مختصر مفيد الائتلاف ومجاهدي خلق
مختصر مفيد الائتلاف ومجاهدي خلق
إذا كان من الصعب التفكير بإيجاد صيغة لدمج أي من متفرعات النصرة وداعش في العملية السياسية في سوريا، وبالتالي استحالة رؤية حلّ لأعداد من يبقى من مسلحي الفريقين، بعد إنهاء وضع إدلب والرقة ودير الزور، إلا باستعادتهم إلى بلادهم وإخضاعهم فيها لمعسكرات اعتقال وتأهيل، فإنه لا يبدو في الأفق أن يكون الائتلاف المعارض جزءاً من الحل السياسي الذي تبذل الجهود لولادته قبل نهاية العام.
كل شيء يقول في حركة قادة الائتلاف ومواقفهم بعدما صارت الصورة واضحة، إن الحل السياسي مسقوف بالتأقلم مع بقاء الرئيس السوري وقبول انتخابات نيابية ورئاسية تعرف المعارضات أن مجموع نصيبها فيها لن يصل لربع الأصوات، وإن هذا التجمّع يتحرّك عكس الاتجاه ويتمسّك بسقوف تضعه خارج الحل السياسي، وأن من سيرتضون من بين صفوف هذا الخيار سيخرجون بالتتابع من بين صفوفه، وهم قد بدأوا.
السابقة الوحيدة المشابهة لجماعة سياسية ومسلحة استعصى دمجها بحل سياسي وفقدت وظيفتها لفقدان قدرتها على إحداث تغيير في بلادها هي ظاهرة مجاهدي خلق الإيرانية، الذين تجمّعوا في العراق أثناء حربه على إيران وبقوا بعد وقف الحرب في معسكر أشرف بالآلاف يأكلون ويشربون حتى بعد سقوط النظام برعاية أميركية مباشرة، ويبدو أن تركيا والأردن ستستضيفان معسكرات مشابهة للجماعات المسلحة التي لا مكان لها في الحلّ السياسي من العاملين تحت راية الائتلاف، بينما ينال اللجوء السياسي في تركيا وبلدان أوروبية قادة الائتلاف كحال قادة مجاهدي خلق الموزّعين بين فرنسا وأميركا.
ناصر قنديل
ينشر هذا المقال بالتزامن مع الزميلتين «الشروق» التونسية و«الثورة» السورية.