قالت له
قالت له
قالت له هل تراني مثقفة وتهتم لما بيننا لهذا الاعتبار.
فقال لها كلنا نسعى لنتثقّف ولم ننته بعد ولن ننتهي ونهتمّ للغير لأشياء، بعضها وجهة السعي في الثقافة.
فقالت أحبطتني بجواب بلا حنان.
فقال أجبتك بأمانة وأمان.
فقالت وهل وجهتي في الثقافة ترضيك وتهتمّ لبعض ما عندي من أشياء وكم تمثل منها هذه الثقافة.
قال لها الاهتمام ليس دفتر شروط نفهمه ونوزّعه على أبواب، بل هو إحساس إجمالي يغلبنا وتختلط فيه المصادر، أما عن وجهتك في الثقافة فهي متسارعة، لكن في أبواب على حساب أبواب. وهذا جواب عارف لا علاقة له بحجم المشاعر زيادة أو نقصاناً.
فقالت إذن ثمة ما يلفتك عندي أكثر.
فقال أول الاهتمام عند الرجل بالمرأة يبدأ من الرضى. والرضى هو توقع. والتوقع هو لما سيكون بقربه في لحظة اللقاء من جمال وبهجة وحنان وتعاطف واهتمام وحرص ورقة ولطف وحسن محادثة ورفيع الكلام ودفء التواصل والتفاعل كحلم معزوفة موسيقية من مئات الآلات المتناغمة للحن جميل.
فقالت وبعد هذا؟
قال تتكفل الوقائع بتعديل التوقع صعوداً وهبوطاً وفي أغلب الأحيان تهبط الوقائع عن التوقعات، خصوصاً مع الخلافات والمشاحنات، لكن تتولّى العشرة والخوف من الخضوع للتجارب بصناعة التعوّد والعجز عن التخلي.
قالت إذن يموت الحب.
قال الحب هو كل هذا التعلق ببقاء الآخر جزءاً من حياتنا، مهما كانت التقلبات، وليس ما كان في بالنا من لهفة وشغف خالصين.
قالت والغيرة؟
قال سلاح دمار شامل.
قالت وبديلها؟
قال إذا فقدت الثقة يكون الرحيل كالموت الرحيم أفضل من عذاب المرض للمريض ولرفقته.
قالت وإلا..
فقال البقاء مهما كانت المرارة، لأن حلاوة البقاء أعلى.
فقالت أذقني مرارتك قبلة فلن أرحل.
فتعانقا وأغمضت عينيه بيديها.