الأسد: لامكان لواقع تقسيم سورية والمعركة مستمرّة لتحرير أرضنا.. ولن يُسمح للإرهابيّين وداعميهم بتحقيق أيّ مكسب
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ سورية كانت دائماً هدفاً ومن يسيطر على هذا الهدف يسيطر على القرار في المنطقة، مشيراً إلى أنّ مواقف سورية هي جزء من أسباب الحرب عليها.
وأشار الأسد في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين أمس، إلى أنّ دعم الأصدقاء لسورية ساهم في صمود الدولة السوريّة. ولفتَ إلى أنّه «ستُكتب الفصول عن إيران والسيد خامنئي وحزب الله والسيد حسن نصرالله، إضافةً إلى دعم روسيا والصين»، مؤكّداً أنّ الإنجازات العسكريّة للقوّات السوريّة المسلّحة كانت هي الحرب وكانت هي السياسة.
وأوضح الرئيس السوريّ، أنّ روسيا دافعت عن سورية عبر مجلس الأمن وعبر دعم الجيش السوري وأرسلت قوّاتها وقدّمت الشهداء، وأنّ إيران قدّمت المساعدات الاقتصادية والعسكريّة والسياسية من دون حدود.
الأسد قال: «لا أدري متى سنتحدّث عن الانتصار على المشاريع الغربيّة لأنّ المعركة مستمرة، وإنّ المشاريع الغربية مع الإخوان وجماعات ما يسمّى الإسلام السياسي فشلت»، مؤكّداً أنّ المعركة مستمرّة.
الرئيس السوري أكّد أنّ لا علاقة ولا دور لأيّ دولة غربيّة تريد العودة إلى سورية إلّا إذا قطعت علاقتها نهائيّاً بالإرهاب، مشدّداً أنّه لن يسمح للإرهابيّين ومن يدعمهم بتحقيق أيّ مكسب، لا عسكرياً ولا سياسياً.
كما شدّد على أنّه لن يكون هناك تعاون أمنيّ ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنّها تسعى لحلّ، إلّا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكلٍ صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب والإرهابيّين.
وقال الأسد: «لقد دفعنا ثمناً غالياً في سورية بسبب سياسة الهيمنة الغربيّة»، مشيراً إلى أنّ الوزن العربي يساوي صفراً في الساحة السياسيّة الدوليّة. ولفتَ إلى أنّ الرئيس في الولايات المتحدة هو منفّذ للسياسات، لأنّ اللوبيات الاقتصادية والعسكرية والتجارية هي صانعة للقرار.
الرئيس السوريّ أكّد أيضاً على ضرورة خروج الإرهابيّين وعودة الدولة، وشدّد أنّه لا يوجد أيّ مصالحة وأنّ من حق سورية أن تضرب الإرهاب أينما تحرّك، مكرّراً أنّه طالما القتال مستمر ضدّ الإرهاب فلا مكان لفكرة أمر واقع أو تقسيم في سورية.
وحول الدور التركي في سورية، قال الأسد: «بالنسبة لنا، دور تركيا مع روسيا وإيران في دور الضمانة هو دور ضامن للإرهابيّين وليس أكثر»، واعتبر أنّ أحد أسباب بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان في السلطة هو «دوره التخريبيّ» في سورية، مشيراً إلى أنّه يلعب دور «المتسوّل السياسي بعد فضحه في دعم الإرهابيّين».
وتناول الرئيس السوري المفاوضات الجارية مع المعارضة السوريّة، فرأى أنّ الحوارات كانت دائماً، ومن دون أيّ مجاملة دبلوماسيّة، كانت مع عملاء أو إرهابيّين. كما أشار إلى أنّ المبادرات التي طُرحت تحت عناوين إنسانيّة كانت بهدف تحقيق ما فشلوا بتحقيقه عبر الإرهاب.
وأضاف الأسد: «إنّ الثوّار الحقيقيّين هم أصحاب القيم الإنسانية، أمّا من وصفوهم بالثوّار ليسوا أكثر من حُثالة».
أمّا بالنسبة للتبدّلات في التصريحات الغربيّة مؤخّراً، فرأى أنّها ليست بدافع إنسانيّ، وإنّما بسبب صمود القوّات المسلّحة ودعم الأصدقاء. وأوضح أنّ المرحلة الأخطر على سورية كانت في السنة الأولى للحرب، لأنّه كان يتمّ العمل على البُعد الطائفي.
ميدانياً، تحدّثت صفحات إخبارية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتكاب التحالف الدولي بقيادة واشنطن مجزرتَيْن أول أمس في محافظتَيْ الحسكة والرقة شمال شرقي سورية.
وقال نشطاء على «تويتر»، إنّ غارات للتحالف أسفرت عن ارتقاء 41 شهيداً على قرية الجزاع بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، حيث استهدفت طائرات التحالف بغارات جويّة مسجدَ القرية أثناء صلاة العصر أول أمس السبت، ما أدّى إلى وقوع عشرات الإصابات أيضاً.
وأشارت صفحات إخباريّة على موقع «فايسبوك» إلى أنّ القرية التي استهدفتها طائرات التحالف الدولي لا يسيطر عليها أيّ فصيل عسكري، حيث تقع ضمن دائرة خطّ التماس بين تنظيم «داعش» وقوات سورية الديمقراطية.
وفي سياقٍ آخر، أعلن ما يسمّى بـ«جيش الإسلام» الإرهابي، وقف الأعمال العسكرية ضدّ ميليشيا «فيلق الرحمن»، في حال التزم الأخير بفكّ ارتباطه مع «جبهة النصرة» الإرهابيّة بعد انضمامه إلى اتفاقية «مناطق خفض التوتر» في الغوطة.
ونشر «جيش الإسلام» بياناً يؤكّد فيه ذلك، ويأمل من «فيلق الرحمن» الوفاء بالتزاماته التي تعهّد بها مؤخّراً، وأن ينهي تحالفه مع من تبقّى من «جبهة النصرة» الموجودة في قطاعه في غوطة دمشق الشرقية.
إلّا أنّ صحيفة الوطن السورية أكّدت أنّ لا هدنة حتى الآن شرق العاصمة دمشق وفي الغوطة تحديداً، إذ ما تزال الفصائل السوريّة «المعارضة» المسلّحة تواصل الاقتتال فيما بينها في الغوطة، رغم انضمام «فيلق الرحمن» إلى اتفاق مناطق تخفيف التصعيد في غوطة دمشق الشرقيّة والانفكاك عن «جبهة النصرة».
وكانت وزارة الدفاع الروسيّة، أعلنت مؤخّراً أنّ «فيلق الرحمن» وقّع على اتفاقيّة انضمامه لنظام وقف إطلاق النار في جنيف بحضور ممثّلين عن الوزارة والفصيل، على أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ بدءاً من الساعة التاسعة مساء الجمعة 18 الشهر الحالي.