ماذا لو لم تكن فلسطين همّ نصرالله؟
ـ يدور كلّ القلق الذي يزرعه خصوم حزب الله بين اللبنانيين بأنه يلتزم بروزنامة مرهقة للبنان ولا طاقة له على حملها وعنوانها تمسكه بقضية فلسطين وفقاً لشروط لا مكان فيها لتسوية وتفاوض.
ـ عملياً أظهرت التجربة صدق الاتهام الموجه لحزب الله والسيد حسن نصرالله، ولم ينكر الحزب ولا تنكّر السيد لهذا الاتهام، لكنهما أبديا بالتدريج حقيقتين الأولى أن لا استعجال لمعركة فلسطين بل دراية في إدارتها تتفادى المواجهة المكلفة، وثانيها أنهما يبنيان بالتدريج تعاظماً للقوة يجعل «إسرائيل» الجهة الخائفة من إندلاع الحرب.
ـ توازن الرعب المتنامي لصالح حزب الله وحكمته في إدارة الحرب تبدّد القلق من مواجهة يدفع لبنان ثمنها فلماذا يخافون من تمسكه بفلسطين؟
ـ خصوم حزب الله عربياً يحوّلون هذا القلق اللبناني إلى قلق عربي وإسلامي ويسمّونه بتوسيع النفوذ الإيراني ويقولون إنّ إيران تتمسّك بفلسطين لإضعاف الحكومات العربية.
ـ السؤال ماذا لو ترك حزب الله فلسطين وماذا لو تركتها إيران؟
ـ كانت إيران ستسلّم رقاب الحكومات العربية بقرار أميركي ومباركة «إسرائيلية» أكثر مما كان الحال أيام الشاه وتصير طهران محجة حكام العرب طلبا للرضا والبركة.
ـ كان حزب الله سيمنح تفويضا مفتوحا في لبنان والمنطقة بمياركة ورعاية من واشنطن وتطويب من تل أبيب ولو تغير النظام الطائفي لصالح نيل حزب الله عبر طائفته المناصب السيادية التي يرغبها من رئاسات إلى قيادات عسكرية وأمنية ومالية وسواها.
ـ المتمسكون بمكاسبهم والخائفون عليها لبنانيا وعربيا يجب أن يخافوا أكثر إذا تخلى حزب الله وتخلى نصرالله وتخلت إيران عن فلسطين.
التعليق السياسي