وفد رسميّ إلى بوركينا فاسو اليوم لإحضار جثامين ضحايا اعتداء «داعش» واستنكار واسع للجريمة ودعوات لاستئصال الإرهاب من جذوره
يغادر بيروت قبل ظهر اليوم، الوفد الرسمي المكلّف من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لنقل جثامين اللبنانيّين الثلاثة الذين سقطوا نتيجة الهجوم الإرهابي على المطعم التركي في بوركينا فاسو.
ويترأّس الوفد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، ويرافقه القنصل الفخري جوزف الحاج وعدد من أهالي الضحايا.
وسيلتقي خير عائلات الضحايا والجالية اللبنانيّة لتقديم التعازي ووضع كلّ الإمكانات بتصرّفهم، ويقوم بالإجراءات اللازمة لنقل الجثامين إلى لبنان يوم الأحد المقبل مبدئيّاً.
وفي ردود الفعل على الهجوم الإرهابي، أسف رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي للجرائم الإرهابيّة حول العالم، وقال في تصريح: «ببالغ الغضب، تلقّينا أنباء الجرائم الإرهابيّة حول العالم، والتي تركّزت إحداها في بوركينا فاسو واستهدفت أبرياء يمارسون حياتهم العاديّة».
وعبّر برّي عن الأسف والحزن، متقدّماً «ببالغ التعازي والتحايا من كلّ الجنسيات، وخصوصاً الضحايا من أصل لبنانيّ حملوا أحلامهم وآمالهم من جنوب لبنان وشماله بحثاً عن فرص العمل والحياة الكريمة».
أضاف: «إنّ اللبنانيين ومنذ فجر التاريخ يدفعون حياتهم ثمن مغامراتهم لإكتشاف العالم والعمل الكريم وتوسيع طرق التجارة ونشر أحرف اللغة، لذلك يقعون على طرقات الموت الكثيرة كما الحياة المزدهرة».
وختم: «دعَونا ولا نزال، إلى إعلان حرب كونيّة شاملة ضدّ الإرهاب، وإنشاء إدارة وغرفة عمليّات دوليّة بإشراف الأمم المتحدة تغلق الأبواب والنوافذ أمام حركة الإرهاب وتجفّف موارده ومصادره وتقطع دابره».
وأبرق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى نظيره في بوركينا فاسو ألفا باريس، معزّياً بضحايا الهجوم الإرهابي الآثم.
وأكّد باسيل لباريس، «تضامن لبنان الكامل ووقوفه إلى جانب بوركينا فاسو في مواجهة آفة الإرهاب التي لم يعد أيّ بلد بمنأى عنها». وتمنّى عليه «تسهيل عمليّة نقل جثامين اللبنانيّين الثلاثة الذين ذهبوا ضحية هذا الاعتداء الوحشي».
كما أبرق باسيل إلى نظيره في سيراليون سامورا كامارا معزّياً بـ«ضحايا الفيضانات والانهيارات الطينيّة التي ضربت العاصمة فريتاون»، مؤكّداً «تضامن لبنان الكامل مع سيراليون وشعبها في مواجهة هذه المحنة».
بدوره، أدان «حزب الله»، في بيان، الجريمة الإرهابيّة التي ارتكبتها عصابات «داعش» الإجراميّة في مدينة بوركينا فاسو، وطالب «العلماء وأهل الفكر والرأي والمؤسّسات الدولية والحكومات المعنيّة، بالعمل بجدّية لمنع توسّع هذه الآفة القاتلة التي تطال سمومها العالم بأسره».
كما تقدّم بأحرّ العزاء من ذوي الشهداء اللبنانيّين، ودعا الحكومة اللبنانية «إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضروريّة في متابعة هذا الموضوع من جوانبه السياسيّة والاجتماعيّة».
ورأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، في الجرائم الإرهابيّة التي ترتكبها العصابات التكفيريّة، «أعمالاً وحشيّة تنتقل من بلد إلى آخر في همجية تكفيريّة لا تفرّق بين طفل وكهل وامرأة في قتلها للمدنيّين، ما يجعلها عدواً للإنسانية جمعاء».
ودعا إلى أن تتضافر الجهود لاستئصال الإرهاب من الجذور، «فتنخرط كلّ الدول في محاربة الإرهاب التكفيري وتجفيف مصادر تمويله وعدم السماح بنشوء بيئة حاضنة له، وعلى المسلمين، على تنوّع مذاهبهم، أن يتضامنوا لمحاربة الفكر التكفيريّ والقضاء على أدواته الإرهابية، إذ لا يجوز التهاون في التعامل مع هذه الآفة الشيطانيّة لأنّ قتالها واجب إنساني وديني على المسلمين وغيرهم».
وعزّى ذوي الضحايا «بهذا المصاب الجلل»، وخصّ بالتعزية ذوي الضحايا اللبنانيّين.
الجامعة الثقافيّة
وتابع رئيس الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم بيتر الأشقر والأمين العام المركزي محمد هاشم الموجود في أفريقيا، قضية الهجوم الإرهابي الذي وقع في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو وأودى بحياة عدد من الأشخاص بينهم 3 لبنانيّين، وأجريا لهذه الغاية سلسلة اتصالات مع أركان الجالية في واغادوغو للاستعلام والإطّلاع على آخر مستجدّات القضية وما آلت إليه التحقيقات بشأن هذا الهجوم الإرهابي على أحد المطاعم في العاصمة، ونقل الجثامين إلى لبنان، وأكّدا وضع إمكانات الجامعة بالتصرّف في كلّ المجالات.
وإذ أدان الأشقر وهاشم بِاسمهما وبِاسم الجامعة والمجلس العالمي والهيئة الإدارية وبِاسم الاغتراب اللبناني هذا العمل الإرهابي، تمنّيا على كلّ اللبنانيّين في دول اغترابهم أخذ الحيطة والحذر تجنّباً لكلّ طارئ أو مستجدّات، وتقدّما من ذوي الشهداء الثلاثة بأحرّ التعازي القلبيّة.
من ناحيةٍ ثانية، تقدّم الأشقر وهاشم من الرئيس السيراليوني وشعب سيراليون بالتعازي القلبيّة لسقوط ضحايا في السيول والأمطار التي ضربت العاصمة فريتاون، واطمأنّا من خلال اتصالاتهما مع عدد من أركان الجامعة هناك إلى أنّ جميع اللبنانيّين في سيراليون بخير، وأنّ السيول أصابت مناطق لا يقطنها أبناء الجالية.
وشدّد العلّامة السيد علي فضل الله في بيان، على «أهميّة التضامن مع الاغتراب اللبناني على كلّ الصعد، والعمل لحماية اللبنانيّين المغتربين بكلّ الوسائل المتاحة»، معتبراً أنّها «من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الدولة، نظراً إلى دور الاغتراب على المستوى الاقتصادي والإنمائي، وفي حضور لبنان العالمي».