوازن أهم من أي قدرة وإنّ أهم القدرات الإنسانية هي القدرة على المحبة. ويجب أن نهتمّ بتنمية المحبة عبر الخدمة. والمحبة من شأنها أن تهتمّ بكل شيء آخر. ولا نعني بالمحبة نوعاً من التطرف العاطفي بل المحبة غير المشروطة وغير المحدودة بشكل أو مجموعة، والتي تحمل الحكمة في طياتها. فمثلا المحبة تفرض التسامح. وهذا يعني أن أسامح مَن يخطئ بحقي، لكن إن تمرّد فلا بدّ من زجر مدروس.

وعن الشاكرات السبع لطاقة الجسم. قال المدرب ملهم إن لفظة الشاكرة سنسكريتية. ومعناها العجلة الدوّارة. والهالة المحيطة بالجسم لها ألوان الطيف السبعة.

وهي سبع شاكرات: 1- الشاكرة الحمراء وتكون في القاعدة وهي مسؤولة عن ارتباطنا بالأرض وكيفية التأقلم معها. 2- شاكرة الجنس. وهي مسؤولة عن التكاثر وعلى صحة الأعضاء الجنسية. 3- شاكرة الضفيرة الشمسية. وتقع في أسفل القفص الصدري. وهي مسؤولة عن الإحساس بالذات وعن مشاعرنا اليومية. 4- شاكرة القلب وتوجد في منتصف الصدر. وهي مسؤولة عن المحبة غير المشروطة والتسامح. 5- شاكرة الحلق. وتقع عند العنق. وهي مسؤولة عن التعبير عن الذات. مرتبطة بالغدد الدرقية وجارات الدرق. كل مرض له أساس نفسي. وهو الكارما. 6 – هي شاكرة العين الثالثة، وتوجد بين العينين والناس يكنون لها اهمية كبيرة. وهي مسؤولة عن الحدس والبصيرة. 7 – وهي شاكرة التاج. مسؤولة عن صلتنا بالله ومرتبطة بالعقل الكلي.

تمارين معزّزة.. المحبة والتأمل

وعن أبرز التمارين التي ينصح بها مدرب الطاقة السوري لتعزيز الطاقة الإيجابية هو وفق «أحب الجميع أخدم الجميع». الخدمة هي أهم التمارين الروحية فهي تنمّي المحبة في النفس وتنعكس هذه المحبة على نفوس الآخرين. وهي الممارسة الروحية التي تحتاجها مجتمعاتنا اليوم لتجاوز الضغائن والفتن وإنماء المجتمع. وكذلك التأمل وممارسة تمارين التنفس والغناء التعبّدي الذي يريح النفس ويرفع من مستوى الطاقة ويملأ الإنسان بالطاقة الإيجابية.

يؤكد أن أفضل المآكل المناسبة لعلم الطاقة يتجلى بالابتعاد عن السكر المكرّر السكر الأبيض لما له من تأثيرات سلبية على طاقة الإنسان، حيث إنه يتسبّب بوجود فجوات أثيرية ضمن الهالة، وذلك يعني أن الإنسان يصبح أكثر عرضة للتأثر بالطاقات السلبية، وأيضاً الابتعاد عن أكل لحوم الحيوانات، حيث إن الحيوانات تمتلك مشاعر مثلنا، ويمكن لأي مربي حيوانات أن يلاحظ هذه الحقيقة. وبالطريقة التي تذبح بها الحيوانات فإنها تشاهد بعضها بعضاً. وهذا العنف ينتقل مع لحومها إلينا عندما نتناولها.

وملهم ديركي مدرب سوري معتمد في الطاقة من مؤسسة تنامي ترين، وحاصل على اعتمادية برنامج المدرب الوطني المعتمَد من وزارة التنمية الإدارية. يقدّم دورات مختصة في الطاقة الحيوية بالإضافة للاستشارات والعلاج. حرمون

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى