حزب الله أولويته مواجهة «إسرائيل» وعملية شبعا رسمت خطوطاً حمراء لتحرّك الإرهابيين الاستراتيجية الأميركية مع «داعش» غير فعّالة وعلى المسؤولين العسكريين دفع أوباما إلى تغييرها

احتلت الملفات الأمنية، لا سيما عملية المقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا جنوباً ومعارك بريتال مع الإرهاب بقاعاً، واجهة المشهد اللبناني، وبالتالي كان لها حيز كبير في نقاشات المحللين والخبراء في البرامج السياسية للقنوات الفضائية والإذاعات ووكالات الأنباء.

وفي هذا السياق، رأى الخبير في الشؤون الإقليمة الدكتور حبيب فياض أنّ حزب الله أراد أن يبين أنّ أولويته هي «إسرائيل»، وبأنه قادر على إشعال الجبهة الجنوبية وفي الوقت نفسه رسم خطوط حمراء لتحرك الإرهابيين.

ورأى المحلل في الشؤون الأميركية علي رزق أنّ خطوة «إسرائيل» في تعزيز «جبهة النصرة» في المناطق السورية المحاذية لشبعا فرصة ذهبية لإضعاف سورية وحزب الله، بينما أوضح النائب والمحلل الاستراتيجي العميد الوليد سكرية أنّ الجانب الشرقي من جبل الشيخ ضمن الأراضي السورية بات في يد «النصرة» وهي على حدود شبعا ومنطقة حاصبيا، وبالتالي فإنها ستسعى إلى تطبيق سيناريو عرسال وجرودها في منطقة العرقوب.

واعتبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أنّ التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية هو مصلحة لبنانية قبل أن تكون سورية، معتبراً أنّ سياسة النأي بالنفس جلبت للبنان الخراب وانعكست عليه سلباً وسببت خسائر كبيرة منها انتشار الإرهاب، كاشفاً عن وجود تنسيق معلن وغير معلن بين الجيشين اللبناني والسوري.

وتوقع وزير الداخلية السابق مروان شربل، من جهته، أن تتكرّر عمليات المسلحين المتمركزين على الحدود بمحاولة منهم التمدد إلى لبنان، منبّهاً من إمكانية اندلاع معارك في قلب المناطق اللبنانية بعيداً عن تلك الحدودية.

وكانت جدوى العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي ضد مراكز «داعش» مادة رئيسية أيضاً على طاولة الحوارات في القنوات الفضائية، حيث حذر رئيس لجنة رئاسة أركان القوات المسلحة الأميركية الجنرال مارتين ديمبسي من احتمال ارتكاب تنظيم «خراسان» أعمال تخريبية في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية. في حين اعتبر العقيد الأميركي المتقاعد ريك فرانكونا محلل الشؤون العسكرية أنّ تطورات الأيام الماضية تظهر أنّ الاستراتيجية العسكرية الأميركية المطبقة في الصراع مع تنظيم «داعش» غير فعالة، وعلى المسؤولين العسكريين دفع الرئيس باراك أوباما إلى تغييرها، معتبراً أنّ الأزمات القائمة سببها جملة عوامل على رأسها الانسحاب من العراق ورفض تسليح المعارضة السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى